الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الدكتور حسن الرضيع أيقونة الفقراء الجدد والبسطاء
سليمان أبو موسى
2024 / 7 / 16الادارة و الاقتصاد
في وسط حالة البؤس والحرمان والعوز التي يعاني منها المجتمع الغزي وفقدان الأمل في إنتهاء الحرب في الأجل القصير ، ناهيك عن شلال الدماء الذي لا يتوقف ، وسط فراغ سياسي حقيقي يمثل معاناة هذا الشعب ويقف بجانبه ، إضافة لحالة الصمت والعجز والتخاذل التي تسود الوسط العربي منذ بداية الحرب .
هنا يتشكل هذا المشهد الذي يفتقد لمقالات كاتب لطالما تعودنا على مقالاته التي تناصر المواطن الغزي البسيط والفقراء الجدد والمقهورين في غزة ، تلك المقالات التي تتسم بالكوميديا السوداء التي تطفي ابتسامة خفيفة على الوجه الأشحب من غبار غارات الطائرات الحربية والقذائف التي تتساقط على المدنيين كالمطر ، ودخان النار التي أصبحت ورد يومي لطهي الطعام في ظل انقطاع كل مقومات الحياة في غزة .
الدكتور حسن عطا الرضيع الذي لطالما كان ينتقد الفساد والمحسوبية الذي كان هو نفسه يعاني منه حيث أنه كان الأول على دفعته ، وتميزه في رسالة الماجستير والدكتوراه ، إلا أنه حرم من أن يجد لنفسه فرصة عمل خلال اثنا عشرة عام بعد تخرجه ، قام خلالها بكتابة أكثر من عشرين كتاب في الإقتصاد والرواية ، إضافة لنشر عشرات الدراسات المحكمة في مجلات عالمية و مئات المقالات في الإقتصاد والنقد الإقتصادي الساخر .
كما وكان خلال تلك الفترة من أشد المناصرين للطبقات المهمشة والفقراء الجدد الذين تضاعفت أعدادهم اليوم لتشمل معظم سكان قطاع غزة.
(غطيني يا صفية) جملة إعتاد أن ينهي بها مقالاته الساخرة من الوضع الإقتصادي البائس الذي كان يمر به القطاع ولم يعلم شهيدنا الدكتور حسن اليوم أن صفية تلك السيدة الفقيرة لم تقتصر على فئة معينة من القطاع فقد أصبحت تمثل معظم نساء غزة اللواتي يعانين الأمرين كل يوم في حرب جعلت من قطاع غزة بأكمله منطقة غير صالحة للسكن .
فلم تبقى صفية على قيد الحياة فقد قتل المحتل أكثر من 10650 صفية منذ بداية الحرب في غزة ، ومن تبقى من نسائها لم تجد الغطاء فقد افترشت الأرض وإلتحفت السماء في خيام على قارعة الطرقات لا تقي من برد الشتاء القارص ، ولا من حرارة الشمس الحارقة في الصيف .
2.3 مليون غزي يعانون الأمرين كل يوم في رحلة سباق مستمرة دون توقف وهي السبيل للبقاء على قيد الحياة .
40 ألف شهيد قضوا في حرب إبادة منهم الشيوخ والرجال والنساء والأطفال وحتى المواليد لم يسلموا من تلك الحرب .
من ضمنهم الأكادميين والأطباء والمهندسين وجميع شرائح المجتمع المدني .
رحل الدكتور حسن الرضيع وكتبت تلك الطائرات الحربية الجبانة الفصل الأخير من حياته لتقتله أمام أنظار بناته الثلاثة ليبقى المشهد محفور في ذاكرة بناته ، وتقتل معه حلمه في أن يوفر لأميراته الثلاث حياة كريمة وآمنة .
رحل الدكتور حسن في الرابع من نوفمبر في عام 2023 ، شهيداً راكعاً لله في صلاته ، رافضاً الركوع للظلم والفساد والاحتلال طيلة حياته .
إلى رحمة الله وجنته ونعيمه شهيدنا البطل
#حسن_الرضيع
#الفقراء_الجدد
#غطيني_يا_صفية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. منافسة شرسة بين وزيرين سابقين على زعامة حزب المحافظين البريط
.. وسط منافسة محتدمة مع ترامب..أوباما يدعم حملة هاريس الانتخابي
.. محور الاقتصاد الإسرائيلي ومؤشر نموه على مفترق طرق
.. كل الزوايا - وزير المالية: صياغة وتنفيذ سياسة ضريبية داعمة ل
.. مطلب للمعارضة.. هل إجراء انتخابات مبكرة يحل أزمة اقتصاد تركي