الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قراءة في كتاب: أطروحات ما بعد التنمية الاقتصادية: التنمية حريّة - محمود محمد طه وأمارتيا كومار سن (مقاربة)، (8- 15)
بدر موسى
2024 / 7 / 15مواضيع وابحاث سياسية
قراءة في كتاب: أطروحات ما بعد التنمية الاقتصادية: التنمية حريّة - محمود محمد طه وأمارتيا كومار سن (مقاربة)، (8- 15)
تأليف عبد الله الفكي البشير- الناشر ط1: مركز أسبلتا للاستنارة والنشر، أيوا، الولايات المتحدة، الموزع: دار الأجنحة للنشر والتوزيع، الخرطوم.. ناشر الطبعة الثانية: دار بدوي للنشر، كونستانس، ألمانيا، 2022
بقلم بدر موسى
ماجستير برامج دعم التنمية في دول العالم الثالث (2000)، جامعة أيوا، الولايات المتحدة
يدرس حالياً في ماجستير التدريس والتعليم، جامعة أيوا، الولايات المتحدة
[email protected]
حاجة الدولة لإعادة تقييم إنتاج المرأة في البيت وإدخاله ضمن تقييمها الاقتصادي
يقول عبدالله، تحت العنوان أعلاه، إن الأستاذ محمود يرى بأن عمل المرأة وإنتاجها في البيت، لا يختلف عن الإنتاج في الحقل أو الورشة أو المصنع أو المستشفى أو المدرسة... إلخ. ولكن رسخ عند الناس بأن العمل هو الإنتاج في الحقل أو المصنع... إلخ، بينما العمل في البيت، ليس بعمل لأنه لا يأتي بعائد ملموس، وهذا ما عدَّه طه من آثار التفكير الرأسمالي. كما أن مسألة عدم مساواة أجر المرأة بالرجل وارتباط ذلك بما تحتاجه المرأة من إجازات أثناء العمل نسبة لما تمر به من ظروف ولادة وغيرها، وارتباط كل ذلك بالإنتاجية المادية، فإنه يعود إلى التقييم الرأسمالي. إن الفهم الخاطئ للمساواة بين الرجال والنساء والتي عند البعض تقوم على المقدرة المتساوية على قوة الاحتمال، هو فهم خاطئ وقد تركَّز في أذهان الناس. ويرى طه بأن عمل المرأة وإنتاجها في البيت لا يقف عند حد الواجبات المنزلية أو الأعمال التي تقصم الظهر، على الرغم من أنها تمثل عطاءً عظيماً، وإنما يتصل بدورها في إنجاب الأطفال، وهو عند طه، أعظم دور في الحياة. وهو دور يفوق، كما يقول، دور صُنع الطائرات وصنع الصواريخ لأنه به صُنع الإنسان سيد الطائرات وسيد الصواريخ. وبهذا فإن المرأة تنتج الإنسان نفسه، وهو أعلى أنواع الإنتاج. ومع وظيفة الأمومة، فإن طه يدعو إلى إعادة النظر في تقييم عمل المرأة وإنتاجها في البيت، باعتباره تخصصاً، يجب أن تُدخله الدولة ضمن تقييمها الاقتصادي، وفي ميزانيتها. فعمل المرأة في البيت، لا يقل مستوى عن العمل في المصنع أو الحقل أو الجامعة... إلخ. فالأمر، عنده، لا يعدو أن يكون عملية تقسيم للوظيفة بين إنتاج الأطفال في البيت والإنتاج في المصنع، فالعملين متساويين في القيمة لخدمة المجتمع، بيد أن ما تميزت به المرأة هو إنجاب الأطفال، إنتاج الإنسان.
مستقبل النظامين الشيوعي والرأسمالي
يقول عبدالله، تحت العنوان أعلاه، إن كلا النظام الشيوعي أو النظام الرأسمالي، كما يرى طه، قد عجزا وفشلا في التوفيق بين حاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة وحاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة. فالشيوعية قد جعلت الفرد وسيلة المجتمع فأهدرت قيمته، وحريته، وحقه، وأقامت نظامها على القهر والعنف، وعلى ديكتاتورية الدولة. وكل اشتراكية، عند الأستاذ محمود، تقوم تحت حكم دكتاتوري يهدر حرية الفرد وتسير في طريق العبودية. ذلك لأن الديمقراطية، كما فصل عبدالله، هي وسيلة، كما يرى الأستاذ محمود، لإنجاب الأحرار من العبيد، والفوضويين. والعبد، عنده، هو الذي يترك حرية عمل ما يريد خوف المسئولية التي تترتب على الخطأ، وأما الفوضوي فهو الذي يحب أن يعمل ما يريد ولكنه عند الخطأ يحاول جاهداً أن يخدع القانون ويتهرب من تحمل مسؤولية عمله، وأما الفرد الحر، كما يقول الأستاذ محمود، فهو الذي يعمل ما يريد ويتحمل مسؤولية عمله. كذلك قامت الرأسمالية في الطرف الآخر، كما أوضح عبدالله، على إهدار حقوق الأفراد، فهي نظام للتسلط الاقتصادي، واستغلال العمال، وليس فيه ديمقراطية حقيقة. ويرى طه بأن الديمقراطية إذا حاولنا تطبيقها تحت نظام اقتصادي متخلف، وهو النظام الرأسمالي في أي صورة شئت فإنها تكون قبض الريح ومجرد لعب على العقول. ولا تختلف، عنده، الشيوعية عن الرأسمالية، فهما وإن اختلفتا، ظاهرياً، فإنهما، تقومان على أديم واحد، وتنطلقان من منطلق واحد، هو التفكير المادي. ولقد عجز هذا التفكير المادي بشقيه عن استيعاب طاقة إنسان اليوم، الذي يبحث عن القيمة وراء المادة، يبحث عن الحرية. ولهذا فإنه يرى بأن لا مستقبل للنظامين، والحل عنده في نظام حكم يجمع بين الديمقراطية والاشتراكية.
المحتفون بالكتاب
البروفيسور ديفيد فاسكيز غوزمان (المكسيك): "بالنسبة للمتخصص في اقتصاد التنمية، فإن الكتاب التفسيري للدكتور عبد الله الفكي البشير حول مقارنة وجهات نظر السيد محمود محمد طه والبروفيسور أمارتيا كومار سن، هو قراءة منعشة تجعلنا نفكر في أساسيات علمنا في التنمية الاقتصادية".
كان من بين الذين أشادوا بكتاب عبدالله من خارج السودان علماء متخصصين في التنمية من المكسيك وايطاليا وتنزانيا والكويت، وغيرها، وقد كان من أبرزهم البروفيسور المكسيكي ديفيد فاسكيز غوزمان، الأستاذ والباحث الاقتصادي بقسم العلوم الاجتماعية والاقتصادية، جامعة مدينة خواريز المستقلة، والذي سأقف بتمهل على مساهمته وتقييمه؛ لأهمية النقاط التي ركز عليها. لقد نشر كوزمان مراجعة للكتاب Book Review باللغة الإنجليزية، وتشرفت بترجمة مراجعته إلى اللغة العربية، وتم نشرها في العديد من الصحف والمواقع. وصف كوزمان الكتاب بأنه قراءة منعشة تجعلنا نفكر في أساسيات علمنا في التنمية الاقتصادية، وأضاف شارحا يقول: إن كتاب البشير دعوة لدراسة جذور التنمية الاقتصادية في الفكر الإسلامي، وهو يدعو القارئ إلى التفكير في الجذور المشتركة في كل من الثقافة الغربية والفكر الإسلامي، ولقد أسعدتني جدًا إشادة البروفيسور كوزمان بكتاب عبدالله وخلاصته التي أكد فيها ما هو ثابت عندي من اطلاعي وقراءتي للكتاب، بضعة مرات، ولكوني قد ساهمت في ترجمته من اللغة العربية إلى الإنجليزية، خاصة لأن الإشادة بهذا الكتاب قد جاءت من رجل متخصص في علم اقتصاد التنمية، ما يجعل حكمه وتقريره بأن الكتاب يعتبر عنده قراءة منعشة تجعلنا نفكر في أساسيات علمنا في التنمية الاقتصادية، مثلما يعتبر دعوة لدراسة جذور التنمية الاقتصادية في الفكر الإسلامي، ويدعو القارئ إلى التفكير في الجذور المشتركة في كل من الثقافة الغربية والفكر الإسلامي. لسبب أن الكتاب التفسيري للدكتور عبد الله حول مقارنة وجهات نظر السيد محمود محمد طه والبروفيسور أمارتيا كومار سن، هو قراءة محفزة تجعلنا نفكر في أساسيات علمنا في التنمية الاقتصادية.
نواصل في الحلقة القادمة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. السيسي وبن سلمان: -إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة هي ال
.. هل تستعد إسرائيل لمواجهة غير متوقعة في جنوب لبنان؟
.. الجيش الإسرائيلي يصدر أمر إخلاء لمبنى بالضاحية الجنوبية
.. صور مباشرة للغارات الإسرائيلية على النبطية جنوب لبنان
.. وسط ترقب للرد الإسرائيلي على إيران.. شركات طيران عالمية تعلق