الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل يهدد رحيل بايدن بأزمة حزبية أم انقسام في البلاد؟
كريم المظفر
2024 / 7 / 23مواضيع وابحاث سياسية
مع اعلان الرئيس الأمريكي انسحابه من سباق الترشيح لرئاسة الولايات المتحدة لفترة ثانية ، بدأت بوادر الانقسام تدب في وحدة الحزب الديمقراطي ، قبيل أربعة اشهر من اجراء الانتخابات الرئاسية الامريكية في نوفمبر المقبل ، وظهرت الانقسامات بشأن مستقبل المرشح الديمقراطي الجديد الذي يواجه المرشح الجمهوري دونالد ترامب ، الذي تزداد شعبيته يوما بعد يوم ، خصوصا بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض اليها .
والسؤال المحير في قرار بايدن ، هو إعلانه الانسحاب المفاجيء ، بعد إصرار كبير منه في الاستمرار في سباق الانتخابات ، "إلا اذا جاء الله وطلب منه ان ينسحب من الانتخابات " ، ولكن صحيفة "واشنطن بوست" ، كشفت المستور ، "فانقلاب القصر" المنسق جيدا ، و"فخ" المناظرة الرئاسية.. التي وصفت بانها كحادث السيارة الذي استمر 90 دقيقة، حيث بدا بايدن خلالها مربكا، وفكه متراخيا، وفي مرحلة ما تسمّر في مكانه، وخلص أداؤه الصادم إلى انقلاب الأمور ضده ، هكذا ساق الديمقراطيون بايدن إلى الانسحاب ، بهدف منع الرئيس المتعثر من السعي لإعادة انتخابه وأنه كان قائما منذ أسابيع، "لكن بايدن العنيد حاربه في كل خطوة على الطريق" ، ولكن جو بايدن ، تلقى تهديدات بعزله من قبل أعلى مستويات القيادة في الحزب الديمقراطي ، في حال أحجم عن الانسحاب طواعية من السباق الرئاسي والانتخابات القادمة
نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ، وكما تسميها منصة " Х " بملكة ( القهقهة ) ، والتي تصدرت العناوين ، ليس من الضروري أن يكون إيجابيا، فهي لا تختلف كثيرا عن بايدن، فقط ارتكبت خلال ولايتها كنائبة للرئيس عددا من الهفوات، وتكرار التصاريح بالإضافة إلى الضحك المتواصل "بلا سبب أحيانا كثيرة" ، فقد " زادت من الطين بله " بعد اعلان رغبتها في الترشح، وزاد هذا الإعلان من الانقسام داخل الحزب ، فلم يؤيد كل الديمقراطيين البارزين هذا السيناريو ، حيث يشتبه فريق بايدن، الذي لم يرغب حتى وقت قريب في الانسحاب من الانتخابات، في وجود مؤامرة لدى زملائه في الحزب ، ويزعم مصدر نيويورك تايمز ، أن الرئيس "شعر بالإهانة" من أوباما - فهو لم يفعل شيئًا لضمان بقاء الرئيس الحالي في السباق الانتخابي ، ويقول المطلعون ، إنه ينظر إلى النائبة نانسي بيلوسي باعتبارها المحرض الرئيسي ، للحملة المناهضة لبايدن، لكنه منزعج أيضًا من أوباما، حيث يعتبره سيد الدمى من وراء الكواليس" ، في حين واعتبر المرشح الرئاسي الأمريكي المستقل روبرت إف كينيدي جونيور ، أنه لا يمكن التمييز بين هاريس وبايدن، وقال عن هاريس: "لا نعرف ما الذي تمثله ، وفقا لها، فهي تمثل كل ما يمثله الرئيس بايدن".
وفي خطابه أمام الناخبين، قال بايدن إنه لا يعتزم الترشح لولاية ثانية “بما يخدم مصلحة الحزب الديمقراطي والبلاد” ، ووصف الرئيس هاريس ، بأنها "شريكة عمل متميزة" ، وأكد دعمه الكامل وموافقته على ترشيح كامالا كمرشحة الحزب هذا العام ، متوعدا المرشح ترامب بأنه " سيعمل كالملعون، وكرئيس حالي كامل الصلاحية، يقوم بتمرير القوانين، وكمروج" ، هذه الكلمات حفزت ترامب الى الإشارة بأن " هزيمة هاريس ستكون أسهل من هزيمة سلفها" ، مما زاد من أمر الحزب الديمقراطي ، ومساعيه للبحث عن مرشح آخر غير نائبة الرئيس .
ولم تنقذ كلمات المديح التي قالها بايدن تجاه هاريس ، حيث بدأت اسهم المنتقدين توجه صوب نائبة الرئيس ، واعتبارها شريكا مباشرا للسياسات الخاطئة التي انتهجت خلال الفترة الماضية ، ودعمها الاعمى لسياسة بايدن ، ولم تشهد فترة تسلمها لمنصبها أي إنجازات تذكر ، وبرأي الخبراء أن هذه "السيدة" ليست مناسبة بالتأكيد كرئيسة الدولة القادمة ، وأكدوا انه من الأفضل عدم إقالة بايدن، بحيث لا يزال أمام كامالا بعض الفرص على الأقل ، في إشارة منهم الى دعوات رئيس مجلس النواب الأمريكي بعزل بايدن التي قد تضر بالحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي، خاصة إذا انتهى الأمر بقيادتها هاريس.
وفي غضون ذلك بدأت هاريس حملة لكسب التأييد لترشيحها ، وأمضت أكثر من 10 ساعات في الاتصالات مع الديمقراطيين، بعد أن أعلن الرئيس جو بايدن انسحابه وتأييده لترشحها ، وأجرت محادثات هاتفية مع حكام ثلاث ولايات هي جوش شابيرو (بنسلفانيا)، وروي كوبر (نورث كارولينا)، وأندرو بشير (كنتاكي) ، والذين تم ذكرهم جميعا في السابق، كمتنافسين محتملين لمنصب نائب الرئيس، وحسبما كتبت صحيفة وول ستريت جورنال ، وقد دعم شابيرو وكوبر ترشيح هاريس علنًا، لكن هذا لا يعني تأكيدها ، واتصلت بأكثر من 100 من قادة الحزب وأعضاء الكونجرس وحكام الولايات والقادة العماليين ومنظمات حقوق الإنسان" ، وسيتعين على الديمقراطيين اتخاذ قرار بشأن مرشح جديد في مؤتمر الحزب الذي سيعقد في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس في شيكاغو ، ويجب على هاريس ومعارضيها تقديم ترشيحاتهم كتابيًا بحلول ذلك الوقت ، ويجب على كل منهم جمع توقيعات ما لا يقل عن 300 مندوب ، للمشاركة في الانتخابات التمهيدية ، ولكي يُسمح لأي مرشح بالمشاركة في الانتخابات، يجب أن يصوت له 1968 من أصل 3933 مندوباً.
وبحسب زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، تزعم مصادر شبكة "سي إن إن" أن شومر ساهم في حث السياسي البالغ من العمر 81 عامًا على رفض المشاركة في الانتخابات ، وان بيل وهيلاري كلينتون خرجا على الفور لصالح كامالا وأرادا ترشيحها، لكن أوباما لم يؤيد ذلك ، وإنه يعتقد أن كل شيء يجب أن يتم بحكمة ، وتتقاسم رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، والزعيم الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، والزعيم الديمقراطي في مجلس النواب حكيم جيفريز الرأي نفسه ، ولم يتمكنوا من الاقتناع بأن كامالا كانت خيارًا مناسبًا ، ويعتقد الخبراء أن جزءًا كبيرًا من الشخصيات السياسية ذات الوزن الثقيل في النخب الليبرالية غير راضين عن مثل هذا الاستبدال السريع.
أن الانقسام في الحزب الديمقراطي حدث منذ وقت طويل ، وإن العلامات الأولى لذلك ظهرت في عام 2021 ، ويعتقد الديمقراطيون أن هذا "الانقسام" سيظل يسمح لهم بالحكم، حيث يصور بايدن نفسه على أنه أب الديمقراطية الأمريكية ، ومع ذلك، فقد تطورت الأزمة إلى حد أنه أصبح من الضروري في النهاية اتخاذ قرار سياسي ، لكن لا يوجد اتفاق حول هذه القضية بين الديمقراطيين ، وفي جوهر الأمر، بدأت الحملة الديمقراطية من جديد قبل مائة يوم فقط من الانتخابات.
وبحسب المصادر الإعلامية الامريكية فإن السياسيين لم ينسجموا منذ أن كان بايدن نائباً للرئيس في عهد أوباما ، ويشار إلى أن باراك هو الذي أثنى أحد زملائه في الحزب عن الترشح لانتخابات عام 2016 ، ثم أصبحت هيلاري كلينتون، التي خسرت أمام ترامب، المرشحة الديمقراطية ، الآن، وفقًا لبايدن وأنصاره، أطلقت بيلوسي وأوباما العديد من التسريبات الإعلامية حول حالته ، ويحاول أوباما إظهار أن حزبه يشعر بقلق بالغ من عدم انتخاب هاريس من قبل الشعب ، ومن الأفضل أن طرح هذه القضية على الفور، قبل أن يفعلها الجمهوريون ، وعلى الأرجح أنها ستظل مرشحة ، أولاً، تريد ذلك بنفسها ، وليس من السهل إزاحتها، لأنها هي التالية اسمياً في ترتيب وراثة الرئاسة ، بالإضافة إلى أنها امرأة سوداء ، سيؤدي رفض ترشيحها على الفور إلى اتهامات بالتحيز الجنسي والعنصرية ، ما سيؤدي ذلك إلى خسارة الأصوات ، إذا لم يتوصلوا إلى أي شيء، فسيتعين عليهم المراهنة على كامالا.
وسلط خروج بايدن من سباق الانتخابات ، الضوء على إحدى المشاكل الرئيسية للحزب الديمقراطي - الافتقار إلى السياسيين الكاريزماتيين - ، وعبر نائب مجلس الدوما ألكسندر تولماتشيف عن رأيه في محادثة مع NEWS.ru. ، انه لا يوجد تقريبا أي شخص في المعسكر الديمقراطي يمكنه تقديم رفض جدير لترامب ، ولهذا السبب يلعبون بـ"أجندة الموضة" ، فكامالا هاريس وميشيل أوباما نساء سوداوات يجب عليهن تعبئة الجمهور المناهض لترامب ، ومع ذلك، فقد بدأت المشاحنات بالفعل بين الديمقراطيين ، فقد أعلن باراك أوباما منطقيا أنه لن يدعم هاريس ، وفي الوقت نفسه، يواصل ترامب إظهار قوته بعد محاولة الاغتيال، كما أن ناخبيه متحدون أكثر من أي وقت مضى.
ومع ذلك، وعلى الرغم من دعم الرئيس، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هاريس ستصبح المرشحة، أو ما هي العملية التي سيتخذها الحزب الديمقراطي لاختيار بديل ، والآن سيكون الأمر متروكًا للمندوبين في المؤتمر الوطني للحزب لاختيار مرشحهم ، في حين سعى حلفاء هاريس إلى تأمين طريقها إلى الترشيح، فقد توقف بعض الديمقراطيين عن دعمها أو دعوا صراحة إلى عملية ترشيح مفتوحة.
إذن فمن السابق لأوانه الحديث عن فرصة هاريس بنسبة 100% ، لأخذ مكان بايدن في السباق ، لأنه يوجد في الحزب الديمقراطي العديد من العشائر السياسية الكبيرة التي تختلف حول مشاركتها في الانتخابات ، وتشير بلومبيرغ إلى أن حاكمي ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم وجريتشين ويتمير من ميشيغان ، ربما يتنافسان على الترشيح ، في حين أشارت رويترز الى ان حاكم إلينوي جي بي بريتزكر قد يضاف إلى القائمة ، كما ذكرت مجلة دير شبيغل في شهر مايو أن بايدن قد يخسر مقعده في السباق الرئاسي لصالح ميشيل أوباما ، ولم تعلن السيدة الأولى السابقة عن خططها للترشح ، إلا أن زوجها باراك أوباما امتنع عن تقديم الدعم المباشر لكامالا هاريس وغيرها من المرشحين للمشاركة في الانتخابات ، ودعونا نرى ما إذا كان خبراء التكنولوجيا الديمقراطيون سيكونون قادرين على "قلب قواعد اللعبة".
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. اطباق لذيذة ومتنوعة خالية من اللحوم من الشيف عمر ?? من يفوز؟
.. المغرب.. كلفة نصب تذكاري تثير الغضب! • فرانس 24 / FRANCE 24
.. خامنئي يؤم صلاة الجمعة بعد أيام على الهجوم الإيراني على إسرا
.. غارة جوية إسرائيلية على مقهى في مخيم طولكرم بالضفة الغربية ت
.. وسواس النظافة.. ما الذي يخفيه؟ • فرانس 24 / FRANCE 24