الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الطوارق في معادلة العلاقة الأمريكية – العربية

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2006 / 12 / 17
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


منذ الخمسينات من القرن أنقسم العالم العربي حول قضية الطوارق إلى محاور ثلاثة

- القوميون البعثون والناصريون بقيادة جمال عبد الناصر ومشيل عفلق وكانوا ضد انضمام أزواد بطوارقه وعربه إلى العالم العربي لأنهم لم يكونوا أصلا مقتنعين بانضمام منطقة المغرب ذات الأغلبية البربرية للعالم العربي ولكن لوجود أسر شريفة عربية حاكمة في المغرب وليبيا حد من معارضتهم لانضمام المغرب والجزائر ولكن ظلوا ضد انضمام أزواد للعالم العربي

- المحافظون الملكيون وخاصة الأسرتين الهاشميتين في الأردن والعراق وخاصة الرجل القوي في العراق نوري السعيد رئيس الحكومة العراقية المقرب من التاج البريطاني والذي بذل كل جهده لانضمام الطوارق للعالم العربي بوصفهم قوة ورصيد داعم تاريخيا للأمة العربية وقد حاول جر سوريا لكن توالي الانقلابات على سوريا من حسني الزعيم مرورا بالشكيكلي وأمين الحافظ حتى حافظ الأسد لم تتمكن سوريا من اتخاذ موقف داعم لانضمام الطوارق للعالم العربي ودخلت القضية الفلسطينية والصراعات العربية – العربية فأبعدت الطوارق عن صلب الاهتمام العربي

- محور المملكة العربية السعودية واليمن فهذا المحور كان وسطا في موقفه من الطوارق بين اندفاع نوري السعيد ورفض القوميون وبتوجيهات من أميركا تم إقناعهم بان غرب إفريقيا منطقة نفوذ فرنسية وعليهم ترك فرنسا تقرر مصير مستعمراتها لكن ظلت السعودية تقرن موقفها من الطوارق بموقف المغرب وملكه محمد الخامس الذي كان يوجه قبائل الطوارق نحو دولة كبرى تضم المغرب وموريتانيا وأزواد والصحراء الغربية وهو المشروع الذي فشل ليبقى الطوارق ضمن مالي

وفي ثورة كيدال عام 1963 التي قاد جناحها السياسي أمير طوارق تمبكتو محمد علي الأنصاري وجناحها العسكري أمير إفوغاس زيد أج الطاهر وتزامنت مع حرب حدودية جزائرية- مغربية تدخل رئيس للوساطة فنال جائزة من الطرفين تسليم قادة الثورة ليقضوا 17 سنة من السجن.

وفي عام 1990 اندلعت ثورة الطوارق الثانية بالتزامن مع الزلزال الذي ضرب العلاقات العربية – العربية وهو حرب الخليج فاتخذت مالي موقف ضد العراق فنالت ثمن ذلك التعتيم الإعلامي من طرف وسائل الإعلام العربية ضد جرائم ومذابح مالي بحق الطوارق وخلال سنوات ضياع الطوارق منذ الاستقلال ظل الرأي العام العربي مغيب عن متابعة قضية كان بإمكانها أن تكون من قضاياه العادلة لوجود تاريخ مشترك من الحلف السياسي والعسكري والثقافي بين الطوارق والأمة العربية لكن أجندة حكام عرب ضيقي الأفق أفقدت الأمة العربية حليف يمكن للعرب الاعتماد عليه.

ولعبت الجزائر دورا محوريا في تنفير الطوارق من الأمة العربية وإبعادهم عن التحالف مع العالم العربي ضد تكالب الزنوج مع مالي ضد البيض سواء كانوا عرب أو طوارق فأشعر الجزائريون الطوارق أنهم مجرد حشرات منبوذة من طرف العالم العربي فالحكومات العربية مع مالي والشعوب العربية لا تعرف شيء عن الطوارق بسبب التعتيم الإعلامي الناجم عن مساندة مالي لدول إعلان دمشق ضد العراق .

وبعد سقوط صدام حسين علي يد الأمريكيين وجد الطوارق في العراق الذي يملك تاريخ ذهبيا في دعم الطوارق منذ نوري السعيد فكانت مبادرة الأكراد في مناصرة القضية الطوارقية وقامت وسائل الإعلام الكردية بتسليط الضوء على قضية الطوارق كما نشرت وسائل إعلام شيعية وسنية البيان المشترك حول الإبادة الجماعة للطوارق والكرد فالعراق عندما يسترجع مكانته وقوته فهو الحليف الرئيسي للطوارق في العالم العربي .

كما شجع الأسلوب الحضاري الذي قدم به الطوارق أنفسهم للغرب كدعمهم لعملية السلام على كافة مساراتها والانقلاب الذي أحدثوه في العقيدة الثورية من حيث أنهم أول حركة تحرر في العالم تدين المحارق النازية وتعترف بحق إسرائيل في الوجود ضمن جدود أمنة ولم تتخذ من معادات أمريكا وإسرائيل وسيلة لتهييج مشاعر الجماهير العربية ولم تتخذ إسرائيل عدوا لها لتنال ثناء العرب وهذا ما يشجع الحكومات العربية المعتدلة على دعم الطوارق.

هناك تحركان عربيان لنصرة الطوارق أولاهما

- الحكام العرب المعتدلين من أمثال الملك عبد الله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية لإحياء الحلف الهاشمي الطوارقي الذي أرسى دعائمه نوري السعيد كما يتأهب قادة أخرين من أمثال الحكام الشباب الذين استوقفهم وجود قيادة شابة على رأس المؤتمر الوطني لتحرير أزواد دون سن الأربعين استطاعت أن توظيف طموح الطوارق نحو الاستقلال مع المشروع الأمريكي " الشرق الأوسط الجديد " وعرضه مشروع الهلال السامي على الأمريكيين لمنع الزنوج من لعب دور مهدد لمصالح اليهود في أمريكا.

- القيادات العربية الشابة التي تتاهب لنصرة قضية الطوارق هي رئيس دولة الإمارات العربية وملك البحرين وأمير قطر وأمير الكويت وجمال مبارك نجل الرئيس حسني مبارك وسيف الإسلام القذافي وقادة 14 أذار في لبنان وكل هؤلاء شجعهم وجود قيادة شابة على رأس المؤتمر الوطني لتحرير أزواد استطاعت أن تدافع بأسلوب حضاري عن قضية الطوارق بعيدا عن الشعارات التي أكل الدهر عليها وشرب

إن المعضلة التي كانت تواجه العالم العربي مع الطوارق هي عدم معرفتهم بوجود قضية أصلا و كثرة المتأمرين على القضية من دول الجوار من أمثال الجزائر وتسييس مكافحة الإرهاب وأكاذيب رئيس مالي حول وجود كاذب لتنظيم القاعدة وهو ما خوف القيادات العربية من دعم الطوارق ولكن وجود قيادة شابة متحالفة مع الغرب داعمة لعلية السلام وصاحبة مشروع هلال سامي لمنع الزنوج من التلاعب بالقرار الأمريكي فهذه قيادة يشرف كل زعيم عربي معتدل موالي للغرب التحالف معها وخاصة جيل الشباب من القادة العرب مثل ملك المغرب وأمير قطر وملك البحرين والأردن ورئيس الإمارات وسيف الإسلام القذافي وجمال مبارك وسعد الحريري و فؤاد السنيورة محمود عباس أبو مازن وجلال الطالباني ومسعود البرزاني وكل دعاة حقوق الإنسان.

وهكذا سيصبح دعم التيار الوطني الطوارقي " المؤتمر الوطني لتحرير أزواد " وسيلة القيادات الشابة في العالم العربي للدخول في نادي الزعماء الذين ستعتمد عليهم واشنطن في ضمان استقرار منطقة الشرق الأوسط والمغرب الأمازيغي الكبير ويكون بناء دولة الطوارق عامل استقرار لكل شعوب المنطقة وبالتالي ستصبح قضية الطوارق صلب العلاقة الأمريكية- العربية تحدد أمريكا موقفها من كل حاكم عربي على ضوء دعمه لقضية الطوارق بقيادة التيار الوطني الحر " المؤتمر الوطني لتحرير أزواد " الذي تعتبره واشنطن ممثلا شرعيا ووحيدا لشعب الطوارق لبناء دولة أزواد









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النبض المغاربي: قانون العقوبات الجديد في الجزائر.. صيغة مخفف


.. المحامية التونسية سونيا الدهماني: أنا في هيئة المحامين والأم




.. إنزال علم عملاق لفلسطين على إحدى بنايات مدينة ليون في فرنسا


.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على مواقع إسرائيلية قبالة الحدود ا




.. مراسل الجزيرة: سلسلة غارات على مخيم جباليا ومنطقة الشيخ زايد