الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الزلّة التي قصمتْ ظهر البعير جو بايدن
محمد حمد
2024 / 7 / 13مواضيع وابحاث سياسية

ما زال طازجا مقالي السابق والمعنون "الطول طول النخلة والعقل عقل الصخلة عن طول وعقل الرئيس الأمريكي جو بايدن المعروف بزلاته الرئاسية من العيار الثقيل. ويبدو لي ان جو بايدن، وخلافا للشاعر الجاهلي زهير بن ابي سُلمى الذي قال:(سئمتُ تكاليف الحياة ومن يعش - ثمانين حولاً لا ابا لك يسامِ) لم يُصاب بالسأم من "تكاليف الحياة" في البيت الابيض. بل يزداد إصرارا على البقاء فيه مدعيا أنه الوحيد المؤهل والقادر على إلحاق الهزيمة بمنافسه الجمهوري رونالد ترامب، الذي يجد الكثير من المتعة الممزوجة بالسخرية من جو بايدن متّهما إياه بأنه "مُصاب بجنون ترامب".
وقد يدفع هذا الجنون جو بايدن إلى ارتكاب زلة لسان ثقيلة، وربما تصحبها زلّة قدم، قد تسقطه أرضا قبل موعد الانتخابات في نوفمبر القادم.
عادة ما يستخدم الحكام الامريكان والأوروبيون كل الوسائل الخبيثة لشخصنة النزاعات والصراعات سواء في الداخل او في الخارج. وهذا السلوك هو في الواقع ثمرة الثقافة والعقلية التي كانت سائدة في عصر رعاة البقر "الكاو بووي" الذين يتفننون في مطاردة رئيس عصابة معينة بغية القضاء عليها باسرع وقت. وثقافة امريكا المعاصرة لا تختلف كثيرا وان اختلفت الوسائل والطرق. فغالبا ما يتم التركيز وبقوة على شخصية ريس دولة لا تعجبهم، ولدينا قائمة طويلة من الاسماء ابتداءا من فيديل كاسترو وبشار الأسد وانتهاءا بالرئيس الروسي بوتين، وبعد ذلك يقوم الاعلام المنحاز بعملية شيطنة ممنهجة لهذه الشخصية وجعلها العدو رقم واحد "للمجتمع الدولي" وبديهي أن المجتمع الدولي هذا، في نظرهم، يعني امريكا ودول الغرب فقط.
يزداد يوما بعد آخر كما تنشر غالبية وسائل الاعلام الامريكية، عدد المتبرّعين الكبار والمشرّعين الديمقراطيين الذين يطالبون جو بايدن بالتنحي والانسحاب من السباق الرئاسي خشية منهم على حدوث انتكاسة تاريخية لهم جميعا، وليس للمخرف بايدن وحده.
أن معظم الصحف الأمريكية والأجنبية تجمع على ان جو بايدن، بسبب عمره وزلات لسانه المتكررة، غير كفوء أو مؤهل لرئاسة امريكا لسنوات اخرى. حتى لو اصر وعاند وتخبّط في زلاته اللسانية. ومهما استخدم من لغة بذيئة ومفردات لا تليق برئيس دولة ضد خصومه، ترامب في الداخل وبوتين في الخارج. ويبقى مع ذلك مشكوك في قدرته العقلية والجسدية.
ان العجرفة والغطرسة والعنصرية، المطلية بطلاء ديمقراطي خادع، هي من سمات النُخب الأمريكية الحاكمة. فاحتقارهم للآخر، خصوصا اذا كان هذا الآخر خصما أو عدوا لهم، يمكن ملاحظته بسهولة على وجوههم وحركات ايديهم وزلات لسانهم. فرئيس الدولة العظمى امريكا عندما يعجز عن التمييز بين مهرج اوكرانيا زيلينسكي والرئيس الروسي فلادمير بوتين في مؤتمر صحفي عالمي، لا يمكن أن يكون مؤهلاعقليا، خصوصا وأنه في عمر من النادر جدا ان يحتفظ فيه المرء بكامل قواه العقلية والفكرية وتركيزه السليم. فهذه هي سنّة الحياة وقوانين الطبيعة.
واخيرا، لدي ما يشبه النبوءة، وهي في نفس الوقت امنية، مفادها أن القشة التي سوف تقصم ظهر البعير جو بايدن هي لسانه. نعم لسانه فقط !
وقيل قديما: "لسانك حصانك أن صنته صانك وان خنته خانك".
كما ان آخر آلام جو بايدن تاتي عن طريق رسالة موقّعة من قبل 24 عضوا سابقا في الكونغرس الامريكي عن الحزب الديمقراطي يطالبون فيها البعير جو بايدن بالتنحي والانسحاب من سباق "الهجن" عفوا اقصد السباق الرئاسي. ويقال إن الكثيرين من كبار إدارتي باراك أوباما وبيل كلينتون بصدد التخلٌي عنه. ولكن مستر جو بايدن اطرش بالزفّّة بدرجة امتياز !
لقد أسمعت لو ناديت حيّا - ولكن لا حياة لمن تنادي...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لهذا السبب.. دعم أميركا لأكراد سوريا يتراجع لصالح التقارب مع

.. حرب شاملة على الأبواب.. كوريا الشمالية تتأهب بترسانة أسلحة ك

.. سكان كييف يلجأون لمحطات المترو هربا من القصف

.. شهداء ومصابون بنيران الاحتلال قرب مركز مساعدات برفح

.. الإسعاف والطوارئ: شهداء ومصابون بنيران الاحتلال قرب مركز مسا
