الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظرية الماركسية – اللينينية والديمقراطية

فلاح أمين الرهيمي

2024 / 7 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


تتمحور النظرية الماركسية – اللينينية في أحد مكوناتها عن نشاط الناس كقوة منتجة ومن خلال كشفها عن قوانين التطور الاجتماعي كقوانين علمية أصبحت النظرية الماركسية – اللينينية تتطور وتقدم مع متطلبات حاجات البشر من خلال الجهد البشري الذي يخلق جميع القيم والمستلزمات المادية والمعنوية للإنسان لأن الجهد الإنساني ضرورة حيوية لوجود واستمرارية المجتمع وتطوره وتقدمه .. فأصبحت تلك القوانين العلمية تشكل مضمون المادية التاريخية كعلاقة مع تطور وتقدم المجتمع الذي هو نتاج نشاط الناس وفق القوانين العلمية مما جعلها ذات علاقة بالتعامل مع الديمقراطية فالناس يعملون وفق قوانين علمية من خلال عملهم ونشاطهم ويكون هؤلاء الناس من طبقات متنوعة ومختلفة وهذا يعني أن الناس يعملون وفق سقف واحد تجتمع تحته مختلف أنواع الناس حسب وعيهم وإرادتهم فأصبح أولئك الناس يعملون بحرية ورغبة وإرادة وفق تلك القوانين العلمية مما جعل تلك القوانين العلمية تفرض أحكام الضرورة على المجتمع أن تتجسد فيها الديمقراطية والحرية بأسمى معانيها وبما أن القوانين العلمية تشمل وتعمل ضمن مجالات علمية الفيزياء والكيمياء والعلوم الأخرى ... فهل يعني ذلك أن هذه القوانين العلمية تعمل خارج إطار القوانين العلمية العامة التي ترتبط في مختلف مجالات الحياة ؟
إن النظرية الماركسية – اللينينية تعنى بنشاط وحياة جميع أفراد المجتمع بمختلف طبقاته وفئاته الاجتماعية شعوباً وأفراداً لا فرق بين قومياتهم وطوائفهم وبين الجاهل والمتعلم والواعي من خلال نشاطهم في حفل الإنتاج المادي والمعنوي والعلاقات المتبادلة بينهم ونشاطهم في الحقل السياسي والاجتماعي والثقافي والعلمي والفكري وإلى كل ما يفرزه هذا النشاط من تغيرات ونتائج اجتماعية واقتصادية وموضوعية لأن هذه العملية مشحونة بالنشاط البشري من تناقضات وصراعات يؤدي إلى نتائج قوانين تعكس حركة وإفراز مرحلة جديدة من التطور وصياغتها نظرياً بما يتطابق ومرحلتها من خلال النشاط الفكري والعملي البشري وفق صياغة استنتاجات جديدة على ضوء الممارسة والنشاط العملي البشري على أساس الدورة، المتحددة للعلاقات الديالكتيكية بين النظرية الماركسية – اللينينية والممارسة العملية إلى ما لا نهاية وهذه العملية تقوم بدورها تجسيداً لتعميمات تستمد واقعاً من التطور التاريخي لكل مرحلة فكانت النظرية الماركسية – اللينينية تمتاز بالديمقراطية الاشتراكية التي تدعو وتمتلك بثبات إلى تطبيق مبادئ اجتماعية إنسانية عادلة في المجتمع وتدعو إلى العيش بموجب هذه المبادئ التي توحد مسؤولية الفرد والمجتمع ومسؤولية المجتمع بالفرد باعتبار الفرد في المجتمع هو منتج الثروة المادية والمعنوية برمتها مما أدى بها أن تفتح معيناً لا ينضب للطاقة والمبادرات الخلاقة في المجتمع وعززت سمعة وكرامة الإنسان وكذلك تعمل الاشتراكية على مضاعفة مسؤولية الفرد تجاه المجتمع والدولة والمؤسسات الاجتماعية ولكي يصبح الفرد منتجاً للثروة المادية والمعنوية ولكي يلعب دوراً فعالاً في حياة البلاد السياسية يجب عليه أن يدرك مسؤوليته الشخصية تجاه القضية المشتركة وأن يعي واجباته المدنية تجاه وطنه الاشتراكي.
لقد عملت الأنظمة البورجوازية منذ قرون قديمة على استغلال وامتصاص دم الإنسان محولة إياه إلى أداة محرومة من أبسط الحقوق الإنسانية كالاستغلال البشع والاحتقار الذي لا حدود له وقد أشار ماركس وأنجلز ولينين إلى أن الإنسان تحت ظل الاشتراكية فقط يمكن أن يتخلص من العلاقات التي يحتقر فيها الإنسان وتستعبد وتهان كرامته .. أما في النظام الاشتراكي فإن الديمقراطية تضمن الحقوق لجميع الشعوب والقوميات والأديان وتصبح القيم المادية والروحية ملكاً لجميع أبناء الشعب بمختلف طوائفه وأجندته كما تشمل القواعد الديمقراطية ليس فقط مجال العلاقات الاقتصادية والسياسية بلى وكذلك كافة الآفاق المتعلقة بنشاط وحياة الإنسان من رحم أمه حتى رحلته الأخيرة إلى القبر وفنائه من الحياة ... ففي ظل الاشتراكية لا يصبح الإنسان منعزلاً عن الدولة والمجتمع وإنما يصبح ويشعر بأنه مصدر قوتهما الإنشائية ولكل فرد في المجتمع له دور فيهما لأن الديمقراطية والاشتراكية تنقل مركز الثقل من أجل ضمان ممارسة حقوق وحرية الفرد في الوقت الذي تنوء فيه الملايين من أبناء البشرية في النظام البورجوازي تحت نير العبودية واستغلال رأس المال وتحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية وظروف الحياة الكريمة.
إن أساس الحياة في ظل الاشتراكية هو الجماعة التي هي بالرغم من افتراءات المفكرين البوراجوارين التي تدعي على الاشتراكية أنها تقضي على شخصية الفرد وهذا الادعاء الكاذب تفنده الحقائق والوقائع لأن الاشتراكية تعتبر الإنسان أثمن رأس مال لأنه هو الذي يخلق جميع مستلزمات الحياة المادية والمعنوية وإنها تطور حياة الفرد وتهذبها وترفعها وتجعل من الإنسان أن يتفانى ويضحي من أجل المجتمع بعكس الإنسان في النظام البورجوازي يصبح تحت نير العبودية واستغلال رأس المال وتحرمه من أبسط الحقوق الإنسانية وظروف الحياة الكريمة ... لأن أساس الحياة في ظل الاشتراكية هو الجماعة التي هي بالرغم من افتراءات المفكرين البورجوازيين التي تدعي على الاشتراكية أنها تقضي على شخصية الفرد وهذا الادعاء الكاذب تفنده الحقائق والوقائع لأن الاشتراكية تربي الفرد من أجل الجماعة والجماعة من أجل الفرد لأن الاشتراكية تعزز العلاقات والأخوة الإنسانية كما أن الاشتراكية ترفع من وعي الإنسان إلى درجة الكمال ونكران الذات كما أن في النظام الاشتراكي تصبح حرية الفرد وإرادته وتطلعاته ورغباته تنصهر في بوتقة واحدة مع حياة المجتمع وتجعل حياة الفرد تقوم على الحب والمودة والانسجام مع مصلحة المجتمع والمؤسسات الاجتماعية ... يقول لينين : (إن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في مجتمع وأن يكون متحرراً منه) وفي النظام الاشتراكي إن الإنسان يعيش في مجتمع ويصبح جزء منه وإن حريته الشخصية يجب أن لا تؤثر على حرية الآخرين وحرية المجتمع ككل وفي نفس الوقت إن إنكار شخصية الفرد هو نوع من الابتذال والتحريف الذي لا يتفق مع مبادئ النظرية الماركسية – اللينينية لأن الأيديولوجية الشيوعية لا تفرط بمميزات الفرد وقابلياته ومواهبه كما أن ازدهار الشخصية الإنسانية والتطور الشامل والمنسق للإنسان وتطمين جميع احتياجاته المادية والمعنوية تعتبر من الأهداف الرئيسية للمجتمع الاشتراكي كما لا يوجد في المجتمع الاشتراكي من يستحوذ على الثروة القومية ولا يعطي شيئاً مقابل ذلك وإن مثل هذه الشخصية البورجوازية مرفوضة خلقياً وقانونياً في المجتمع الاشتراكي لأن الشخص الذي يحق له الطلب من المجتمع القيام بشيء ليس هو فقط ذلك الشخص الذي يساهم في خدمة المصلحة العامة ويكرس قابلياته لها ... وهكذا تظهر العلاقة الوطيدة بين الديمقراطية الاشتراكية والأيديولوجية الشيوعية لأن كل عمل يضر ويتنافى مع الأيديولوجية الشيوعية يضر بالديمقراطية الاشتراكية كذلك يضعف الدولة الاشتراكية وتعتبر ضربة للمكاسب والإنجازات الاشتراكية.
إن البعض يدعي بأن الشيوعية هي أيديولوجية أصبحت عقيمة في عصر التكنولوجيا المتطورة والالكترون والثورة المعلوماتية والبعض الآخر يدعي بأن الأيديولوجية الشيوعية هي أفكار ومفهوم فات أوانها كلياً وإن عصر (اللاايديولوجية) قد بدأ وحتى هناك من يدعي بأن هناك تقارباً بين الأيديولوجيتين الاشتراكية والبورجوازية وانطلاقاً من هذه النظريات ترسم الاستنتاجات حول ما يسمى بالتعايش السلمي بين الأيديولوجيات من أجل ضرورة إعطاء المجال لمثل هذا التعايش المزيف للظهور في الأقطار الاشتراكية ... إن هذه الادعاءات تتنافى مع الواقع الموضوعي للفكر الماركسي – اللينيني لأن التطور وديناميكية الحياة وحتمية التاريخ تفرض على الاشتراكية أن تحفر قبر النظام الرأسمالي ومرحلة الاشتراكية هي المرحلة التي تشيد وتقوم على أنقاض وفناء النظام الرأسمالي وإن أية قوة في الوجود لا تستطيع أن تقف أمام حتمية التاريخ الذي حكم بنهاية النظام الرأسمالي وفنائه وأصبح هيكلاً متعفناً ترفضه البشرية جمعاء.
بعد استعراضنا الديمقراطية الاشتراكية نستعرض الآن الديمقراطية البورجوازية الليبرالية التي تبشر لها العولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة في العالم الجديد الديمقراطية البورجوازية الليبرالية هي امتداد وانعكاس وتثبيت لعلاقات السيطرة والتبعية وتقسيم المجتمع إلى طبقات متخاصمة وتصبح خادمة للمصالح الأنانية الفردية للمستغلين ويجند رأس المال ويقف في خدمة أضاليل الديمقراطية البورجوازية الليبرالية ما دامت تحكم وتصب في المصلحة الجشعة وما دامت الجماهير لا تشكل خطر على مصالح الطبقة البورجوازية المستغلة ولكن حالما تحاول الجماهير الشعبية استغلال المؤسسات والحريات الضيقة في الديمقراطية البورجوازية تقلب تلك الطبقة المستغلة ظهر المجن فتهاجم الديمقراطية وتصطف مع القوى الرجعية وتدعمها وتنتهك القوانين الديمقراطية وتقوم بتشجيع المنظمات الفاشية والعنصرية داخل البلاد وتفعل المستحيل من أجل عدم المساس بمصالحها ومكاسبها المعادية للشعب والمستغلة لجماهير الشعب ويتذرعون بأقاويل وادعاءات مزيفة وغير واقعية من أجل عدم تلبية المطاليب المشروعة للطبقة العاملة بزيادة أجورهم ورواتبهم أو تحسين ظروف العمل المجحفة والمرهقة للطبقة العاملة ... فيدعون بأن دور الطبقة العاملة والقوى التقدمية باستلام للسلطة قد فات وأصبح وهم وخيال بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار الأنظمة الاشتراكية وإن الأحزاب الشيوعية التي تناضل من أجل الطبقة العاملة وحقوقها وكذلك الجماهير الكادحة أصبحت منصهرة ومطعمة بالأفكار الليبرالية وأصبح وجودها تحصيل حاصل في المجتمع وأصبح شعار (الوحدة الوطنية) المترجم وفق وجهة نظر البورجوازية والتي تعتبر نفسها هي القائدة والمعبرة لجماهير الشعب بما ينسجم مع مصالحها باعتبارها تمتلك المصانع والمعامل وجميع المؤسسات والمنشآت الخاصة بها ومن خلال ذلك تعتبر نفسها هي القائدة والمشرفة على الماكنة الاقتصادية في البلد والتي من خلالها تشكل النظام الاقتصادي وتنعكس من خلاله على جميع المؤسسات الثقافية والسياسية والاقتصادية ... ومن خلال هذه النظرة الضيقة والأنانية تصبح جميع الأحزاب والجمعيات والمؤسسات السياسية والاجتماعية تسير وفق مصالحها بما في ذلك الدستور والقوانين الأخرى ومن خلال أدلجة المؤسسات والقوانين والتأثيرات الإعلامية والدعاية المضللة تجعل من الأحزاب الأخرى مجردة وليس لها دور في مسيرة التاريخ والدفاع عن مصالح جماهير الشعب المظلومة والمحرومة من جميع مستلزمات الحياة الكريمة وتخرق أسس الديمقراطية.
إن النظرية الماركسية – اللينينية تعني نشاط جميع الناس بمختلف طبقاتها وفئاتها الاجتماعية شعوباً وأفراداً الجاهل والمتعلم في حقل الإنتاج المادي والعلاقات المتبادلة ونشاطهم في الحقل الثقافي والسياسي والاجتماعي والعلمي والفكري وإن هذه العملية المشحونة بالنشاط البشري وتتحكم في العلاقات بينهم من خلال الديمقراطية وأصوات الرأي الآخر وحركة الفكر والتعبير ... إلا أنهم جميعاً ينصهرون في بوتقة واحدة هي الإخلاص بعملية الإنتاج (من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حميدتي يتهم مصر بشن ضربات جوية على قوات الدعم السريع والقاهر


.. إعصار ميلتون -الخطر للغاية- يجتاح سواحل فلوريدا مصحوبا بأمطا




.. صحيفة لوريان لوجور: -عندما يدعو نتانياهو اللبنانيين إلى الاق


.. الجزائر.. دموع مدرب كرة قدم تشعل المنصات • فرانس 24 / FRANCE




.. إسرائيل تستهدف الفصائل الإيرانية بدمشق.. هل تكون سوريا ساحة