الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصائد تغني لبغداد

خالد يونس خالد

2003 / 7 / 2
الادب والفن


            
          (كُتبت هذه القصائد بعد سقوط صنم الطاغية بيوم واحد
                         في 10 أبريل 2003 )

خالد يونس خالد
عراقي مقيم في السويد

                            الغربة
يومَ كنتُ في عُنفوان الشبابِ
وسنينُ العمر في مدرستي ووصلِ الإقترابِ
مودة بلا عتابِ
واليوم بلغت الخمسين
والأحزان تبحث عن جامعةَ بغدادِ
وشارع الرشيد ينادي
تبا للبعث الأوغادِ
والسعدون ينشد أنشودة البكاءِ
وموسيقى بغدادي
تخترق فؤادي
وتزورني في غربتي
 يوم عيد ميلادي

                         الإنتظار
بغدادُ
قبلة الحضارة والأمجادِ
ثلاثون سنة
والحمام ينتظر أرض الميعادِ
مهاجرا من حكم البعث والخرابِ
والعسكر يحرر اليوم أرضك من الذئابِ
ويحتلوا حديقتك بقوة السلاحِ
ويحطموا أصنام السفاكِ
وأنا ألتمسك عذرا في الغيابِ
بغدادي عشقا لك طول الحياةِ

                            الحرية
تحت تلك الشجرة إلتقينا
كانت تحمي طفولتنا بين الضبابِ
ونصطاد خيوط الشمس بالآهاتِ
ودموعك مسحتُها بأناشيد المقاماتِ
حريتي
أنتِ أعطيتِني بالأمسِ
ودبابات تجوب طُرقاتِ همسي
وبغداد صامدة لحرية قُدسي
لبستِ رداء الحبِ
وابتسمتِ بعد هزيمةِ صنمِ ساحةِ الفردوسِ
وحديقتها إحتضنت البلابل لتغريدة الأمسِ


                        رسالة ثانية
أكتبُ إليكِ عن الحب الذي يعذبني
والعشق الذي يقطعني
أكتب لكِ عن رسالتكِ
وهي تحملني إلى صورتكِ
أكتب لك عن الأمل الذي ننتظره
عن الحرية التي أخذناها
والعبودية التي دفنّاها

أكتبي لي عن دموعكِ في غربتنا!
واكتبي لي عن نورك الأبدي في محنتنا!
وعن أشجارِ ليالي أبي نؤاسِ
وأوراق شعرها المرفوعة إلى أعلى
أكتبي لي عن تلك القبلة التي ترَشفتُها مرةً ومرة!
وعن الحلاوة المُضفية بعطر الربيع تقَبَّلتُها
واخبريني يابغداد عن الفتاةِ التي كنتُ أحبُها!
وعن دروسِ جامعتي التي درستُها
وعن الذكريات الطويلة كالأحلام زرعتُها
أخبريني عن العشقِ النوراني في بؤبؤة العين التي عشقتُها!


                        رحلة اللقاء
أنا سائر إليك بوجداني
من القطب الذي حماني
من السويد حيث الحرائقُ في الإيمانِ
ومن بلد الجليد حيث النيران نيراني
بغدادي
يا مدينة العشّاقِ

أنا في طريقي إليك بدموعي
لأحتضنك بشموخي
وأخلعُ عني ذُنوبي
فصفاء الحب في نهر فراتِ
ولا بسمة أجملَ من محياكِ
بغدادي
يا أهل الكرم في البلاد

أنا أتي إليكِ من فرطِ عشقي
وأروي ينابيع مدينتي بدمعي
وأسقي جدولَ المحبةِ بعيني
وأشربُ من دجلةَ لأشفي
فامحي ألمي قبل أن أَفني!
وامسحِ التأوهاتِ من جفني
بغدادي
يا قبلة العلم للعبادِ

أنا قادم إليك على رأسي
وقد هجرتُ حماقتي في بُعدي
واشتقتُ إليك بقُربي
كفاني علقما في أسري
بغدادي
يا حبيبة الأحباب

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف