الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكيان الشاذ اللقيط

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2024 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


يقول مجرم الحرب، رئيس وزراء الكيان النتن بن نون، بعد غارتهم الغادرة على الحديدة اليمنية "لا مكان لا تصل اليه ذراعنا". في السياق ذاته، قال وزير حربهم المجرم غالانت، "إن الكل في الشرق الأوسط لا بد يشاهد الحريق المشتعل في ميناء الحديدة". قبل هذين، قال أحد معلميهم المقبور رابين ذات يوم "كُتِب علينا أن نعيش بالسيف". والحقيقة، أنهم يعيشون بالغدر والقتل والإجرام، ودائمًا بدعم من القوى الاستعمارية وفي خدمة سياساتها ومخططاتها. هذه هي حقيقة مشروعهم الاستعماري في فلسطين، باعتراف مؤسس كيانهم هرتزل إذ يقول بمنتهي الوضوح:"برنامجنا استعماري".
كيان يقول لسان حاله "أنا أحارب، إذن أنا موجود" لا يمكن أن يكون طبيعيًّا، ويستحيل أن يسمح التاريخ باستمرار وجوده. والحقيقة أن طبيعته العدوانية، ونزوعه الإجرامي هما الترجمة الفعلية للدور الوظيفي الاستعماري الموكول إليه تنفيذه في منطقتنا مذ زرعته بريطانيا في فلسطين. هنا، نحن أمام أفقع الأدلة على شذوذ هذا الكيان، ويُلزمنا إثباته العودة إلى أخطر قرارات ما يُعرف بمؤتمر كامبل المتعلقة بمنطقتنا. عُقد هذا المؤتمر في لندن، خلال المدة (1905-1907)، بدعوة سرية من حزب المحافظين، بمشاركة كل من: بريطانيا المستضيفة وأصل البلاء، وايطاليا، وهولندا، وبلجيكا، واسبانيا، وفرنسا. سمي الموتمر بإسم رئيس وزراء بريطانيا آنذاك، هنري كامبل بوزمان. الهدف الرئيس للمؤتمرين المتآمرين، إيجاد آليات للحفاظ على مكاسب الدول الاستعمارية الغربية وضمان تفوقها على غيرها إلى أطول أمد ممكن، حتى لو اتخذت هذه الآليات أشكال كيانات شاذة غير طبيعية. لتحقيق هذه الهدف الشرير والمخطط القذر، اتخذ المؤتمرون المتآمرون أخطر قرار يخص منطقتنا، مفاده، "إقامة كيان في فلسطين يكون حاجزًا بشريًّا قويًّا يفصل عرب آسيا عن عرب افريقيا اقتصاديًّا وسياسيًّا وثقافيًّا، للحيلولة دون تحقيق وحدة هذه الشعوب وإبقاء العرب في حالة من الضعف العام".
دليل قاطع آخر يثبت ويؤكد، أن الكيان ليس شاذَا فحسب، بل ولقيط أيضًا، نجده في العقد الاجتماعي بين النظام الصهيوني وتجمعاته من المستعمرين (المستوطنين). إذا شئنا الاختصار، فإن نظرية العقد الاجتماعي تنهض على تنازل شعب ما عن جزء من سيادته لسلطة ينتخبها أو يختارها بما يشبه الانتخاب ويقاربه. ويُلزمه ذلك باحترام قراراتها والتقيد بها، مقابل ما توفره له هذه السلطة من أمن وازدهار ورفاه. هذا بالنسبة للمجتمعات الطبيعية، ذات النشأة السوية، وهو ما لا ينسحب على الكيان الصهيوني. فالأرض المزروع فيها مسروقة، أما تجمعاته الاستعمارية، فتتكون من مهاجرين مُستجلبين من مختلف الدول والثقافات لا تربطهم بالأرض أي علاقات عاطفية ولا تشدهم إليها أية مشاعر انتماء. وبالتالي، فإن العقد بينهم والكيان يقوم على موافقتهم على القدوم من بلدانهم الأصلية إلى فلسطين مقابل ما يوفره لهم من أمن ورفاهية ومنافع، أي أنه عقد اجتماعي شاذ، يقوم على المنفعة وليس على الانتماء للأرض. ولهذا، شاهد العالم كله هروب مئات الآلاف منهم من فلسطين المحتلة بعد عملية طوفان الأقصى البطولية، وشعورهم بالتهديد. ويتراوح عدد المستعمرين الهاربين من فلسطين بين 500 ألف إلى مليون مُستعمر، حسب ما يُتداول بهذا الخصوص في وسائل الإعلام.
فهل هناك من يجادل بعد، بأن الكيان الصهيوني المزروع في فلسطين شاذ ولقيط؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب: على إسرائيل ضرب المنشآت النووية الإيرانية


.. إطلاق رشقة صاروخية من جنوب لبنان تستهدف الجليل




.. ما آخر الغارات الإسرائيلية على منطقة المريجة؟


.. روسيا تعلن عن ضربات مدفعية ضد وحدات أوكرانية في كورسك




.. بعمر 20 يوماً فقط.. لبنانية تروي رحلة نزوحها برفقة طفلتها ال