الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-4
أمين بن سعيد
2024 / 7 / 23كتابات ساخرة
لم يكن بمقدور ثلاثتنا فهم ما كان يجري وقتها، الجنس كان المحرك الرئيسي للأحداث دون أن نعي كيف... لم تفهم ملاك أن الجنس سهل عليها كل شيء عكسي وعكس إيمان... الجنس عند ملاك كان قبلة وضمة فقط، القبلة والضمة معي، والضمة مع إيمان، وكل الجنس ينتهي عند ذلك...
انتهى ذلك الأسبوع بصعوبة عليَ، خصوصا بعد توبيخ محمد لي...
- ماذا حصل مع إيمان؟
- لا شيء، لماذا تسأل؟
- أنت حقا خسيس! منذ أيام، أخذتني لحربك دون حتى أن أعلم، ووضعتني أمام الأمر المقضي، والآن تكذب عليّ وتصر على كذبك! ثم، ما دخل ملاك في مشاكلك أنت وإيمان؟ لماذا لا تكلمها هي الأخرى؟
- بصراحة... أحسن حل عندي... معهد المهندسين...
- هل تعي ما تقول يا بشر؟ هل حقا أنت بهذه الخسة؟ أم تريد استفزازي؟ أم ماذا؟
- اِنْسَ ما قلت... كنت أمزح! الــ... ــحقيقة لم أكن أمزح... لكني لست خسيسا... نعم، لست خسيسا! أنا فقط تعب ومشوش! وأنت ستتفهمني؟ نحن أخوة، والأخ لا يترك أخاه عند الحاجة! و... نعم... أنا في حاجة الآن! لأني مشوش الذهن، وتعب، وغاضب، وأريد أن أقتل أحدا، أو أكسر عظما، أو أهدم منزلا، أو ألقي قنبلة على هذه المدينة!
- مهما كان الذي عندك، لو نظرت لأخرى غير إيمان أنت ميت بالنسبة لي! وأريد أن أفهم ما دخل ملاك؟ لماذا لا تكلمها؟ ظننتُ جامبو يمكن أن تعرف السبب لكنها لا تعرف! أجبني!
- اعتبرهما شخصا واحدا لتفهم، منذ صغرهما وهما معا، وعلاقتهما... قوية... تجاوزتْ كل الحدود...
- حدود ماذا؟
- يعني... مقرّبتان كثيرا لبعض، وأي شيء يمسّ الأولى يمسّ الثانية...
- يعني أنت مظلوم من إيمان وملاك تقف في صفها ضدك؟ لن أَشترِ قصتك هذه بفلس! هات الحقيقة ودعك من هذا، قلي ماذا فعلتَ لها؟ ثم لو حقا ملاك غاضبة منك فهذا دليل ضدك أنك اقترفتَ شيئا في حق إيمان!
- حتى أنتَ تقف ضدي، ودون أن تعلم أي شيء، تحكم عليّ أني المذنب؟!
- يا لك من حمل وديع! لسوء حظك كلامك لن يؤثر عليّ... لا توجد ملائكة على الأرض وإن تجسّدتْ في أحد لن يكون ذلك فيك...
- جيد، دعني الآن... أخذتُ ما يكفي...
- وستبقى وحدك هنا؟ اليوم السبت، وغدا الأحد دون أن تقوم بمصيبة جديدة؟
- نعم، أريد أن أبقى وحدي...
- إذن، اتصلتَ بالمهندسة وأكيد ستأتي إليك بعد قليل، أليس كذلك؟
- لم أكلّم أحدا ولا أحد سيأتي... وبالمناسبة، هذا المكان لم يدخله أحد غيرك...
- لا أستطيع تصديقك... لا أستطيع!
- وماذا تريدني أن أفعل؟
- تعالى معي، سيسرّ ماما ذلك...
- هل الوجه الذي تراه الآن يستطيع أن يقابل أمك وأخواتك؟ لا، لا أستطيع.
- طيب، وجهي أنا يستطيع أن يقابل أمك وأبيك وأختيك والكلب والقط وكل الجيران، اتفقنا؟
- خطيبها سيكون موجودا ولا أريد رؤيته... إذا كنت لا تصدقني، ابق معي هنا... لا أريد رؤية أحد... وستتأكد ألا أحد سيأتي...
- جيد، سأبقى... ليس معنى ذلك أني لم أصدقك فأنت الصدق المتجسد، لكن كما يقال... ليطمئن قلبي!
- اتفقنا.
- طيب... ما الذي حصل مع إيمان؟
- عدنا!
- لا تضيّع علينا الوقت لأني لن أتركك حتى أعرف...
- وما قيمة ذلك وأنت حكمتَ مسبقا أني المذنب؟
- لم أحكم، لكني لا أتصور أن إيمان ستخطئ في شيء... أعرفها وأعرفك...
- حقا؟
- نوّرني إذن...
- تتذكر منذ اليوم الأول قلت لك أني أريد كلتيهما...
- نعم، وانتهينا من ذلك، وأنت وإيمان الآن وملاك صديقة الجميع...
- ملاك ليست صديقة الجميع...
- لم أفهم...
- أنا وملاك وقع شيء بيننا وإيمان لم تعلم به. ملاك أرادتْ الاعتراف لها، لكني منعتها، وقلت لإيمان أني من أخطأ وليست ملاك... أردتُ ألا تخسر صديقتها بسببي... فقط، انتهتْ القصة.
- لن أطلب منك حتى تعديلها لأنها لا تصلح البتة! هات الحقيقة ولا تحاول السخرية مني مرة أخرى...
- الحقيقة أن إيمان لم تعد تعجبني، لا أراها جميلة، أريد واحدة جميلة وتكون طويلة، وإيمان قصيرة!
- أعطيك فرصة أخيرة...
- الذي أردته منذ البدء لا أستطيع التنازل عنه! وفي نفس الوقت يستحيل أن يتحقق لأنهما...
- لأنهما؟
- رقيقتان جدا، يلزمني خشنة كجامبو، لكن تكون جميلة، طويلة وجميلة وخشنة...
- لنخرج! خنقتني هنا! ولا أريد أن أواصل سماع الهراء الذي تتفوّه به، والذي لا أزال أجهل ما وراءه... لكني سأعرف، لا تقلق... هيا لنخرج!
- إلى أين؟
- اتبعني... مكان لا أظنك تعرفه، لكن سيعجبك...
في طريقنا، وبعد أن مررنا بمنزل محمد، وغير ملابسه...
- تتذكر عندما قلت لي ساسوكي لكَ ودع لي صديقتها؟
- نعم، وكنت أمزح معك وصدقتَ...
- كيف ترى ملاك؟
- اسم على مسمّى...
- هل...
- هل ماذا؟ أعرف إيناس منذ صغري...
- ثقتك عمياء في إيناس هذه...
- أين تريد أن تصل؟ هات من الآخر...
- لا شيء، تخيلتُ أني وإيمان وأنتَ وملاك بعد عشرين سنة...
- بسيطة يا سيدي... مكان ملاك ضع إيناس... برغم أني لا أضمنك!
- أنتَ سيء الظن بي!
- سيسعدني أن نكون معا بعد عشرين أو حتى خمسين سنة، كل وزوجته وأطفاله...
- من قال لك أني أريد أطفالا؟
- لا أستغرب شيئا منك... تمزح أكيد، أليس كذلك؟
- تشعرني أحيانا أنك أكبر من أبي! لم نصل حتى العشرين وأنت تتكلم عن أشياء كهذه!
- أرجو ألا تفعلها! وعلى كل حال إيمان لن تقبل...
- ومن قال لك أن إيمان ستكون موجودة وقتها؟
- أنت قلتَ، وأنت تخيّلتَ...
- مجرد خيال لا غير...
- ترى لماذا "أسيء الظن" بك؟
- ...
- قارن كلامي عن إيناس وكلامك عن إيمان ستفهم! سأتخيل شيئا بدوري، ربما ستتعلم منه الكثير...
- قل
- ليس بعد عشرين سنة، بل الآن أو الأسبوع القادم أو الشهر القادم أو السنة القادمة...
- ما هو؟
- أن ترى إيمان مع أحد آخر... ربما ستعرف وقتها قيمتها، وتتعلم كيف يجب عليك أن تتكلم عنها...
- لا حاجة لذلك فقد حصل منذ زمن...
- حصل؟ ماذا حصل؟
- لا شيء، كلام بلا معنى...
- حقا أمرك غريب، ولا أعلم كيف تنطق بكذا أقوال وبكل بساطة! قلت إن إيمان... مع شخص آخر ومنذ زمن؟ متى حصل ذلك؟ ومن هذا الذي لم يره أحد معها؟
- قلت لك أني مشوش وكأني سكران، فلا تركز كثيرا مع كل شيء أقوله...
- نعم، معك حق... التركيز مع ما تقوله اليوم متعب... أوافقك قولك أنك كسكران...
- قلي ما رأيك في مثليتين؟ امرأة وامرأة أقصد؟
- أنت لست سكرانا فحسب... أظن المسألة فيها كوك! يا ابني من أين تأتي بهذه الأسئلة؟!
- ما به؟ سؤال كأي سؤال! امرأة تحب امرأة... ووو...
- و... ماذا؟
- يعني... وقُبل و... تعرف... وجنس...
- وتريد أن تعرف رأيي؟
- مجرد سؤال خطر ببالي لا أكثر ولا أقل...
- لكم دينكم ولي دين...
- لم أفهم...
- يا أخي حرام عليك، ما الذي لم تفهمه! سؤالك غريب من أساسه! امرأة وامرأة، وأنا ما دخلي؟ أنا عندي إيناسي وهي عندها إيناسها، انتهينا!
- ولو اقتربتْ من إيناسك؟
- وكيف يكون ذلك وإيناس معي؟
- هل أنت متأكد؟
- متأكد من ماذا؟
- من أن إيناس... تعرف...
- وكيف تكون إيناس تحبني وهي ...؟ تعرف؟ ما رأيك لو تسكت ولا تتكلم أصلا حتى نصل؟ لا أضمن ماذا سيكون في كلامك القادم من عجائب!
- كان مجرد كلام يمكن أن يمر ببال أي أحد...
- لا أظن ذلك، وأستطيع تأكيد أنه لن يمر إلا ببال من كانوا تحت تأثير شيء ما... قلت لي أنك لا تشرب، لكنك لم تتكلم عن الحشيش والهيروين؟
- قل ما شئتَ...
المكان المفاجأة كنت أعرفه، لكني لم أدخله يوما... مررت من أمامه مرات عديدة، ولم أفكر حتى في الدخول إليه والنظر إلى ما يوجد بالداخل، وكان تقديري خطأ لأن المكان كان لطيفا جدا وجميلا برغم موضعه الغير لائق... كان مقهى-مطعما لا يدخله غير الأزواج، وليلتها كنت ومحمد الزوج الثاني من نفس الجنس... الأول كان ملاك وإيمان! عندما رآهما محمد قصدهما وبقيت واقفا مكاني، ثم كلمهما وناداني، فسرت ببطء حتى وصلت ووقفتُ... فكلمتْ إيمان محمد...
- لا يوجد أمكنة للمثليين في هذا البلد المتخلف...
- ماذا؟
- نحن... زوجان...
- آه فهمتُ... لو كنتُ مثليا ما اخترتُ هذا... اجلس! لماذا لا تزال واقفا؟
- غيرتَ رأيك؟ قلتَ ستمضي نهاية الأسبوع مع العائلة...
- نعم... الله يسامح الذي كان السبب... وأنتما ماذا تفعلان هنا؟
- ليلة رومنسية بين حبيبتين...
- ونحن أيضا... نترككما إذن؟
- لا حاجة لذلك...
تكلمتْ ملاك...
- نعم.
- جيد سنذهب إذن، يوجد طاولات شاغرة...
- تصبح على خير.
- ...! ملاك! أنتِ تقريبا طردتنا... كنت فقط أريد أن أسلم...
- لم أقصد ذلك...
- أعرف أن هناك شيئا ما بين ثلاثتكم... ربما لم أكن فقط أريد أن أسلم، وأردت أن أكون واسطة خير... لكن... لا يهم... على العموم أعتذر عن الإزعاج...
غادر محمد بسرعة وخرج، فالتحقت به إيمان، وبقيت جالسا في مكاني أنظر لملاك...
- ماذا تريد الآن؟
- أن تطرديني مثلما طردته...
- لم أطرده!
- جيد، تستطيعين فعل ذلك معي، لن يؤنبكِ ضميرك...
- ...
- لماذا قَبَّلتِني؟
- لأني كنتُ حمقاء...
- لا، حاشاكِ... بل كنت ذكية وتعرفين ماذا تريدين منذ البداية...
- لكن ليس بحمق البعض!
- وستواصلين هذا إلى متى؟
- أواصل ماذا؟
- من يسمعكِ يظن أنكِ تحبينني حقيقة...
- اعتقد ما شئت، لا يهمني الآن!
- وكأنه همّك لحظة ما...
- لماذا لا تغادر؟
- جيد، طردتني أخيرا... سأغادر إذن.
- لم أطردك...
- "غادر" لكن "لم أطردك"! "تحبني" لكنها "تحب..."! ... ليلة سعيدة.
- لن تكون سعيدة...
- لماذا؟ انظري، عادت إيمان...
كنت قد وقفتُ عندما عادتْ إيمان. لم تنظر لي، لكنها خاطبتني: "محمد ينتظركَ"...
- لا أحد يستطيع أن يقول كلمة فيه، فكيف بطرده!
- ملاك لم تطرده...
- نعم، لم تطرده، ولم تطردني بعده...
- لا ترى إلا ما تريد!
- نعم، ودائما مظلوم ونرجسي وغبي و... بقية الألقاب...
- ماذا تريد الآن؟
- لا شيء... سأخرج.
- تستطيع على الأقل أن تقول له أنه كان مجرد سوء تفاهم وليس كما ظن؟
- نعم، لكني سأكون كاذبا، لأنه لم يكن مثلما قلتِ... واصلي دفاعك عنها، يوما ما ستبقيان وحدكما، تعتقدان أنكما على حق والعالم كله لم يفهم...
- لست أدافع عنها! بل هي حقيقة ما جرى!
- نعم، الحقيقة مثلما رأيتها أنتِ، المشكلة أن غيركِ لم ير ما رأيتِ...
- طيب! أدافع عنها!
- نعم... كل شيء واضح الآن... تصبحان على خير.
- انتظر!
- ماذا؟ مزيد من الإهانات والشتائم؟
- لم تعتذر!
- أعتذر عن ماذا؟!
- لا شيء...
- تذكرتُ... سأعتذر لنفسي التي أهنتِها، لعقلي الذي غَيّبتِه، ولقلبي الذي أحبكِ...
- غير صحيح!
- كلامي ينطبق عليكِ أنتِ أيضا أيها الملاك الطاهر! تصبحان على خير.
في تلك اللحظة قامت ملاك، وقالت لإيمان: "سأنتظركِ"، ولي: "اجلس مكاني، سألتحق بمحمد وسأبقى معه"...
بعد سنوات عديدة شرحتْ لي ملاك ذلك الموقف: "لم أرَ غير إيمان في تلك اللحظة، حبي لها كان أعظم من كل شيء، وكانت تريدكَ أن تبقى. سمحتُ بذلك، برغم يقيني أنها ما كانت لتعود لي وتمضي تلك الليلة معي"...لكننا حمدنا الجنس، معا، فلولا غيابه ما فَتَرَ حب ملاك لي وما سمحتْ بالذي سمحتْ به، ولولا حضوره ما تَواصل حب إيمان لي، وحبي لها، ثم بعد ذلك... لهما، وإن كان الأمر مع ملاك أصعب بكثير!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فيلم تسجيلي بعنوان -بوابة الحضارة-
.. إبداع المخرجة نانسي كمال وتكريم من وزير الثقافة لمدرسة ويصا
.. المهندس حسام صالح : المتحدة تنقل فعاليات مهرجان الموسيقى الع
.. الفنان لطفي بوشناق :شرف لى المشاركة في مهرجان الموسيقى العر
.. خالد داغر يوجه الشكر للشركة المتحدة في حفل افتتاح مهرجان الم