الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الطوفان-وبداية الثورة الفلسطينيه المؤجله(2/2)

عبدالامير الركابي

2024 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تتوقف حركات التحرر وانماط مقاومتها عند نموذج واحد مصدره الحال الشائع الرئيسي عن اشكال الاستعمار الاحتلالي كما هوسائد، ماقد منع الحاجة لتنظيرات تخص الجانب، او النموذجية الفرعية بصيغتها الاستيطانية بما هي صيغة ماحقة للاخر باعلى اشكالها الاستيطاني الاول في القارة الامريكيه، والاستيطان الفرنسي في الجزائر، والاستيطان الصهيوني في فلسطين، ولان الحالات الثلاث المشار اليها، الاولى منها لم يكن واردا ان تقع تقع باب "الاحتلال" فضلا عن الاستيطانية الابادية، لانتفاء قدرة الهندي الاحمر على الصمود والمقاومة لقوة مفعول الاله التي يتسلح بها المهاجر الغربي، وبكورة الحدث ومااعقبة وتولد عنه من اقامه "كيانية الفكرة الامبراطورية الامريكيه الرسالوية" بالتوافق مع اشتراطات المحطة الثانية من التحورية الالية، خارج المجتمعية الاولى الاوربية الطبقية، واحتدام الاصطراع ضد "الامبريالية" والقطبية الدولية، ماقد منع على الظاهرتين الجزائرية والفلسطينيه ان تتحولا الى نموذجية بذاتها، وبعد الحصيلة التي انتهت لها حالة الجزائر، فان المسالة الفلسطينيه، لم يكن لها الاان ترضخ لمامحيط بها مما معدود بمثابة قاعدة عامة تحكم حركات التحرر على مستوى العالم.
و قد يكون مانعرضة على هذا الصعيد مثيرا للاستغراب، غير ان هذا ماهو حاصل بالفعل وواقعا، اذ ان المسالة الفلسطينه قد حكمت لاسباب قاهرة عالمية وعربية بان تمر بطورين: الاول متوافق مع اشتراطات التحررية العادية العامه والثاني هو الراهن الغزي الحماسوي الحالي بصيغته الموافقة لاشتراطات المحق الابادي المسلط على الفسطينيين باسم دولة اسرائيل: وبعد فترة المخيم التي مر بها الفلسطينيون، تاتي فترة التشبه بالحركة التحررية العامة والعربية، وهو ماقد انتج كحصيلة "منظمة التحرير الفلسطينيه" المحكومة بالهزيمه وباتباع مقتضيات المشروع الاستيطاني، الامر الذي تحقق مع "اوسلو" حين انتهت المرحلة التحررية، لندخل من يومها زمن التفاعلية الثانيه الغزية، تحديدا كحالة انتقال الى الطور التحرري الموافق لاشتراطات الاستيطانية الماحقة.
وترتبط التعبيرية المقاومة الاولى لمنظمة التحرير الفلسطينيه باجمالي حالات ماعد من قبيل الانتصار للحركات التحررية العربيه في الخمسينات، مع الاجواء التي رافقتها بعد ثورات يوليو 1952 و14 تموز 1958 فضلا عن النهوض التحرري العالمي في حينه في اعقاب الحرب العالمية الثانيه، وهو مالم يكن نتاج الاصطراعية الفلسطينيه الاسرائلية، او ان هذا المصدر لم يكن العامل او العنصر الفعال الرئيسي في ظهورها، ولهذا وقع عليها ماقد حل بالموجة الانفة الذكر عربيا بعد هزيمتها وتحولها الى التطبيع الساداتي، وهو ماقد اوجب اتفاق "اوسلو" دالة على الانتكاس والعجز دون الاهداف الفلسطينيه، الامر الذي فتح الباب امام اليات اخرى تحاكي نوع المواجهه المفروضة على الشعب الفلسطيني بالذات من دون بقية البلدان العربية، وهو ماقد راح يتبلور عبر نقطة من الارض الفلسطينيه بعد الضفة الغربية وانتفاضتها وفشلها دون تحقيق المطلوب، ومن يومها غدت فلسطين هي غزة.
هكذا تكون القضية الفلسطينه قد دخلت الحقبة الثالثة من تاريخها المطابق لطبيعتها ولنوع الاصطراع الافنائي المسلط عليها، متجاوزة توهمية التحررية الاولى ل " منظمة التحرير الفلسطينيه" المنتهية الى الهزيمه والى التوافق مع اجمالي الهزيمه العربية التحررية الذاهبة الى التطبيع، والى مشروع الدول الابار الريعية الامريكيه الابراهيمه الترامبيه الصهيونه، وقت بد ا المشروع الادماجي للكيانيه الصهيونيه بالمنطقة العربية يصبح قيد التطبيق، وسط تنامي التازم الاقصى الغربي الراسمالي الامريكي وتداعيات انغلاق افقه، وبد تهاوي مشروعة القاصر عن رؤية مابعد كيانيه الفكرة المتراجعه، مع تزايد اسباب عجزها عن بسط نفوذها عالميا واحتمالية انفجارها الداخلي.
لنقرا تاريخ غزه وكم من مرة تعرضت للذبح او اضطر العدو للابتعاد عنها، مثلما نقرا في الوقت نفسه طرد " دولة اوسلو" من هناك وبناء الدولة بافق تحت ارضوي ومجتمعبة مجابهة لاشتراطات متعدية للقانون المعتبر حربيا، فالغزي الحالي الذي يباد يوميا ويظل واقفا، هو ولادة نمطية جمعية اخرى، من نوع مختلف، مثله مثل المجتمعية الاحترابية ببعد ماوراء ارضوي، حيث الانفاق تحت الارض مجال هو عالم استدامه لاتنقطع، لوسائل الرد الموجع، هكذا ولدت اسباب وتوقيتات "طوفان الاقصى" وعينت ساعتها، بينما مسارات التطبيع العربي الاباري، تسير حثيثة من دون اي شعور او اعتقاد باحتمالية الهشاشة.
هكذا يجب ان يعرّف هذا المكان من العالم بصفته من متبقيات الهيمنه الغربية والرد عليها، الصيغة الفريدة من صيغ الاحتراب التحرري المضاد للابادي ومشروع الافناء، والقائم بالاصل على قاعدة موصوله بوجود الغرب الالي ومراحل تطوره، فاذا بنا امام حال مقتضاه التنظري متعد لكل ذلك السابق وضعه على مستوى العالم، لماسمي وقتها بحركة التحرر العالمية، من دون استدارك او توقف عند احتمالية فرادة لاتخضع لعموميات رد الامم والشعوب البداهي على الهيمنه والاستعمار.
اليوم تبدا الثورة الفسطينيه، انما ليس من دون احتمالية اوسع، فهزيمه المشروع العربي الايديلوجي، والانهيار العام العربي ومظاهره الحالية التي تواصل ترداد المحفوظات في النظر الى انقلاب استثنائي نوعي، لن تظل من دون اللازم من الانقلابية الذاتيه الشامله، باتجاه الطور النهضوي الذاتي على انقاض النهضوية الزائفة الاتباعية الايديلويجة منتهية الصلاحية، الايلة الى التطبيع والاستلام، والى الخراب الشامل المستشري، وهو ماينبغي ان نركزعليه النظر والحواس تحريامع قوة الاعتقاد بان نقيضه ممكن، وانه بالاحرى حاضر على الابواب حيث العالم العربي كما فلسطين بحال انتقال ، من التوهمية النهضوية التحررية الى حضور الذات وعمق التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: من هي أبرز الأسماء المرشحة لخلافة بارنييه على رأس الح


.. وزير الخارجية السوري يصل بغداد ومقتدى الصدر يدعو لعدم التدخل




.. -هربنا-.. موجة نزوح لأهالي بيت لاهيا بسبب القصف الإسرائيلي


.. شاهد| حريق إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي المستشفى الإندونيسي ش




.. قديروف يصل إلى لقاء صحفي على متن مركبة أمريكية من غنائم القت