الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التصعيد مع لبنان: لا حلول عند إسرائيل ولا ردع لحزب الله
نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)
2024 / 7 / 13
الارهاب, الحرب والسلام
نهاد أبو غوش
على امتداد شهري أيار/مايو وحزيران/ يونيو الماضيين وحتى أوساط تموز يوليو الحالي تتصاعد المواجهات على الجبهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله يوما بيوم إلى الدرجة التي باتت فيها الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية ترى أن عمليات حزب الله لم تعد مجرد مناوشات هدفها المشاغلة وتخفيف الضغط عن غزة، بل باعتباره بات يمثل التهديد المركزي، وقد يتحول إلى تهديد وجودي إذا لم تتخذ إسرائيل الإجراءات السياسية والعسكرية التي تضع حدا لهذا التهديد. نبرة الخطاب والتهديد الإسرائيلي ارتفعت حتى قبل بث حزب الله لشرطة "الهدهد" التي صورتها مسيّرات تابعة له وعرضت من خلالها صور دقيقة ومفصلة لمدينة حيفا وجوارها ( ضواحي الكريوت) ومنشآتها الحيوية العسكرية والمدنية، وقواعد عسكرية في الجولان السوري المحتل، وهي أشرطة سببت صدمة لدى أوساط إعلامية وسياسية وجماهيرية واسعة، وانشغلت بها وبتحليلها معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية، وبخاصة بعد نجاح مسيّرات لحزب الله في توجيه ضربات قاتلة لعدد من المواقع العسكرية وتجمعات الجنود التي أظهرت أن لدى الحزب قدرات استخبارية وقتالية لا يمكن التهوين من شأنها.
يظهر التصعيد الأخير معضلتين رئيسيتين تواجهان إسرائيل وهما:
- أن حزب الله لا يبدو مردوعا لا من التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان بلدا ومجتمعا، وأبرزها التهديد الدائم بإعادة لبنان للعصر الحجري، ولا من استخدام اسرائيل لنماذج الدمار في غزة لردع كل من يفكر بمهاجمتها
- حتى الآن لا يبدو أن لدى إسرائيل حلولا فعالة كافية لمنع تهديدات حزب الله، وهو الذي لم يستخدم حتى الآن سوى القليل من إمكانياته العسكرية، وما يزال يحصر ضرباته في نطاق محدود جدا لا يتجاوز عمقه 10 كم ، كما أنه لم يستخدم ترسانة صواريخه وجزء منها دقيقة جدا بحسب شهادات وتقارير أمنية إسرائيلية.
القيادة العسكرية الإسرائيلية قالت أنها اقرت خططا عسكرية في اجتماع لقيادة الجبهة الشمالية، لكن المتتبع لتصريحات القادة العسكريين الإسرائيليين أن مثل هذه التصريحات تكررت مرارا خلال الشهور الثمانية الأخيرة. ومعلوم أن خلافات حادة نشأت في صفوف القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية بشأن توجيه ضربة استباقية لحزب الله، حيث يضغط كل من وزير الدفاع يوآف جالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي لتوجيه هذه الضربة، بينما قال الوزير المنسحب من مجلس الحرب غادي ايزنكوت أن أهم إنجازات مشاركته هو وبيني غانتس في مجلس الحرب كان منع هذه الضربة التي قد تفتح على حرب إقليمية غير محدودة، كما أنها ستضعف شرعية الحرب الإسرائيلية على غزة، وتثير احتجاجات ومعارضة واسعة بين الدول الغربية والعربية على السواء لكون حزب الله جزءا لا يتجزأ من النسيج المجتمعي اللبناني ولكون لبنان بالإجمال يعد بلدا صديقا للغرب ويحظى بحماية خاصة من قبل فرنسا.
التقديرات الإسرائيلية أن توجيه ضربة لوقف النمو المتسارع لقدرات حزب الله، هي امر محتم عاجلا أو آجلا، واي تأخير لمثل هذه الضربة سيجعل من تنفيذها أكثر صعوبة في المستقبل، وسوف يزيد من خطر حزب الله وقدراته العسكرية، لكن ضربة كهذه في المدى القريب والمنظور، اي خلال الحرب على غزة، لا بد لها من شرطين أساسيين هما:
- ضوء أخضر أميركي لا يبدو متاحا عشية انتخابات أميركية قريبة وحساسة .
- انهاء الحرب في غزة وتفريغ جزء مهم من القوات التي تحارب في غزة للجبهة الشمالية، وهو أمر صعب نظرا للإنهاك والاستنزاف اللذين اصابا القوات التي يقاتل بعضها دون راحة منذ أكثر من 9 شهور، كما أن إنهاء العمليات العسكرية في غزة دون تحقيق اهداف الحرب سيعد فشل ذريعا لإسرائيل وإقرارا ببقاء حماس.
رئيس الأركان هرتسي هليفي حاول التهوين من أهمية ما كشفته الأشرطة المصورة لحزب الله، وقال "نحن على علم بهذه القدرات لدى حزب الله، ولكن لدينا الحلول للتعامل معها، والعدو لا يعلم إلا القليل عن القدرات التي نمتلكها وهو سيواجهها في الوقت المناسب".
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الجزائر - نشرة خاصة: ولاية جديدة للرئيس تبون وسط رفض نتائج ا
.. هل يتجه العالم إلى أزمة؟ | #بزنس_مع_لبنى
.. مناورات صينية روسية في بحر اليابان.. هل تشعل الصراع على المم
.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - لافروف: إسرائيل تفرض شروطا تعجيزية
.. كيف تضغط إسرائيل على أعضاء بالكونغرس لإسقاط دعوى جنوب إفريقي