الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردت سوريا باستراتيجية النفس الطويل . وبدأت تسهيل دخول طلائع (حرس الثورة) الايرانيين الى البقاع،

سلطان الرفاعي

2006 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في أول ايلول توجه بشير الى نهاريا واجتمع برئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن . وعاد في حالة غضب ظاهر وقال لي: (مش ماشي الحال مع اسرائيل . بيغن يريد مني أن أوقع معاهدة سلام فورية وقد رفضت طلبه وقلت له: بامكانك ان تعتقلني ولكن ليس بامكانك ان تحملني على توقيع معاهدة لست مقتنعاً بها) ص46
بعد اجتماع نهاريا ادرك بشير ان علاقته باسرائيل لن تكون سهلة، واتجه الى الاعتماد على امريكا . وصادف وصول كسبار واينبرغر وزير الدفاع الامريكي الى بيروت، ---وعرض عليه بشير ان تعتمد واشنطن الاراضي والموانئ اللبنانية قاعدة عسكرية واستراتيجية لها في الشرق الأوسط . وكان بشير يعتقد ان هذا الاقتراح في حال تنفيذه يجعل لبنان منطقة أمن امريكية. ولا تعود تتجرأ اسرائيل ولا سوريا على التدخل في شؤون لبنان الداخلية ، ص47

ردت سوريا باستراتيجية النفس الطويل . وبدأت تسهيل دخول طلائع (حرس الثورة) الايرانيين الى البقاع، واعادت تسليح ميليشيا الحزب الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط ، وكذلك ميليشيا أمل بزعامة نبيه بري . ص47
في 7 آذار 1983 التقى الرئيس اللبناني للمرة الأولى الرئيس السوري في نيودلهي حيث تعقد قمة دول عدم الانحياز . واجتمع بياسر عرفات . وصرح امين الجميل اثر هذين اللقائين: ((اننا سنتوصل الى اتفاق مثمر لمصلحة لبنان وسوريا في نطاق علاقات أخوية جداً )). لكن حافظ الأسد تساءل في كلمة القاها في المؤتمر :(ماذا يبقى من الاستقلال اذا رضخت بعد مصر بلدان كسوريا ولبنان لمطالب اسرائيل ، التي تسعى لاقامة نظام أمن خارج حدودها وعلى اراضي الدول المجاورة؟)) ص54
تدهورت الأوضاع الأمنية والعسكرية بعد التوقيع على اتفاق 17 ايار . وانفجرت اشتباكات عنيفة في الجبل ، وامتد القصف السوري بشكل مفاجئ الى بيروت وكسروان والمتنين . وسبق الانفجار ورافقه قيام حافظ الاسد بزيارة السعودية ، ثم بزيارة ليبيا، حيث اتفق مع معمر القذافي على ضرورة مواجهة الاتفاق وتقويضه، ومساعدة لبنان على تحرير ارضه بكل الوسائل ص56

ولمس المعنيون اللبنانيون مدى غياب الاهتمام الامريكي بلبنان عندما قررت الحكومة الاسرائيلية تنفيذ المرحلة الأولى من سحب جيشها من الجبل . وكان امين الجميل قد طلب بالحاح من واشنطن العمل على تعديل القرار الاسرائيلي ، او على الأقل تأجيل تنفيذه ليتسنى تجهيز قوة من الجيش اللبناني تحل محل الجيش الاسرائيلي . ---وجاءت النتيجة مضحكة . رفضت اسرائيل بشكل قاطع تعديل القرار ص58
واغتنم وليد جنبلاط ، بمعاونة المنشقين الفلسطينيين، وبدعم مدفعي سوري ، فرصة انسحاب الجيش الاسرائيلي من الجبل كي يشن في اوائل ايلول 1983 هجوما كاسحا على قوات الكتائب والقوات . وقاوم سمير جعجع ورفاقه الهجوم وبضراوة أياماًعدة ثم اضطروا الى الانكفاء مع من تبقى من الاهالي . واقترف وليد جبلاط والمهاجمون مذابح اودت بحياة المئات من المدنيين . ولم تحرك اسرائيل ساكناً ص59
واستمرت المعارك بين الجيش اللبناني والقوات الدرزية والفلسطينية والسورية ما يقارب العشرين يوما. ص59
ان مذابح المسيحيين احيت في ذاكرتهم الجماعية مجازر الدروز في القرن التاسع عشر وخصوصا في عامي 1840 و1860 ص60

وتبنت الادارات الامريكية المتعاقبة منذ منتصف السبعينات ، بوحي من عبقرية الخداع التي تميزت بها سياسة كيسنجر تجاه لبنان، خطة تقضي بحل المشكلة الفلسطينية على حسابه بدل من حلها في الضفة وغزة أو في الاردن ----تصنيف الدول في الشرق الأوسط ، نوعين: دولاً دائمة ، وجودها ضروري ، ودولاً مؤقتة ، يمكن الاستغناء عنها . ورأى في لبنان دولة غير مكتملة المقومات: حدوده الجغرافية مصطنعة ، وتركيبته السياسية هشة وغير قابلة للحياة . ولم يتردد بعض صانعي القرار الامريكي في طرح لبنان كاحدى الحلول الممكنة للمشكلة الفلسطينية ولأزمة الشرق الأوسط ص64
وافقدت الحرب لبنان حضوره، وكانت واشنطن تتعامل على الدوام مع لبنان على انه ((وظيفة)) اكثر منه ((وطناً)) . وظيفة لبنان من المنظور الامريكي ان يكون الدولة العازلة بين سوريا واسرائيل ص65

وكان لا بد اكمالاً لمخطط كيسنجر من حمل المسيحيين على القبول بالدخول السوري الذي يعارضونه . فامتنعت اسرائيل عن التجاوب معهم لجهة تزويدهم بالاسلحة الازمة لكسب الحرب او على الاقل لوقف تدهورهم الميداني . وراح المبعوث الامريكي دين براون يمارس عليهم ضغطاً نفسيا . يدافع حيناً عن مطالب الحركة الوطنية ويرى الاصلاح السياسي ضرورة ومطالب كمال جنبلاط محقة ، لدرجة انه اعلن مرة ان برنامج الحركة الوطنية السياسي ، يمكن ان يتبناه الحزب الديمقراطي الامريكي ، وحيناً آخر يصور للمسيحيين مستقبلاً قاتماً ، ويفهمهم انه لا مجال للاعتماد على اي تدخل غربي لصالحهم ، فلا امريكا مستعدة لارسال المارينز ولا فرنسا قادرة على التحرك مراعاة لمصالحها العربية ، وان لاسرائيل حسابات دقيقة ومعقدة . وقد وضع براون المسيحيين امام خيار واحد: اما الرحيل عن لبنان واما الاستعانة بسوريا . وهذا ما عناه عندما عرض على الرئيس سليمكان فرنجية في بداية عام 76 فكرة ترحيل المسيحيين بواسطة بواخر امريكية تُرسل خصيصاً لنقلهم مع منحهم تأشيرات دخول الى الولايات المتحدة . وهكذا صار المسيحيون بين مطرقة الفلسطينيين والتقدميين العسكرية وسندان الامريكيين السياسي ، ولم يعد امامهم الا مخرج واحد وهو طلب دخول الجيش السوري الى لبنان . وبين شاوشسكو وبراون واسرائيل وقع الجميع في مصيدة كيسنجر. ص67

وادت سياسة (الخطوط الحمر) عملياً الى تقاسم سوريا واسرائيل النفوذ في لبنان: اسرائيل في الجنوب وسوريا في باقي المناطق . ووافقت اسرائيل على دخول الجيش السوري في حزيران 1976 ، بعد ان اشترطت ثلاثة تدابير احترازية وهي: ان لا يتخطى الجيش السوري في انتشاره حدود الليطاني والنبطية جنوباً ، ان لا يستقدم اسلحة استراتيجية كصواريخ سام الى داخل لبنان، ان لا يستخدم سلاح الطيران وسلاح البحرية السوريين في الاجواء والمياه اللبنانية.
لعنة وطن
كريم بقرادوني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية قريبة على حزب الله.. وبن غفير يهدد 


.. مقترح بايدن للتهدئة في غزة.. الأطراف الفاعلة ترفض الاتفاق |




.. آفاق التعاون الأميركي الإماراتي في مجالات الذكاء الاصطناعي |


.. معضلة اليوم التالي.. حكومة نتنياهو تخلت عن خطة تسليح العشائر




.. رئيسة برلمان سلوفينيا للجزيرة: نهنئ الشعب الفلسطيني باعتراف