الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الطوفان- وبداية الثورة الفلسطينيه المؤجله(1/2)

عبدالامير الركابي

2024 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


يحتل عنصر الادراكية والفكرة في الاصطراع المحتدم اليوم مع الغرب عبر فلسطين وغزة، العامل الرئيسي في عدم اكتمال مرتكزات الجبهة المقاومه الجديده، بانتظارانبثاق الرؤية المجتمعية الشرق متوسطية العربية الغائبة، قبل ان تتحول لتغدو بموقع الحضور التاريخي بمواجهة غرب هو متبقيات موروثة منتهية الصلاحية، تتمثل راهنا بالكيانيه الامريكيه المفقسة خارج الرحم التاريخي. وما يشار له من النكوص التصوري لايشمل باثره الاقرب للحاسم، المنطقة العربية وحدها، فالايهامية الكبرى الغربية، والاكذوبة المفاهيميه الامريكيه المعممة، تخيم بصيغ اخطر على الاسرائيليين كحاجة وضرورة مصير يه تناقضية لا يمكن ان تتجلي اليوم الا اقرب للانتحارية عمليا، بينما تعيش المنطقة العربية حالة معاكسة، فالفلسطينيون اليوم تغمرهم حالة اعجاز انتصاري عملي غير معلن بعد، حتى وان غلبت على رؤاهم ورؤى من يضعون انفسهم بموقع التعبير عن وضعهم الراهن على المستوى التفكري، حالة انغلاق وعجز عن اسكناه خلفية ومنتهى الوضع الناشيء،المضمر بين ثنايا مواجهة من اعظم مظاهر اعجازها التي لم ينتبه لها "الكتاب"، وبالاخص منهم الايديلوجيون، ومن يذهبون حتى لتصور انفسهم بموقع "المفكرين" كون غزة ( ماتزال تقاتل بعد اكثر من ثمانية اشهر وتلحق بالجيش الاسرائيلي ضربات موجعه للغاية، وهي موضع معزول، محاصر، الامر الذي يستوجب اولا وقبل كل شيء، التساؤل عن كيف يمكن من الناحية العسكرية البحته، حدوث امر كهذا، بينما العدو الاسرائلي يرتكز الى بحر من التدفق التسليحي الهائل المدمر الذي لايتوقف، من دون ان يتمكن من تحقيق شيء من اهدافه).
لم يسبق في تاريخ الحروب على الاطلاق لجماعة مقاتله منقطعه عن الخارج، ومحاصرة من جميع الجهات، ان حصل معها ماهو حاصل مع المقاومه الغزية لهذه الجهه، وهو ماينبغي اخذه اولا وقبل اي شيء اخر، على انه بحد ذاته انتصار استثنائي خارق، دالا في الوقت ذاته على الخلفية التحضيرية التي اوجبت عملية "طوفان الاقصى"،كخطوة محسوبة، وجعلت منها واجبه مع مترتباتها،كما يمكن التخيل، خارج كل الاعتبارات والمتعارف عليه في هذا الميدان الاصطراعي الافنائي، لندخل بابا في استراتيجيات الحروب، هي من دون شك خارج الطاقة الاعقالية لجنرالات اسرائيل ولنتينياهو، ومعهم بايدن، دلالة على كونهم جمع معبا بمحفوظات وممكنات مواجهة، مع مايباهون به من ارث مفهومي ـ متعال قطعا ـ مع انه يتحول باطراد الى متدن و "ومتخلف"، حربيا/سياسيا، بكل المقاييس.
من الناحية العسكرية ومع اخذ اشتراطات حروب المقاومة وحرب الانصار بالحسبان، فان الحاصل هو انقلاب تاريخي استثنائي على مستوى نوع الممارسة القتالية، تتناسب والظروف التي ولدتها على مدى لابد ان يكون طويلا، وطويلا جدا، وهو نوع حرب عصابات مؤسس على قواعد واعتبارات، الطرف الغالب فيه، والمتمكن كافتراض/ محسوب بدقه، وهو ماخوذ نحو مسار، هزيمه الطرف المحتل فيه تكاد تكون محسومة خارج الاشتراطات الملموسة آنيا، الامر الذي سيقتضي مستقبلا نوعا من القراءة وانماط الدراسات التحليلية النظرية، انقلابية عسكرية تاريخية حكما، تذهب نحو تاسيسية بكورية بدئية، هي الاخرى خارقة للمعتاد والمتعارف.
لم يقرر من اقدموا على "طوفان الاقصى" تنفيذ خطوتهم من دون قراءة للعواقب والمآلات السائرة بالدم والابادة الشاملة منذ ثمانيه اشهر، والرد عليها، وهذا ماسوف يتطلب هو ايضا توقفا غير عادي بحساب سبعين سنه مما عرف من "المقاومة الفلسطينيه" قبله، وقد صار من غير الممكن الخوض فيه من دون اخذ الجانب اللحظوي والتاريخي بالإعتبار، فالحرب كما نعلم هي "السياسة بوسائل اخرى"، والاشتراطات التي ضمنها وضعت نظرية حرب العصابات الغيفارية اللاتينيه الاولى في الستينات على يد "ريجيس دوبريه"، وكتابه " ثورة في الثورة"، انقلبت اليوم، بينما لم يعد الغرب الاستعماري الراسمالي حاضرا الا كتازم اقصى بلا افق، والعالم وموضوعاته انقلب من الصيغة الاوربية و(الدولة /الامه) الى ماتمثله اميركا من "كيانيه الفكرة المفقسه خارج رحم التاريخ"، والتي لاتستطيع التحقق الاامبراطوريا رسالويا مزورا، رساليتة امحاء لماقبله بلا افق، اي لكل البنى المجتمعية وليدة التاريخ والتفاعلية التاريخيه اليدوية على مامرت به مع التشكل الاول، السابق على الانقلاب الالي.
مسالتان تلوحان هنا كتحد غير مفسر، فمالذي يجعل حماس تصل الى القناعه التي بموجبها تقرر الذهاب الى الانقلابيه الاحترابيه النوعية الموافقه لانقلابيه تاريخيه، يقابلها نتهاء نوع نمطية راسماليه وشكل تجليها، بما يضع العالم على حافة انتهاء زمن الامبراطورية الرسالوية فيجبرها على اعتماد وسائل الابادة غير المجدية لانتفاء القدرة على اقتراح فضلا عن اقامة البديل، ولست بالاحرى منظر حركة ال "فلسطو /حمساوية" المنبثقة بعد سبعين عاما من شبح المقاومه التمهيدي المرهق، ولا المكلف بوضع قواعد نظريتها الاحترابيه الاستثنائية الاخذه بالتسيد الحتمي، تاركه وراءها زمنا وعالما من المفاهيم والمعتقدات والنظريات العسكرية، مع صعوبة الاجابه على السؤال بخصوص: كيف توصلت حماس ياترى الى مثل هذه الاستجابه الاستثنائية للانقلاب الموضوعي العالمي الشامل الحاصل، مع مايبدو من تعدي معطياته لقدرتها كما نعرفها وعيا وتكوينا، بالطبع هنالك/ قوميا من دون قوموية الايديلوجيا المعروفة/ قوة حكم الحدسية وماينجم عنها من تصور في هذا الجزء من العالم، واكب حضورها على مدى زمني ليس بالقصير، وهو التأسيسي الكوني، بدلالة الكونية النبوية وتاريخها، هذا بمقابل انهيار الادعائية التوهمية الغربية المؤسسة اوربيا مع الاله، وكتفسير لها ولما يواكبها، وهو طور توهمي يدوي في غير زمنه، وخارجه، ادنى من ان يواكب الحقيقة الاليه ومنطوياتها وماهي سائرة نحوه ووصلته الان، هذا من دون ان ننسى قوة مفعول الاختبار وترتكمات التجربة.
" طوفان الاقصى" حدث فاصل، معه نتعرف على انتهاء ممكنات "كيانيه الفكرة" بصيغتها "الوطنيه" الاسرائلية الملفقة ضمن ظروف الغلبه المطلقة الغربية الاوربية الغاربة، منتهية الصلاحيه،تحت طائلة مايتعداها الى العولمه والشركات متعددة الجنسية مخترقة سيادة الدول، الامر الساري على اسرائيل موضوعيا، كما على امريكا نفسها التي ولدت مايتعداها كينونه وكيانيه، بما هي الاخرى كيانيه فكرة امبراطورية لا"وطنيه"، والاثنان محكومان بازاله ماقبلهما ابتداء بالارتكاز الى اشتراطات مؤاتيه لحظوية لم يعد زمنها قائما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرا الجزيرة ترصد حركة المركبات من معبر جابر نصيب الحدودي


.. سوري يبكي فرحا بعودته إلى حماة بعد غياب 8 سنوات عن أهله




.. سوريا.. غارة على تلبيسة بريف حمص


.. أمير دولة قطر? يكرم الزميل ?وائل الدحدوح خلال افتتاح منتدى ا




.. سلطات نيويورك في ورطة بعد تأخر القبض على المتهم بقتل رئيس شر