الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن بينوشيه الجميل.. وداعا

خلف علي الخلف

2006 / 12 / 16
كتابات ساخرة


وداعا، فبغيابك لم نعد نعرف القاتل من المقتول. كنت رمزا للشفافية، فليس عارا أن تقتل المواطنين الأبرياء بكبرياء جنرال، ولكن العار ما فعل ويفعل من خلفك، في هذا المقام الذي لا يصل له الا العظماء، فأساء منهم من أساء إلى مهنة الدكتاتورية النبيلة
رحلت، فصار الدكتاتور ضحية، وصار الشعب جلادا، واختلطت الأوراق. ففي وطننا العربي يعرّفون الحاكم في كتب المدرسة بأنه الشرعي، وكأن بقية الشعب لا شرعيين، ويصفونه في الإعلام بالأب، بينما نجده في أرض الواقع دكتاتورا يسيء لإرثك العظيم من الظلم والاعتزاز بالظلم. صاروا دكاترة مزيفين، لا يقوون على إقناع أحدٍ بجدارة هذا المنصب الرفيع.
أيها الراحل العظيم مضى زمنك الذي كان فيه الدكتاتور لا يتحدث عن شرعية خارج نفسه ، مضى الزمن الذي كان فيه الدكتاتور يعطي لشعبه شرعية التنفس ، وأصبح من خلفك في هذا المقام النبيل يتمسح بشرعية الشعب ويصر على انه حاكم دستوري ويجيش كل إعلامه كي يقنع الدهماء انه موظف بسيط لخدمة الشعب
في زمن من خلفك كثرت الإساءة لإرثك العظيم فمنهم من لم يعد يقتل أعداءه، بل افتتح سجونا زجهم بها، وفبرك لهم محاكمات أمام المجتمع الدولي .. تصور أيها الراحل النبيل صاروا يحسبون حسابا للرأي العام الدولي عندما يهمون أن يفتكوا بشعوبهم المارقة التي يرتفع صوتها، حتى صارت هذه الشعوب تجرؤ على إنجاب من يعتقد أنه هو والدكتاتور من نفس " الطينة " تصور ذلك وأنت تغادرنا
أيها الفقيد، إن شرعية لا تستمد قوتها من الإقناع ليست جديرة بالإعجاب، وما إعجاب الجماهير بك إلا لمعرفتها قدرتك على الإقناع قولا وفعلا. أما اليوم فإن شرعية خلفائك صارت تتمسح بالضعف والزيف وقلة الحيلة والظلم بخبث ودناءة.
لم نعد نعرف ممن نهرب، وكنا نهرب منك لأننا نعرفك، أما اليوم صرنا نهرب من جهة لا نعلمها إلى جهة لا ندري ما تخبئ لنا. فكل شيء غامض، وقد نرتمي في أحضان أفاع متلونة بعد أن كنت فكا مفترسا يعرفه الجميع ويخشونه.
وداعا أيها الدكتاتور الجميل، فبغيابك فقدنا آخر أمل في الشفافية حتى لو كانت آلية طاغية قوي في إبادته شعبه بكبرياء وفخر.
وربما يخطر ببال رفات ضحاياك أن تتحرك في قبورها فتهتف العظام والجماجم فرحة برحيلك وأنك في النهاية نلت مصيرك على يد كف الموت العمياء التي لا تفرق بين دكتاتور صادق وبين بقية الناس، وحق لضحاياك أن يبتهجوا لأنهم لم يعاصروا أولئك الذين جاءوا من بعدك أيها النبيل.. فلو كان هؤلاء الضحايا ممن عاصروا الدكاترة إلى أن وصلوا إلى نسخهم الممسوخة الحالية، لهتفوا باعتزاز من قبورهم نحن ضحايا هذا الرجل العظيم، نحن ضحايا بينوشيه وربما كانوا قد خرجوا في مسيرات حاشدة في العالم السفلي يستقبلون بها رفاتك فرحا بلقاء دكتاتور كان لا يكذب، وكان يستمتع بما يعمل تحت ضوء الشمس، ولم يكن في حاجة إلى التلوّن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | الغناء في الأفراح.. حلال على الحوثيين.. حرام على ا


.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب




.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ


.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش




.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا