الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كامالا هاريس: هل تستطيع التغلب على دونالد ترامب في الانتخابات القادمة؟
خالد خليل
2024 / 7 / 23مواضيع وابحاث سياسية
في المشهد السياسي الأمريكي المتطور والمتغير، تبرز كامالا هاريس كنجمة صاعدة ذات قدرة على التأثير بشكل كبير في الانتخابات الرئاسية القادمة. السؤال الملح هو: هل يمكن لهاريس أن تهزم الرئيس السابق دونالد ترامب؟ للإجابة على هذا السؤال، يجب النظر في العديد من العوامل السياسية والاجتماعية والاستراتيجية.
تشغل كامالا هاريس حاليًا منصب نائب الرئيس في إدارة جو بايدن، ولديها خبرة واسعة كمدعية عامة لكاليفورنيا وعضو في مجلس الشيوخ، مما يمنحها المصداقية والقدرة على التواصل مع الناخبين المتنوعين. في المقابل، يقود دونالد ترامب قاعدة جمهورية قوية ومتحمسة، على الرغم من الفضائح العديدة التي واجهها. محاولة الاغتيال الأخيرة على حياته لم تؤد إلا إلى تعزيز دعمه بين أتباعه.
تتمثل القضايا الرئيسية في هذه الانتخابات في الإصلاح الاجتماعي والعدالة، حيث تدافع هاريس عن قضايا حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. يمكن أن يجذب تركيزها على هذه القضايا الناخبين الشباب والأقليات. في مجال الاقتصاد، تهدف هاريس إلى تنفيذ سياسات تعزز النمو الشامل وخلق فرص العمل، بينما يركز ترامب على إعادة بناء الاقتصاد الأمريكي بعد جائحة كوفيد-19 ويدعم السياسات التجارية الحمائية.
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمن القومي، تتبنى هاريس نهج التعددية وتعزيز التحالفات الدولية، مع التركيز على القضايا العالمية مثل تغير المناخ وحقوق الإنسان. الا انها كحزبها الديمقراطي ملتزمة بالتوحش الامبريالي المبني على نهرب وسرقة الموارد الطبيعية التي من المفروض تعود ملكيتها للشعوب المظلومة … في المقابل، يتبنى ترامب موقفًا انعزاليًا مع شعار "أمريكا أولاً"، مما يروق للناخبين القلقين بشأن الأمن القومي والتحديات الاقتصادية العالمية. وكلاهما رغم ذلك يتفقان على سياسات خارجية تدعم النهب والقمع والتنكيل باي بلد يحاول الخروج من الفلك الامريكي …
على الرغم من الاختلافات الظاهرة بين كامالا هاريس ودونالد ترامب في السياسة الخارجية، يمكن القول إن جوهر سياستيهما لا يختلف كثيرًا في بعض الجوانب الأساسية. فكلاهما يتبنى نهجًا يدعم بقوة المصالح الأمريكية وحماية أمنها القومي. في الواقع، حتى مع تأكيد هاريس على التعددية وتعزيز التحالفات الدولية، تظل مصلحة الولايات المتحدة في صدارة أجندتها السياسية. مثل ترامب، تؤكد هاريس على أهمية الحفاظ على قوة ونفوذ الولايات المتحدة في العالم، وغالبًا ما تدعم سياسات تتماشى مع أولويات الأمن القومي الأمريكي والاقتصاد. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر هاريس التزامًا قويًا بدعم إسرائيل كحليف استراتيجي، وتواصل السياسات الأمريكية التقليدية التي تتسم بالبراغماتية في التعامل مع القضايا الدولية مثل الصين وروسيا. بينما قد تستخدم هاريس لغة دبلوماسية أكثر انفتاحًا وشمولية، فإن السياسات الملموسة غالبًا ما تبقى متماشية مع المصالح الوطنية الأمريكية، مما يعكس تشابهاً جوهريًا مع نهج ترامب في العديد من القضايا.
نجاح هاريس اذن غير مرتبط بسياستها الخارجية وانما يعتمد على قدرتها على التواصل مع مجموعة واسعة من الناخبين، بما في ذلك الأقليات والنساء والشباب، والاستفادة من الاستقطاب السياسي الذي قد يزيد من إقبال الناخبين المعارضين لترامب. كما أن التحديات القانونية التي يواجهها ترامب قد تعيق قدرته على إدارة حملة فعالة وتعبئة الناخبين.
بالنسبة للشعوب المظلومة في قضايا العدوان على غزة والدعم لإسرائيل والعدوان على اليمن، يتوقع أن تكون سياسات هاريس مثلما هي في عهد بايدن . هاريس قد تدعو إلى تخفيف التوترات ولكنها ستواصل الدعم غير المحدود لإسرائيل، وستواصل سياسة حزبها الحالية في الاعتداء على اليمن خاصة في اعقاب فرض اليمن معادلات البحار الجديدة والمواجهة المباشرة مع امريكا واسرائيل والسيطرة على حركة الملاحة…
في النهاية، تعتمد قدرة هاريس على هزيمة ترامب على تفاعل معقد من العوامل، بما في ذلك التواصل الفعال، التركيز على القضايا الرئيسية الداخلية، والتنقل بذكاء في التحديات السياسية والقانونية، وتقديم رؤية واضحة للسياسة الاقتصادية . إذا تمكنت هاريس من تحقيق هذا التوازن، فإن لديها فرصة قوية للفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. غارة إسرائيلية على مبنى اتحاد بلديات بنت جبيل في برعشيت تؤدي
.. الجيش الإسرائيلي يوسع رقعة توغله في جنوب لبنان
.. لا أفق لوقف الموت المستمر في غزة بعد عام من الحرب والخراب وا
.. ماكرون يدعو إلى وقف تسليم الأسلحة لإسرائيل ونتانياهو يرد • ف
.. سرايا القدس: حصاد العمليات العسكرية في غزة خلال عام من طوفان