الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر المصالحة و الخيار الوحيد

نزار جاف

2006 / 12 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مؤتمر المصالحة العراقية الذي إنعقد في بغداد، هو من المؤتمرات التي محکوم عليها بالفشل و الاخفاق حتى قبل إنعقادها. وعلى الرغم من الحرص الذي تبديه مختلف الفصائل العراقية على السعي لإنجاح المؤتمر والخروج بنتائج و توصيات تخدم بشکل واقعي و عملي الساحة العراقية و تساهم في إنهاء حالة العنف المنظم الذي يمر بها البلد، لکن لايبدو في الآفاق مايشجع على التفاؤل بخصوص النتائج النهائية التي ستکون کالعادة مجرد کلام فضفاض على ورق لن يکون مصيره إلا الحفظ في الادراج الى حيث لايعلمون ذلک إن الفصائل العراقية مازالت تتعامل بلغة الاتهامات المتبادلة و السعي لإلقاء اللوم کله على طرف دون سواه وهو أمر يعني فيما يعني ان ليس هناک مصداقية حقيقية لدى هذه الفصائل لمواجهة الموقف بشجاعة و حکمة. غير ان الامر الاهم في المسألة هو الحاجة الماسة للإدارة الامريکية لکي يخرج هذا المؤتمر بنتائج إيجابية ملموسة على أرض الواقع، سيما وإن إدارة الرئيس جورج بوش تمر بفترة تکاد تکون عسيرة جدا وهي تواجه تحديات کبيرة و عديدة وجلها تتعلق بالعراق و الموقف الامريکي الصعب فيه. أما الموقف الاقليمي الذي يبدو في ظاهره القلق على الوضع العراقي، فإن باطنه قد لايدل على ذلک بالظبط بل وقد يبدو لدى البعض منهم على العکس تماما، سيما أولئک الذين يلعبون بالوضع العراقي کورقة من أوراقهم لتصفية حساباتهم مع قوى دولية وحتى إقليمية. وقد يکون للتداعيات السلبية للموقف الاقليمي من الوضع العراقي آثاره الخطيرة على عدم وصول الاخوة العراقيون المتصارعون الى نتيجة محددة تقود الى شاطئ الامن في نهاية المطاف.
وقد لاتکون الضغوط الامريکية مفيدة فيما لو حاولت الضغط على الشيعة و الکورد لوحدهم ليبدوا قدرا أکبر من المرونة و التساهل و يفسحون مجالا أکبر للسنة العرب کي يشارکوا في العملية السياسية، بل إن قصة هذا الضغط الامريکي و تکراره بين الفينة و الاخرى تؤکد هي الاخرى عجزا واضحا للسياسة الامريکية في إستيعاب و إحتواء مختلف الشرائح العراقية والتعامل معها وفق ذلک. إن الامر الذي يثير أکثر من علامة إستفهام هو ظرف إنعقاد المؤتمر الذي يواکب إعلان تقرير بيکر ـ هاملتون والذي کان بمثابة صفعة قوية لسياسة الادارة الامريکية في العراق، کما إنه متزامن أيضا مع تلک الانباء التي تتحدث عن مشاورات أوربية بشأن إقرار صيغة لقانون دولي يفرض عقوبات على إيران بالاضافة الى أخبار أخرى بخصوص ضغوط دولية متتالية على القوى السياسية اللبنانية للقبول بالمحکة الدولية الخاصة بجريمة إغتيال رفيق الحريري، وکل هذه الامور إضافة الى وجود حالة من التوتر و عدم الوضوح بين حکومة السيد نوري المالکي و الکورد بخصوص العديد من المواضيع، تساعد على إسباغ حالة من التشاؤم على أجواء المؤتمر و رسم أکثر من علامة غير طيبة على النهاية غير السعيدة التي تنتظره.
إلا ان جسامة الامور المطروحة سابقا و قوة تأثيرها على الساحة العراقية سوف لن تکون بمثابة السد المنيع الذي سوف يحجز إمکانيات أن يتسرب ولو نزر يسير من ماء الخير بإتجاه البيداء العراقية المتشققة من الظمأ مما يتيح مستقبلا کي يصبح ذلک النزر اليسير کما وفيرا. ومهما قيل أو سنقول عن الساسة العراقيين، فإننا سوف لن نزيد في الامر شيئا مفيدا، لکننا نميل الى تفاؤل حذر بإمکانية أن تتحرک قوى عراقية بإتجاهات قد لاتتفق کثيرا مع السياقات الاقليمية أو حتى الدولية وإنما بسياقات عراقية بحتة يکون المستفيدون الحقيقيون منها في النهاية العراقيون لوحدهم، وإن خطورة المرحلة و الآفاق المستقبلية الداکنة التي تنتظر العراق و شعبه هي کفيلة بأن تحث أکثر من زعيم عراقي على وضع بعضا من إملائاته جانبا و سعيه لتقبل (شئ)من ذلک الرکام الذي في جعبة"غريمه"، ورغــم إن ما سنقوله أمر بعيد عن واقع العراق الحالي، لکن الضرورة الوطنية القصوى تدعو الى وضع الحالة الدينية على الرف والتعامل بروحية بعيدة نوعا ما عن الحزازات الطائفية التي هي أساسا جزء من التشبث بالخيار الديني لحل الازمة العراقية وبغير ذلک سوف يکون الامر صعبا و بعيدا عن المنال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم