الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مباحثات جنيف لوقف إطلاق النار في السودان
عبير سويكت
2024 / 7 / 13الارهاب, الحرب والسلام
عبير المجمر (سويكت)
المبادرة الأممية في جنيف لبحث وقف إطلاق النار خطوة إيجابية كمسعى من مساعي تخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب السوداني، لكن كثرة المنابر وتعدد المبادرات وعدم التوفق في ذات الوقت من مخاطبة أسباب الأزمة الإنسانية لا يبشر باحتمالية النجاح ، فقد أصبح من غير الممكن الحديث عن تخفيف المعاناة الإنسانية دون ذكر أسبابها المعروفة لدى الجميع وهو التمرد الذي قادته قوات الدعم السريع بهدف الوصول للسلطة والشرعنة لنفسها عبر المنابر الإقليمية والدولية لتكتسب شرعية قسرية رغمًا عن أنف الشارع الثوري الذي قالها بصراحة "مافي مليشيا بتحكم دولة، والجنجويد ينحل"، تخفيف المعاناة الإنسانية لا يحتاج إلى هذا الكم الهائل من المبادرات والمنابر إذا توافرت النية الصادقة والإرادة الجادة وأقتنعت قوات الدعم السريع بالخروج من منازل المواطنين المدنيين المحتلة وأنسحبت من المدن السكانية المحتلة في شمال دارفور وغربها ووسط السودان والجزيرة ومدني وغيرها من المدن السكانية التي ترى فيها قوات الدعم السريع المتمردة "مكاسب حرب"، إن عملية إطالة واستدامة الحرب "ككرت ضغط ابتزازي" للضغط على الجيش ومساومته للوصول لتسوية سياسية تأتي بهم لسدة الحكم عبر المنابر الإقليمية والدولية أصبح أمرا مستحيلا، كما أن الاستمرارية في استغلال المنابر الإقليمية والدولية واستثمارها للحصول على شرعية للوصول للسلطة أمر صعب المنال لأن الشعب السوداني هو "صاحب الحل والعقد" في هذا الشأن وهو "المجني عليه" بعد أن تعرض للقتل وطبقت فيه مختلف أنواع الجرائم اللاإنسانية والإبادة الجماعية ونهبت ممتلكاته وأمواله وأحتلت منازله واغتصب وشرد ونزح هذا الشعب المجنى عليه هو صاحب الحق في القصاص العادل والمطالبة بتطبيق العدالة الانتقالية والتعويضات عن جميع الإضرار الاجتماعية والمادية والنفسية التي تعرض لها ، و يبدو انه من الصعب جدًا في هذا الوقت بإقناع الشعب السوداني بتجاوز جميع جرائم الدعم السريع ، كما انه من الصعب على الجيش السوداني "التنازل عن حق المواطن و مطالبة المشروعة " و على رأسها ايقاف التمرد وضع السلاح ارضا و الخروج من منازل المدنيين المحتلة و الانسحاب من المدن المحتلة التى يعتبرها الدعم السريع "مكاسب حرب"، بينما يوصفها الشعب السوداني "بالمنازل و المدن المحتلة"، كما ان من ضمن الاسئلة التي تطرح نفسها هي : أليس أهداف منبر جنيف هي نفس الأهداف التى دعا لها منبر جدة فان اختلفت المدن المستقبلة للمبادرة و أختلفت التسميات إلا ان الأهداف هي ذاتها نفس الأهداف التى دعا لها منبر جدة و تنصل منها الدعم السريع و عجز المجتمع الدولي ان يلزمه بالالتزام بها ! فما الضامن بانه سيلتزم بمخرجات منبر جنيف ؟ ما هي الضمانات ؟ فقد بات واضحًا أن الدعم السريع يستغل هذه المنابر الإقليمية والدولية للترويج لذاته ومحاولات إقناع العالم به كأمر واقع وفرضه على الشعب السوداني قسرًا .
في الوقت الذي يصر فيه الدعم السريع على تبديل وتغيير المصطلحات المستخدمة للتبرير لجرائمه ضد المدنيين بالحديث تارةً عن أنه يقاتل من أجل أن يأتي بالمدنية في الوقت الذي يقتل فيه المدنيين ويرتكب أبشع أنواع الجرائم، ثم يتحدث الآن عن "مشروع تحرير" في حين أنه يقوم بانتهاك القانون الإنساني ويسلب حرية المدنيين ويحتل منازلهم ومدنهم ويشردهم ويغتصبهم ويتحدث زورًا وبتهانا عن مشروع تحرير في الوقت الذي يقوم فيه بإقالة أكبر مستشاريه يوسف عزت بسبب تغريدة انتقد فيها سياسة آل دقلو داخل منظومة الدعم السريع التي هي عبارة عن مملكة تقودها أسرة ال دقلو وتحتكر قراراتها وتمارس سياسة الترهيب والوعيد مع من يخالفها الرأي كيوسف عزت وغيره، حيث تتعدد المصطلحات التي ترفعها شكليًا مليشيا الدعم السريع من مشروع التحرير والمدنية عبر القتل وسفك الدماء، وتختزل تلك الشعارات بجرائمها المخالفة للأعراف والقوانين الدولية الإنسانية والقانونية. فالمدنية لا تكون عبر قتل المواطنين ولا عبر السلاح بل تكون عبر القنوات الشرعية الرسمية والممارسة الديمقراطية المتعارف عليها دوليًا، صناديق الاقتراع عبر الشعب وتعبيرًا عن إرادة الشعوب، ومشروع التحرير لا يكون عبر احتلال منازل المدنيين ومدنهم واعتبارها مكاسب حرب، هذا ليس تحرر بل احتلال واحتقار. وأهداف منبر جدة هي نفسها أهداف منبر جنيف، تختلف التسميات والأهداف هي نفس الأهداف، ومن لم يلتزم بمخرجات جدة ليس هناك ضامن أن يلتزم بمخرجات جنيف، وسوف يستمروا في استغلال المنابر الإقليمية والدولية ويستثمروا فيها لشرعنة أنفسهم. للأسف، أغراض الدعم السريع الحقيقية تختلف عن ما ترجوه المبادرة الأممية من وقف الحرب وتخفيف المعاناة، إذ يريد أن يضغط بشكل ابتزازي لشرعنة وصوله للسلطة بطريقة ملتوية، بينما وقف إطلاق النار طريقه واضحًا إذا صدقت النية والإرادة الوطنية والإنسانية المفقودة لدى المليشيا المتمردة.
نتابع الحديث بقية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تشييع جثمان الأردني ماهر الجازي منفذ عملية معبر جسر الملك حس
.. حالة تأهب.. غلق مدارس لبنان وتعليق رحلات طيران عقب -تفجيرات
.. سفينة مساعدات تركية تحمل 3 آلاف طن لدعم السودان
.. وقفة رياضية.. شيفيلد أف سي أقدم نادي كرة قدم مستقل في العالم
.. الجزيرة ترصد اللحظات الأولى التي أعقبت انفجارات قوية في مدين