الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أين جيشك الجرار من جرائم الصهاينة الفجار يا أمة المليار ؟!
احمد الحاج
2024 / 7 / 14مواضيع وابحاث سياسية
كنت قد فرغت للتو من إعداد تقريرين صحفيين مهمين،الأول يتحدث عن"مجزرة اللد" التي أرتكبت على يد الفاشيين الصهاينة بمناسبة مرور ذكراها الـ 76،أما الثاني فبمناسبة الذكرى الـ 29 لمجزرة سربرنيتسا التي ارتكبها الشوفينيون الصرب بحق قومية البوشناق المسلمة في البوسنة والهرسك، كلا المجزرتين البشعتين ارتكبتا بدم بارد في الـ 11 من شهر تموز، مجزرة اللد في تموز من عام 1948، ومجزرة سربرنيتسا في تموز من عام 1995،ولم أكد أسترخي قليلا بعد إنجاز التقريرين الآنفين وكان في نيتي التسكع والذهاب في جولة نهارية طويلة الى شارع المتنبي الذي أعشقه عشقا جما لزيارة المتحف البغدادي أولا، ولمتابعة آخر الجهود الحثيثة والتحديثات المتواصلة في شارع القشلة وسوقي السراي والسراجين ثانيا،وللاستمتاع بشربت زبيب الحاج زبالة متبوعا بتناول كاهي أبو علي ومن ثم كبة السراي كمتلازمة للرحلة الأسبوعية الى شارعي الرشيد والمتنبي ثالثا ، أما رابعا فلشراء بعض الكتب المهمة المتعلقة بالقضية الفلسطينية إن وجدت وأبرزها كتاب"التطهير العرقي في فلسطين" وكتاب "فكرة اسرائيل ..تاريخ السلطة والمعرفة"لمؤلفهما المؤرخ ايلان بابيه، كذلك كتاب"الملحمة الفلسطينية"لنخبة من الكتاب العرب، وكتاب" الثوريون لايموتون أبدا"لمؤلفه الفرنسي جورج مالبرونو، وكتاب"الصراع العربي الإسرائيلي ..مئة سؤال وجواب" لمؤلفه الصحفي الارجنتيني بيدرو برييجر،إلا أن خبرين مزعجين للغاية قد خبثا خاطري، وكدرا صفوي، وأحبطا معنوياتي وكانا كفيلين بتأجيل رحلة المتنبي الى إشعار آخر،الأول يدور حول زيارات واتفاقيات وعروض فنية وثقافية متبادلة بين كل من مصر وصربيا ومؤكد بأنني لست ضد أي منها على الاطلاق إلا أنني ممتعض تماما من توقيتها المريب بالتزامن مع الذكرى الـ 29 لمجزرة سربرنيتسا البوسنية على يد الميليشيات الصربية بعد اعلان المنطقة المذكورة منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة لتنتهي المجزرة بـأكثر من 8 الاف قتيل كلهم من المدنيين العزل ممن تتراوح أعمارهم بين 12-77 عاما وما يزال 1000 منهم في عداد المفقودين حتى كتابة السطور فيما لم تعتذر صربيا ولم تقر بالذنب أو بمسؤوليتها الكاملة عن المجزرة حتى يومنا هذا، وكان بالإمكان تأجيل اللقاءات الصربية - المصرية الى ما بعد 22 تموز على الأقل وهو تاريخ انتهاء المجزرة التي شاب من هولها الولدان أو عقدها ما قبل 11 تموز وهو تاريخ بدء المجزرة التي أبكت بفظاعتها الإنس والجان،والتي لايختلف على مأساتها إثنان ، ولا يتناطح بوصفها جريمة ابادة جماعية ضد الإنسانية كبشان، أما أن تأتي الزيارات والفعاليات الغنائية والاستعراضات الفنية الراقصة وعلى منوال موسم الرياض مع ذكرى المجزرة السنوية فهذا ما أصابني حقا بالدوار والغثيان في آن ولاسيما وأن حصارا غاشما ومجازر وحشية لا تقل فظاعة عنها ترتكب على مقربة في الجوار، هناك في قطاع غزة مشفوعة بالسيطرة الصهيونية الكاملة على معبر رفح ومحور فيلادلفيا ومعبر كرم أبو سالم بمحاذاة الحدود المصرية وعلى بعد بضعة أمتار منها دون أن يتحرك جيش عربي واحد مغوار لإحداث زوبعة بغية إطفاء النار..لإثارة عاصفة وقتية ولو من التراب والغبار..لإخافة الصهاينة المعتدين الأشرار.. لبعث رسائل مبشرة الى المقاومين تزيدهم عزيمة وإصرار.. لطمأنة المحاصرين الجائعين النازحين المشردين الصابرين الأخيارمفادها بأن شهامة وحمية وفزعة أشقائهم العرب مازالت حية نظرة ولم تمت بعد لتقاوم كل محاولات التذويب والتمييع والتخنيع والتطبيع والتغريب والاندثار ..دفعا للعار التاريخي وللشنار، ألووو يا منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الميرزا محمود الذي باع القضية ما بالكم وقد غرقتم في "شربة ميه؟!"، أين أنتم وفي اليوم التالي لحرب غزة سيفرض عليكم أقسى تجويع وحصار،وستجتاحكم أعتى رياح وأسوأ إعصار؟! ألووو يا عمان الـ 11 مليون،يا قاهرة الـ 100 مليون،يا جامعة الدول العربية ،يامنظمة التعاون الاسلامية، يا أمة المليار على سطح الكرة الارضية، يا أحرار الانظمة الديمقراطية،يا ثوار الأنظمة الشمولية،يا كل المنظمات الإنسانية، يا أتباع المذاهب والطوائف والأديان الأرضية والسماوية، يا كل المنظمات الأممية، يا جل القوميات والاثنيات والأقليات البشرية،كيف تسمعني أجب ؟!
ليقع الخبر الثاني عليَّ وقع الصاعقة فبعد مجزرة صهيونية مروعة أرتكبت في اليوم الـ281 للعدوان الصهيوني في خان يونس بصواريخ زعمت الادارة الأمريكية تجميد ارسالها الى الكيان اللقيط وإذا بها موجودة وحاضرة وبقوة ، ما أسفرعن استشهاد 79 فلسطينيا وإصابة 289 آخرين وفقا للصحة الفلسطينية، وإذا بالعدوان الصهيوني الغاشم يرتكب مجزرة جديدة وبذات الأسلحة الأمريكية قصف خلالها مصلى صغير أثناء اقامة صلاة الظهر كان قد أقيم على أنقاض "المسجد الأبيض" الذي دمر سابقا في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة ما أسفر عن استشهاد واصابة العشرات !
يشار الى أن عصابات البلماخ أو "بلوغوت ماخاتزو" وتعني (سرايا الصاعقة) وهي القوة الضاربة لمنظمة (الهاغاناه) كانت قد ارتكبت مجزرة اللد في 11 تموز/ 1948، بقيادة موشي دايان ، وقد أعدمت عناصر البلماخ معظم الرجال لتنتهي المجزرة بـ 426 شهيدا،بينهم (176) قتلوا داخل (مسجد دهمش) وقد جاءت المجزرة ضمن ما عرف وقتئذ بـ "حملة داني" الصهيونية لإخماد ثورة تموز عام 1948،وللسيطرة على اللد والرملة وبقية المناطق الواقعة بين تل الربيع ويافا والقدس، حيث قاوم رجال اللد مقاومة شرسة قبل أن تنفد ذخيرتهم ليتم اقتحام المدينة وقتل معظم رجالها قبل الاستيلاء على مطار اللد ومحطة سكة الحديد وطرد سكان اللد والرملة والقرى المحيطة وفقا للموسوعة الفلسطينية !
وكما أن الصرب والكروات قد دمروا جزئيا أو كليا ما لايقل عن 1144 مسجدا في البوسنة والهرسك، كثير منها مساجد تاريخية وأثرية اضافة الى الآف المباني والمدارس والبنى التحتية للفترة بين عامي 1992-1995، كذلك فإن الكيان الصهيوني المسخ بدوره يركز كثيرا على استهداف المجمعات السكنية والمستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية (= 100 مستشفى ومركز صحي أخرجت من الخدمة تماما) كذلك استهداف المدارس والجامعات(= 434 مدرسة وجامعة قد دمرت جزئيا أو كليا اضافة الى استشهاد 8294 طالبا وطالبة من المرحلة المدرسية ،زيادة على استشهاد 647 طالبا وطالبة في المرحلة الجامعية وأضعافهم من الجرحى ، فيما حرم أكثر من 620 ألف طالب وطالبة من الدراسة) وفقا للجهاز المركزي الفلسطيني للاحصاء ، علاوة على تدمير البنى التحتية والمعالم التراثية والصروح الآثارية والمساجد ، حيث بلغت أعداد المساجد المدمرة بشكل كلي وجزئي منذ بدء العدوان في اكتوبر/ 2023 أكثر من 1000 مسجد من أصل 1200 مسجد ،بينها مساجد أثرية،وفقا لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية.
ولاغرابة في ذلك فهذا (ثيودور هرتزل) وخلال مؤتمر الصهيونية الأول في مدينة (بازل) السويسرية عام1897 قد أعلنها صراحة بالقول "إذا قدر لنا يوما أن نملك القدس وأنا على قيد الحياة فسوف أدمر كل ما هو غير مقدس عند اليهود" ولا شك أن المساجد والمعالم والأوقاف تأتي في مقدمة ما ينوي هرتزل وأتباعه من بعده مصادرتها وإحراقها وتدميرها وتدنيسها تباعا وهذا ما حدث مرارا وتكرارا ،ففي صبيحة الخميس 21 /آب 1969إندلعت النيران في المسجد الأقصى المبارك بعد أن أقدم الصهيوني الاسترالي دنيس مايكل روهان ،على إشعال النيران في المصلى القبلي ، لتقطع سلطات الاحتلال الماء عن المنطقة بالتزامن مع إندلاع الحريق، فيما منعت فرق الإطفاء من الوصول لإخماد النيران لتأتي النيران على ثلث مساحة الاقصى ،ولاشك أن سجل جرائم دويلة الاحتلال الغاشم بحق الاوقاف والمساجد طويل ومرير ولم يطل الاقصى فحسب ، وإنما جل مساجد فلسطين فيما تسعى سلطات الاحتلال للسيطرة على المسجد الإبراهيمي منذ العام 1994 وقد ارتكب أحد مستوطنيها ويدعى باروخ غولدشتاين، مجزرة مروعة فجر جمعة الخامس عشر من رمضان داخل المسجد الإبراهيمي حين أطلق النيران على المصلين أثناء الصلاة ليقتل 29 شخصا ويجرح 150 آخرين ،وتماما كما فعلت مع حريق الاقصى فإن قوات الاحتلال المجرم وبدلا من التدخل واذا بها تغلق أبواب المسجد الابراهيمي للحيلولة من دون نقل الجرحى أو تلقيهم أي دعم من خارج المسجد ، بينما اطلقت النيران على المشيعين الغاضبين وقتلت 21 شخصا منهم ، كيف لا وشعار الصهاينة المعلن والمبطن (العربي الجيد، هو العربي الميت) وهذا ما كتبه المستوطنون الصهاينة على جدران العديد من المساجد وسبق للنتن جدا ياهو أن أصدر أوامر تقضي بضم كل من الحرم الإبراهيمي في الخليل ، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم الى قائمة التراث اليهودي ، ليستمر العداء السافر للمساجد وروادها وأوقافها حيث دمر الكيان المسخ 120 مسجداً في الجليل والمثلث والساحل والنقب فيما طمس معالم المقابر الاسلامية بحسب رئيس بلدية أم الفحم ،تطاول خلالها المستوطنون على حضرة النبي الاكرم ﷺ بكتابات وشعارات خطوها على جدران المساجد، ومن مجموع 1200 مسجد في مناطق (48) لم يتبق منها إلا القليل ، بينما طمست معظم الاثار الاسلامية وصودرت وقفياتها وفقا لخطيب الاقصى عكرمة صبري،أما مسجد الخالصة فتحول الى محكمة يهودية ، والمسجد الأحمر الى مرقص، ومسجد قيسارية الى خمارة ،ومسجد السكك الى ناد ليلي ، أما مسجد البر والاحسان فقد احرقه المستوطنون عام 2021 وفقا للاندنبدنت !
فما أن أعطى من لايملك لمن لا يستحق وعدا بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين في تشرين الثاني / 1917 حتى بدأ شذاذ الافاق الصهاينة يتوافدون تباعا على فلسطين العربية بإعتبارها أرض الميعاد، الارض التي تفيض عسلا ،أرض بلا شعب ، لشعب بلا أرض كما يهرفون بما لايعرفون ، وعد قطعه آنذاك وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور، الى أحد زعماء اليهود البارون روتشيلد، فكانت بداية حروب وأزمات الشرق الأوسط برمتها وما إن وطأت أقدام الصهاينة أرض فلسطين حتى بدأوا يطالبون بضم حائط البراق زاعمين بأنه جزء من هيكل سليمان ، مطلقين عليه اسم ” حائط المبكى” وقد إعتاد الصهاينة على البكاء عند الحائط لإعتقادهم بأن عبادتهم ناقصة ومرفوضة من غير إعادة بناء الهيكل المزعوم مشفوعة بوضع وريقات عبارة عن دعوات يتوسلون فيها الرب للتعجيل ببناء الهيكل على أنقاض المسجد الاقصى ،مع أن اليهود لم يظهروا في الماضي أي اهتمام بذلك الجزء من الحائط وفقا لكتاب (القدس ..مدينة واحدة عقائد ثلاث ) لمؤلفته كارين آرمسترونج ، وسيظل الاذان والمسجد الاقصى وكل معالم ومدارس وآثار وجامعات وصروح فلسطين الأبية شوكة في أعينهم، وغصة في صدورهم، لحين تحريرها كاملة من النهر الى البحر رغما عن انوف الاشرار بعد أن تصحو من رقدتها المؤقتة ولو بعد حين أمة المليار ، ولله در القائل :
إيـه فلسطين للتاريخ دورته ..ولـلـحـوادث إيراد وإصدار
نمنا زماناً وكان الخصم منتبهاً …مـن نام خاب ولم تسعفه أقدار
أودعناكم اغاتي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي