الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى صديقي .. علي حسن كريم

عماد الطيب
كاتب

2024 / 7 / 11
الادب والفن


لا تبتأس يا صديقي من هذه الحياة .. كلنا نشرب همومنا وقيحنا من إناء واحد .. ونظل نلعق جراحنا تارة وننكها أخرى كي لا ننسى ما خلفه الزمان .. نضحك بألم .. ما دام حزننا رفيقنا الدائم .. والابتسامة فينا اصبحت ترفا لا نقدر على اقتنائها . لاتشعر بامتعاض حين تجد البشر غير البشر .. فقد صدأت ذاكرتنا ولم نعد نتخيل كيف كان شكل البشر .. والإنسانية طوطم اخترعه البشر.. أمامنا طريقان لاثالث لهما .. أما أن نركع للتفاهة كي نعيش ونقلب أيامنا دون ألم .. او يلفنا النسيان في حضرة مايسمى بالبشر . نبتعد كي لانزيد جراحا إلى جراحنا المثخنة بأوجاع الماضي والخوف من مستقبل الأيام .. احلم دائما بعالم مثالي وحين استيقظ من نومي أرى مخلفات التفاهة وقد احدثت فوضى سريالية على فراشي منذ ليلة امس .. قشورا من ضحكات سمجة وعهرا من الكلمات وامنيات مؤجلة وتخيلات جنسية . ودماء جرح قديم سقط سهوا من ذاكرة الماضي . كأنه وشم من معارك خيالية . لم نعتد على الحقائق ياصديقي .. نعيش على تصديق الخرافات التي رسموها لنا في عقولنا . كي نواكب السائرين في دروبهم الموحلة والمظلمة .. ماعاد لأمجاد الماضي من وجود .. فالمجد اصبح كذبة لديهم .. والأصالة خدعة . وكل شيء غير ثابت تغرقه التفاهة في رمالها المتحركة .. فهم يعيشون عصر البربرية .. حيث الكذب فهلوة .. والخيانة ذكاء .. والفقر عيب ونكرة كما فعلوها مع الآخرين يتبجحون بمكاسب صغيرة جاءت من غيرهم وجل جهدهم أنهم وضعوا اسماءهم عليها .. يبكيني حزنك الطويل أيها الصديق .. ابتسامتك التي اخترتها وشكلتها آلاف المرات أمام المرآة كي ترضي تلك الكائنات التي تحاول أن تسحبك إلى عالمها وتقيم عليك طقوسها الوثنية . لأخراج آخر نقطة طهارة من قلبك .. لتبعدك عن حقيقة الوجود . عن معنى أنك حي ترزق وتعيش مثل البشر . تقنعك تلك الكائنات انهم وحدهم مقياس لكل ما هو موجود . وقد تصدق كذبتهم . لا يا صديقي فهم كذبة هذا الزمان .ومسخ لتاريخ عفن ببطولات هوائية لاتجري سوى في مخيلتهم المريضة . حينها تدرك معنى أن تكون مختلفا لا تقبل التزوير ولاحتى استنساخ من قوالبهم المتهرئة بسبب النجاسة والوساخة والادران .. لاتركن إلى اشباه الرجال .. فهم حين يتكلمون بكلام الفرسان إنما هي صورة احسنوا التهريج بها . وداوموا على التصديق بها . لايشكل امثالنا لهم ثقلا فكريا وعلميا واخلاقيا .. فتلك الصفات لم توجد في قواميسهم لأنهم جاءوا بطفرة جينات مشوهة من الزمان وولغوا بالضحالة والقذارة .. قم أيها الكبير بوزنك الحقيقي واعلمهم انك عملاق . سوف تلاحظهم كالجرذان يختبؤون بجحورهم حين ينكشف الغطاء . قم ولاتيأس فزمننا لم ولن يعيشوا مثله .نحن الفرسان .. وهم مجرد اقزام . نزعة اليأس التي تنتابك كلحظة جنون لترد على الكلام بكلام وتقول .. " لا يارفيقي دعهم يسحبوني إلى القعر، فلقد اكتشفت أن حوارا سخيف أسمى من كل كتب الفلسفة، وأن نكتة بائسة خير من كل روايات ونظريات العالم، دعني اهترئ بصمت، لاتعيدني إلى صحوتي، مللت التفكير، مللت كل شيء فقط أعطني وسادة وابتسامة مزيفة ودعني أموت بهدوء، هل ينطق الأموات ؟ دعني فلقد عرفت مصيري منذ أن ولدت ." انهم جعلوك شبه ميت وحسبوك مثل الاموات . اين ذلك العقل المنير بالافكار ؟!! اين فكرة التغيير لهذا الزمان ؟ فقد ادخرت عقلا يوزن البلدان . وهزمك مسخ لايفقه معنى الحياة . ولا حتى يعرف أن يسطر كلاما . وحصر معنى والوجود والحياة بين افخاذ النساء. انهم يتبجحون بإنجازاتهم الهزيلة . ولكن في حقيقتهم يحتمون بظلك الوهاج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل إلياس خوري أحد رموز الرواية العربية الحديثة


.. هجوم أسد على الفنان محمد أنور أثناء تصوير مسلسل -ديبو-




.. صباح العربية | لقاء مع الفنان يوري مرقدي للحديث عن الجدل حول


.. قصيدة الشاعر سالم بن جخير العرجاني بمناسبة فوز فارس العالم س




.. عزاء الفنانة القديرة ناهد رشدي الاثنين المقبل بمسجد الشرطة ب