الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشكالية التنمية و الديمقراطية في الفضاء الأورومتوسطي

عبدالواحد بلقصري

2006 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


على إثر المنتدى المدني الأورومتوسطي الذي نظم بمدينة مراكش (من 4 إلى 7 نونبر2006) طرحت مجموعة من الإشكاليات ميزت النقاشات العامة داخل المنتدى ة و من أهم هذه الإشكاليات نجد إشكالية التنمية و الديمقراطية، حيث أن السمة الغالبة على جلسات ورشات المنتدى كانت تدور حول هاتين الإشكاليتين( الديمقراطية و النزاعات، التحول الديمقراطي، الإصلاح الديمقراطي، التنمية المستديمة) ومحور التساؤلات التي طرحت كانت تدور حول سؤال محوري و أساسي هو كيف يمكن تحقيق التنمية و الديمقراطية كقيم مشتركة في الفضاء الأورومتوسطي في شقه الجنوبي. عبدالواحد بلقصري

إن الحديث عن التنمية و الديمقراطية هو حديث ذو شجون، اتخذ سياقات و مقاربات مختلفة منذ فترات ليست بالقصيرة، وبالأخص مصطلح الديمقراطية، حيث أن مفهوم الديمقراطية الذي طرح في عصر اليونان و الأنوار كفكر أصبح التعامل معه كإجراء بالنظر إلى لغة المؤشرات الجديدة التي أدخلها واعتمد عليها تقنيو البنك الدولي في تقاريرهم و برامج الأمم المتحدة للإنماء الإقتصادي و الاجتماعي PNUD في ورشاته التي تعتمد على قياسات رقمية رياضية ، و نفس الأمر ينطبق على مفهوم التنمية، حيث أنه منذ الخمسينات طرحت أطروحات مختلفة مرتبطة بسياقات مختلفة (التنمية الاجتماعية و التنمية الاقتصادية و التنمية السياسية) لكنه بعد سنة 1991 ظهر مصطلح التنمية البشرية كمفهوم اعتمد عليه خبراء برنامج PNUD وهذا المفهوم جعلنا نتعامل بمؤشرات رقمية مع مفهوم التنمية البشرية. مؤشر العمر المتوقع عند الميلاد مؤشر الدخل,
وتطور هذا المفهوم و أصبحنا من بعده نتحدث عن مفهوم التنمية الانسانية بمؤشرات سياسية أضيفت إلى المؤشرات الاجتماعية و الاقتصادية، مما سبق نستنتج أن الهدف م في سياقات مفهومي التنمية و الديمقراطية هو بيان أهمية هذين المفهومين اللذين يعتبران كقيمتين يراهن عليها الفاعلون المدنيون و الباحثون في الفضاء الأورومتوسطي، والطريقة التي يطرح بها و يقدم بها هذين المفهومين هي مسألة أساسية.
إننا في الفضاء الأورومتوسطي نريد تكريس قيم مشتركة و تكريسها لا يمكن أن يكون بدون الاعتماد على مقاربة ثقافية مبنية على الحوار بين الشعوب الأورومتوسطية و ثقافتها حيث إنه اليوم في الضفة الأورومتوسطية سواء الشمالية و الجنوبية نجد المقاربة الرسمية و فشلها قد جعلت من وضعية اللاتماثل بين دول الشمال و دول الجنوب هو الطابع السائد في طبيعة القضايا التي تتسم بها أجندة المنتديات الأورومتوسطية نقر بأن هناك لا تماثل بين الضفتين تبينه التقارير الدولية التي تحدت عنها سابقا بالرغم من أن خطابات هذه التقارير ليست بريئة حيث أنها تسير وفق اشتراطات و التزامات معينة، باعتبار أن دول الشمال حققت انتقالات ديمقراطية بوصفات مختلفة و أنه في الضفة الجنوبية نجد أن التحول الديمقراطي تعترضه عوائق مختلفة (عائق الأنظمة التسلطية و عائق الاحتلال الإسرائيلي كنزاع يخنق التقدم و التنمية الانسانية في المنطقة، بالإضافة إلى نزاعات أهلية و إقليمية أخرى. و عائق غياب حركات اجتماعية و قوى سياسية ذات جذور اجتماعية) كل هذه العوائق شيء نقر به، لكن الحوار المتوازن بين الضفتين الشمالية و الجنوبية يمكن أن يكون مدخلا لتحقيق التنمية و الديمقراطية في الفضاء الأورومتوسطية، و لن يتأتى هذا إلا باهتمام بذاكرة الشعوب و تاريخها كما أكد المفكر محمد أركون و هذا لن يتأتى إلا بتكثيف الدراسات و الأبحاث حول ثقافات الشعوب الأورومتوسطية، وهنا يأتي دور الجامعة و المؤسسات التعليمية التي تعتبر مهمة أساسية لبناء علم و عقلانية يمكنها أن تكون مدخلا أساسيا لقيم مشتركة في فضائنا الأورومتوسطي.
عبدالواحد بلقصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التلفزيون الإيراني: تنظيم الانتخابات الرئاسية في 28 يونيو


.. مقتطفات من لقاء سابق أجرته الجزيرة مع الرئيس الإيراني الراحل




.. لحظة دخول مساعدات لشمال قطاع غزة


.. بعد اتهامات طهران لها بتدبير الحادث.. واشنطن تؤكد أن لا علاق




.. بايدن وترامب والملف الإيراني | #أميركا_اليوم