الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنية على المعبر... يا لهذا الموقف المؤلم!

ثائر زكي الزعزوع

2006 / 12 / 16
القضية الفلسطينية


يشهد عليّ الجميع أني لم أؤيد في يوم من الأيام حكومة تشكلها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حتى وإن نجحت في انتخابات ديمقراطية، واختارها الفلسطينيون، وظللت حتى أدت حكومة حماس اليمين القانونية، أؤمل نفسي أن يطل أحد قياديي الحركة البارزين ليعلن الاعتذار عن تشكيل الحكومة، وقد عللت تحفظي ذاك عندها، بأني أخشى على حماس أن تضيع بوصلتها النضالية وتنشغل في لعب السياسة وأحابيلها، ما دامت تتعامل مع عدو غير نزيه، بل واستطراداً هي تتعامل مع عدو سافل لا يؤمن بأية قيمة، ولا يعترف بأي اتفاق، وإن كان ذلك الاتفاق بحجم رأس الإبرة.
ولعل حماس ومنذ أن تولت السلطة، بدأت حرب نزاع لإثبات الوجود ليس فقط في مواجهة إسرائيل، بل وأيضاً في مواجهة شركاء داخليين، لا يصح بأي حال من الأحوال تسميتهم شركاء، إذ إنهم لعبوا في الكثير من الأوقات دور الأعداء بجدارة، وعملوا أعمالاً لا مثيل لها لإفشال حكومة حماس، وهم نجحوا إلى حد ما.
وصحيح أن الحركة/ المقاومة ما زالت تقاوم حتى الرمق الأخير عوامل الإزالة والإطاحة، إلا إن كبار قيادييها، ومن ضمنهم رئيس الوزراء إسماعيل هنية، قد أعلنوا أكثر من مرة أنهم مستعدون للتخلي عن مناصبهم في سبيل المواطنين الفلسطينيين، بل وتم الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني، وطرح اسم بديل رشحته حماس ليكون خليفة لـ(هنية) حين تنحيه عن رئاسة الحكومة.
اليوم "حماس" على مفترق طرق حذر، فأغلب النواب الذين يمثلونها في البرلمان تم اختطافهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بل إن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز الدويك معتقل منذ أشهر، وبانتظار أن تتم محاكمته بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية هي حماس طبعاً!!!
بوادر الصراع المسلح بين طرفي النزاع في الداخل الفلسطيني بدأت بالتشكل، فالمسلحون يجوبون الأراضي الفلسطينية، في مشاهد إرهابية تستفز مشاعر وعواطف عشرات الآلاف من العاطلين من العمل، أو من الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ أشهر طويلة، وعلى الرغم من أن تصريحات جميع القياديين تستبعد الانجراف في حرب أهلية، إلا أن المراقب يستطيع بسهولة تلمس ملامحها من خلال عمليات القتل التي تمت تباعاً خلال الأسبوع الماضي بدءاً بقتل ثلاثة أطفال هم أبناء ضابط أمن "فتحاوي" على أيدي مسلحين مجهولين، وصولاً إلى اغتيال قاض "حماسي" على أيدي مسلحين مجهولين أيضاً، وإلى أن يصير المجهولون معلومين فإن بقاء الوضع على ما هو عليه ينذر بكارثة لا تحتاجها فلسطين المختنقة أصلاً.
الصور المحزنة التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية لتشييع الأطفال، ثم القاضي تحمل في طيّاتها الكثير، بالنسبة لي تعاملت مع تلك الصور بشيء من الحذر، كونها تحمل ملامح الحالة العراقية بتفاصيلها، ولعلي أخشى الانجراف وصولاً إلى ما يشبه الحالة العراقية الحالية بمأساويتها.
الصورة التي استوقفتني كثيراً هي صورة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية جالساً على الحاجز في معبر رفح منتظراً أن تأذن له قوات الاحتلال بالعبور إلى دولته الأسيرة، عينا "هنية" وهو جالس تقولان الكثير، وهو الذي ظلّ مقاوماً طيلة سنوات، وظل عبر فوهة بارودته يفرض شروطه على الاحتلال، جلس منتظراً بيأس إذناً إسرائيلياً جاء، مشروطاً، بعد تدخّل مصري، وربما عالمي...
تخلّت حماس، وإن شكلياً عن البندقية لترتدي قفازات بيضاء، فما الذي كسبه المقاومون؟
ولا بد أن الأوان آن لتخلع حماس زياً لا يلائمها وتعود إلى متراسها، فكلّ ظني، أن مناضليها سئموا الجلوس على الحواجز وانتظار أوامر المحتلين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة