الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حول محاولات التعبئة والحشد ضد تواجد الرياضيين الإسرائيليين في أولمبياد باريس.
عبير سويكت
2024 / 7 / 21عالم الرياضة
عبير المجمر (سويكت)
محاولة بعض القوى السياسية الفرنسية الحشد والتعبئة لمنع تواجد الرياضيين الإسرائيليين خلال فترة الألعاب الأولمبية التي ستقام في الفترة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس أمر غير مقبول .
الشعب الفرنسي عُرف عنه التسامح في المقام الأول وتغلب عليه الروح الإنسانية ومحبة السلام ومبشرًا به، والدليل على ذلك أن موقف فرنسا الرسمي منذ انطلاق شرارة الحرب واضحًا تدين الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل من قبل حماس وتعترف في حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وفي المقابل تطالبها بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني وتنادي بحل الدولتين وتدعو للتمسك به كما دعت فرنسا مرارًا وتكرارًا للعمل على إيجاد حلول تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار، كما كانت وما زالت فرنسا تدعو لإيجاد حلول سلمية ليس انحيازًا لطرف علاوةً على الآخر ولكن حرصًا على وضع المدنيين وحفظًا على الأرواح البشرية وتجنبًا لسقوط المزيد من الضحايا والجرحى والمصابين من الجانبين على حد سواء، و كانت وما زالت فرنسا على عهدها ووعدها حريصة على السلم والسلام ومبشرة به لذلك تصريحات بعض القوى السياسية لحشد وتعبئة الشارع الفرنسي رفضا لتواجد الرياضيين الإسرائيليين في الأولمبياد الفرنسية آمرًا غير مقبول وطلبًا غير موضعيا وفي ذلك انحيازًا واضحًا لأحد طرفي النزاع وعدم الحيادية. ونذكر بأن هذا النوع من التحريض لن يساعد في تقدم المساعى الرامية لعدم تأجيج الفتنة والصراع بين الطرفين بل يوسع الفجوة ويقلل من فرص النجاح في المجهودات الرامية لتهدئة الأوضاع.
إن الأولمبياد تجمعٌ إنساني للجمع بين الشعوب وتجاوزًا للخلافات والصراعات، فلا المكان ولا الزمان مناسبان لمثل هذه التصريحات و الدعوات التي تشعل الأزمة وتفاقمها.
وتأكيدًا على حرص فرنسا في سياستها الهادفة للفصل والتمييز بين مواقف الشعوب والحكومات، فمن جانب موقف إسرائيل كدولة لا تحاسب عليها فرقها الرياضية وتعاقب عليه، ومن جانب آخر لا يمكن لفرنسا أن تمنع إسرائيل من حق الدفاع عن ذاتها خاصةً بعد أن وثق مرتكبو هجوم السابع من أكتوبر لتلك الجرائم بأنفسهم، وعليه إذا أردت أن تطاع فأطلب ما يستطاع.
وكما تحرص فرنسا على الفصل في سياساتها بين الشعوب وحكوماتها وعدم محاسبة الشعوب على مواقف الحكومات أيضًا، لدي فرنسا ارتباطًا وثيقًا بمبدأ العدالة والقانون، والدليل على ذلك أن فرنسا تعتبر من الدول الكبرى التي صادقت ووقعت على جميع المعاهدات والمواثيق الدولية والقانونية حرصًا منها على الشفافية والمصداقية وضمانًا لتطبيق العدالة، ولأن مبادئ العدالة لا تتجزأ فإن من مبادئ العدالة القانونية الأساسية التي يعامل بموجبها الشخص تتمركز في "مبدأ المسؤولية الفردية" أي أن الفرد يعتبر مسؤولًا عن أعماله الفردية، وعليه يعامل الشخص بمسؤولية عن اختياراته وأفعاله الفردية، بغض النظر عن بلده الأصلي.
فرنسا كانت وما زالت مهدًا للتسامح وعاملة دومًا على تعزيز ثقافة السلم والسلام الدولي وبلد ترحاب واستقبال، وكما سبق وذكرنا قانونيًا لا يجوز بأي حال من الأحوال الحشد والتعبئة ضد الرياضيين الإسرائيليين لاستبعادهم من خلال الأولمبياد التي ستقام في فرنسا في الفترة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس.
لا يجوز للقوى السياسية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والفرد التعامل مع الرياضيين الإسرائيليين بمنهج "المسؤولية الجماعية" وبالتالي "العقاب الجماعي"، لأنهم غير مسؤولين عن مواقف أو أفعال دولتهم سواء اتفقنا أو اختلفنا مع إسرائيل، وكما قلناه سابقًا نكررها هؤلاء الرياضيين غير متورطين لا بشكل مباشر ولا غير مباشر في جرائم الحرب ولا حتى في انتهاكات حقوق الإنسان ولا حتى انتهاكات القانون الدولي في أي بقعة من بقاع الأرض إلا إذا كانت لدي تلك القوى السياسية التي تحشد ضد الرياضيين الإسرائيليين ما يثبت عكس ذلك، علمًا بأن المجرم بريء في نظر القانون حتى تثبت إدانته.
وعليه نكرر ما قلناه سابقًا "ليس من المقبول الحشد ضد "الرياضيين" الإسرائيليين حتى يتم لفظهم اجتماعيًا وعدم الترحيب بهم في الأراضي الفرنسية. ليس من العدالة أن يتم تحميلهم مسؤولية أفعال دولة ينتمون لها لأن في ذلك انتهاكًا صارخًا "لمبدأ العدالة الفردية"، إن أفعال الدولة التي ينتمون إليها لا تمثل بالضرورة الفرد ولا المجموعة، وعليه لا يجوز أن نحكم على الأشخاص أو على منتخب رياضي بناءً على جنسيتهم أو أصلهم الوطني.
وإيمانًا، أنه عدليًا من الضروري والمهم معاملة كل فرد أو مجموعة بطريقة مستقلة وباعتبارهم فرق إسرائيليين هم مسؤولون "فقط" عن أفعالهم الفردية والخاصة، وغير مسؤولين على الإطلاق عن أفعال الدول المنتمين لها لأن كل شخص هو فرد فريد بقيمه ومعتقداته وسلوكه الخاص.
أخيرًا وليس آخرًا، نكرر ما قلناه سابقًا إننا نذكر بأن المحافل الرياضية والفعاليات الدولية الهدف منها أولا تجميع الإنسانية وليس تفرقتها وشق الصفوف، آملين في
أن تحقق الرياضة ما عجزت عن تحقيقه السياسة. من أجل تعزيز ثقافة التسامح والسلام، حمايةً وصونًا للسلام والسلم الدوليين ويجب تجنب محاولة تسخيرها لتنفيذ وتمرير أجندة سياسية تخرجها عن صياغاتها المنوط بها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. سيد عبد الحفيظ والدرندلى ونجوم الرياضة يشاركون فى عزاء أسطور
.. ريال مدريد يحقق إنجازا تاريخيا.. ما هو؟
.. إعادة انتخاب فلورنتينو بيريز بالتزكية رئيسا لريال مدريد
.. بروفايل | محمد عبد اللطيف الشربيني بعد اعتزاله كرة القدم تحو
.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - مصر وقطر تؤكدان التنسيق للحفاظ عل