الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المرأة الفلسطينية (جبل المحامل)
سليمان أبو موسى
2024 / 7 / 15القضية الفلسطينية
لا أعلم عندما أريد أن أكتب عن المرأة الفلسطينية من أين أبدأ وأين أنتهي ، أتسائل في داخلي هل هناك كلمات يمكن أن تعبر عن حجم المعاناة التي تتحملها المرأة الفلسطينية ، هل بوسعي أن أكتب ما يليق بتلك العظمة والكبرياء التي تجسدها خنساوات غزة .
منذ عشرة أشهر وقطاع غزة يتعرض لأبشع وأجرم حرب إبادة عرفتها البشرية في عصر كان من أكبر عناوينه التحضر و حقوق الإنسان ، وعالم لطالما تغنى بمساواة المرأة بالرجل وحقوق المرأة .
ولكن في غزة كان لتلك المساواة مفاهيم أخرى ، تساوت فيها المرأة بالرجل في غزة بالتضحية بدمائها (رخيصةً) فداءً للوطن ، فقد سطرت المرأة الفلسطينية في غزة أروع وأبهى صور الصمود والعنفوان والتحدي أمام أجرم جيش لم يكن لديه أي خطوط حمراء أو أي ضوابط لتجنيب المدنيين ويلات الحرب ، في حرب أقل ما يقال عنها تطهير عرقي مسح نتيجتها مئات العائلات من السجلات المدنية ليكون عنوان تلك الجرائم كلمة ( لم ينجو أحد ) أو كلمة (الناجي الوحيد).
كلمات ينفطر القلب لها من هول المشهد وقسوته ، وتضج الروح بالحزن والأسى على تلك النكبات المتتالية التي لم تتوقف منذ عشرة أشهر.
في ظل وجود مجلس الأمن و محكمة العدل الدولية ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية وعشرات المنظمات الدولية التي تجرم استهداف المدنيين وتلزم تجنيبهم ويلات الحرب إلا أن هذا الجيش المجرم ضرب كل هذه القوانين واللوائح والقرارات الدولية بعرض الحائط ، بل وذهب لأكثر من ذلك بمحاولة ملاحقة المسؤولين عن تلك المنظمات الدولية عن طريق راعية الإجرام في هذا العالم (الولايات المتحدة الأمريكية).
فقد نجا هذا المجرم بفعلته أمام عالم غربي ظالم ومزدوج المعايير وشريك في تلك الإبادة .
وعالم شرقي عربي صامت متخاذل يستنكر على إستحياء .
"جبل المحامل" أقل ما توصف به السيدة الفلسطينية التي صمدت وتصمد أمام هذه الحرب المسعورة المستمرة منذ ما يقارب عشرة أشهر .
ما يقارب 40 ألف شهيد كلٌ له قصته التي لم تكتمل ولم تترك له آلة القتل الصهيوأمريكية الخيار في كتاب الفصل الأخير لتلك القصة.
ومنهم 10645 شهيدة في معدل يزيد عن ربع الشهداء من النساء في دلالة واضحة على حجم الإجرام من هذا العدو ودلالة على حجم التضحية من تلك المرأة الفلسطينية جبل المحامل.
فهي الشهيدة التي قدمت روحها وروت بلادها بدمها لتتشبع رمال غزة بتلك الدماء الزكية لتكون لعنة على كل محتل مجرم يطؤها بأقدامه .
وهي أيضا الخنساء التي قدمت فلذات كبدها شهداء على طريق التحرير وفداءً للوطن رافعة رأسها بأنها أم الشهيد وتزف ابنها وكأنه عريس ليلة عرسه ، متعالية على جراحها وقاهرة لعدوها لتبهر العالم بأسره بهذا المشهد .
وهي أيضا زوجة الشهيد التي ودعت ملاذها الآمن وسندها وعشرة عمرها لمثواه الأخير ، وبقيت صامدة وصابرة ومحتسبة أجرها عند الله
كما وبقيت على عهده لتكون لأبنائها الأب والأم لتحمل الهم الكبير في واقع يصعب على أشد الرجال تحمله .
وهي إبنة الشهيد التي ودعت أباها الذي أشبعها حباً وحناناً وكان حصنها الذي تلجأ إليه في هذه الدنيا ، لتصبر وتحتسب وتواجه الدنيا كما رباها أباها .
ومنهن من قدمت كل عائلتها شهداء ، وبقيت هي الناجية الوحيدة لتكون شاهدةً على هذا الإجرام ، وتربي أبنائها في المستقبل على الثأر والانتقام من هذا العدو .
فالمرأة الفلسطينية أكثر من قدمت وضحت بأغلى ما تملك على طريق التحرير والنصر بإذن الله.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لهذا السبب.. روسيا تحذر من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط
.. العميد إلياس حنا يتحدث عن ملامح معركة جباليا الجديدة وخطة ال
.. الفلسطيني محمد شوحة يروي تفاصيل نجاته من مجزرة ارتكبها الاحت
.. قصف إسرائيلي على بيروت يخلف دمارا في منطقة سكنية
.. مدير مستشفى كمال عدوان من غزة: أناشد العالم عدم إخراجنا من ا