الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الدولة غيرالمجسده واستحالة ماسواها/ ملحق1
عبدالامير الركابي
2024 / 7 / 24مواضيع وابحاث سياسية
يتم التركيز من قبل اعداء ثورة تموز 1958 المتاخرين ممن لالزوم لهم، من زاوية الانقلاب العسكري وعبدالكريم قاسم، ومسالة مقتل العائلة المالكة، وكانما ثورة تموز هي الانقلاب العسكري، وان الحكم الصوري الملكي كان قائما بالفعل، وله مايبرره عدا رغبة من اوجده لاغراضه. والاختزال التعسفي الغارق في السطحية هنا، لايمكن لضحالته اصلا ان يرى بان ظاهرة الحكم العابرة البرانية قد مرت مابين 1921/ 1958 بفترة عرف العراق خلالها " بالتعاقب 59 ، وزارة، اي مايقارب الوزارة كل سته الى ثمانية اشهر، بعضها لم يتعد عمرها الايام، كما عرف 16 مجلسا نيابيا، لم يكمل دورته من بينها سوى مجلس واحد فقط، ( الدورة النيابيه في العراق في العهد الملكي تستغرق اربع سنوات) واعلنت الاحكام العرفية في البلاد خلال 38 عاما 16 مرة، وفي العراق قام عام 1936 اول انقلاب عسكري ـ تبعته انقلابات اهمها انقلاب الكيلاني عام 1941ـ هو اول انقلاب في العالم الثالث، هو الذي دشن وافتتح ظاهرة الانقلابات العسكرية التي شاعت في العالم الثالث في الستينات"(5) ولم يكن الملك الاول فيصل بن الحسين مقتنعا بدوره الذي زج نفسه فيه اصلا، وهاهو يقول في مذكراته "وفي هذا الصدد اقول وقلبي ملان اسى، انه في اعتقادي لايوجد شعب عراقي بعد، بل توجد كتلات بشرية خاليه من فكرة وطنيه، مشبعه بتقاليد واباطيل دينيه لاتجمع بينهم جامعه، سماعون للسوء ميالون للفوضى، مستعدون دائما للانقضاض على اية حكومة كانت"(6) وهو يستعيد بهذه المناسبة تراثا من موقف من وجدوا بموقع حكم العراق على مر التاريخ، لخصوصيات مجتمعية لايدركون كنهها، ماتزال الى اليوم غير مزاح عنها النقاب، الى ان يصل النقطه الفاصلة من قوله فيصرح:" كل هذا يضطرني ان اقول بان الحكومة اضعف من الشعب بكثير، ولو كانت البلاد خالية من السلاح، لهان الامر، لكنه يوجد في المملكة مايزيد على المائة الف بندقية، يقابلها 15 الف حكومية، ولايوجد في بلد من بلاد الله حالة حكومة وشعب كهذه."!!!(7) ولعل مامر يكفي لتبيان الى اي حد كان اصطناع الحكم الملكي وقتها، مخالفا لابسط الضرورات الذاتيه الواقعية التاريخيه، ومجاف لها، لدرجة التصادم الاقصى بناء لخلفيته وطبيعة الجهه التي قررته، ولاي غرض.
على منقلب متصل عائد لحضور الدولة غير المجسده، لابد من احتساب زحمة الانتفاضات في الريف بين الفلاحين وفي المدينه بين العمال والطلبة، وعموم الحركة الشعبيه المدينيه حتى نقترب من الصورة الشبحية للملكية البرانيه المحشور حشرا بلا اي اساس، وبلا مسوغ من اي نوع، وباي درجه كانت، ماكان من شانه اذكاء حركة التشكلية من اسفل بما يتوافق والاشتراطات الاستعمارية المستجدة ومنطوياتها، مع ادواتها والوسائل التي ترتكزلها، وفي مقدمها الحكم التابع جهارا والمستخذي.المركب من خارج الاليات المجتمعية التاريخيه.
ويزدحم تاريخ الفتره بعد الثلاثينات بالاضرابات العمالية التي لاتتوقف، لاينبغي ان ينسى في مقدمتها اضراب بغداد الشامل عام 1931 ضد شركة الكهرباء " وقاد الحزب الشيوعي في شتاء 1936 ـ 1937 عدة اضرابات كبرى في اهم مشاريع القطر ويقدر عدد الايام التي شملتها الاضرابات بنحو ( 200 الف يوم عمل) وهذا العدد يزيد اضعافا مضاعفه على مجموع عدد ايام الاضرابات جميعا من قبل"(8) وتزخر اللوحة من يومها بالاضرابات التي لاتتوقف بين عمال النفط والسكك والمشاريع المختلفة وكان مايعرف بالطبقة العامله وجدت لكي تضرب بوجه الحاكمين الموكلين، اما الانتفاضات الفلاحية فهي لوحة زاخرة تذكرنا بديناميات التشكل الوطني الحديث واشتعالها الذي لايتوقف، فاما الانتفاضات الشعبيه العامة والطلابيه، فقد استدعت اطلاق النار بالرشاشات على المنتفضين في "جسر الشهداء" من على ماذنه جامع مقارب للجسر عام 1948 ،وهو ماقد سجله للتاريخ الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري الذي فقد اخيه جعفرا في تلك الملحمه، وانتفاضة 1948 التي اسقطت الحكومه القائمه اعقبتها انتفاضة عام 1952 ومن ثم انتفاضة كبرى عام 1956، ترافقت معها انتفاضة الحي وتحرير المدينه التي استعادتها الحكومة بالقتال من بيت الى بيت قبل اعدام قادتها.
وكان الانكليز وخدمهم قد قرروا وقتها احداث اكبر انقلاب بنيوي تاريخي افنائي في بنية العراق حتى يؤمنوا قيام "دولتهم" اصطناعا عن طريق فبركة قاعدة اجتماعية مشوهه لوجودهم، ومع انهم كما يفترض نتاج الثورة الالية البرجوازية في بلدانهم،فقد ارتكبوا في العراق اكبر خيانه لذاتهم التاريخيه، بان تحولوا الى مصطنعين ومفبركين لطبقة لاوجود لها على مدى تاريخ العراق وريفه المشاعي المساواتي، ودولته "اللادولة" اللاارضوية الابراهيميه، المتعدية المتجاوزة للبنية الارضوية الطبقية والتمايزية السلطوية والمادية، ماقد ولد حالة الهجرة الكبرى المعروفة من الريف الى بغداد والمدن الكبرى، موسعا من مجال وقاعدة الدولة الاخرى اللامجسده، الصاعدة بالرغم، لابل ومع تزايد وتائرها بسبب الكيانية المفروضة بالاكراه الافنائي البراني باسم الحداثية الاستعمارية.
فماالذي ولده مثل هذا العدوان الاجرامي النوعي التاريخي والبنيوي الوجودي، وماذا استثار لدى الفلاحين اللاارضويين وانتفاضاتهم المضافة بقوة للاحتدامية الشعبيه المضادة لكاريكاتيرالدولة التدميري، من اعلى . استمر هذا النضال من " سنه 1935 عندما انتفض فلاحو سوق الشيوخ واجبروا الحكومه الملكية على اطفاء الطابو اي دفع تعويضات باقساط لانهاء الطابو. وقبلها في 1921 ـ 1922 ثار فلاحون من ال فتله في الشامية وابي صخير ضد شيوخهم من ال فرعون. وقد تدخلت السلطات لصالح الاقطاعيين وقمعت الانتفاضة. كما حدثت انتفاضة مسلحة قام بها فلاحو البو متيون ضد الاقطاعيين من ال الياور في عام 1948 في الموصل قمعتها الشرطة بوحشيه، وعصيان آل ازيرج على اقطاعييهم في العماره سنة 1952، ونضال فلاحي دزه يي في 300 قرية في اربيل سنه 1953 لتخفيض بدل الملاكية واسترجاع الاراضي الاميرية من الاقطاعيين. وفي نفس السنه انتفض فلاحو هورين شيخان في لواء ديالى وفلاحو وارماوه( حلبجة ـ سليمانيه ) لاسترجاع الاراضي الاميرية من الاقطاعيين وقد قمعت الحكومة الملكية التابعه كل هذه الانتفاضات بالقوة. وفي عام 1954 تمرد فلاحو الشاميه على الاقطاعيين ولم تستطع الحكومه قمع هذا التمرد لاتساعه وعمقه والتاييد الشعبي الذي اكتسبه، مما اضطر الحكومه الى اصدار قانون المناصفه، اي ضمان نصف الغلة للفلاح وهو مطلب الفلاحين المتمردين، ولكنها لم تطبق القانون الا في عام 1958. وفي عام 1955 انتفض فلاحو بني ازيرج في الرميثة لايقاف نهب الاقطاعيين لاراضيهم فقمعت الحكومه الانتفاضة بالقوة المسلحه.
وفي عام 1956 شب صراع حاد بين الفلاحين من بني عارض والبو حسان وبين الاقطاعي سوادي الحسون حلته السلطة بالحديد والنار لصالح الاقطاعي. وكان اخر واقوى نضال فلاحي قبل 14 تموز 1958 هو انتفاضة الفلاحين المنظمه في الديوانيه( من الدغارة حتى الرميثه) في نيسان 1958 وقد لعبت الجمعيات الفلاحية السرية دور المنظم لهذه الانتفاضه، مما اضطر الحكومه الى التراجع امام هذه الحركة المنظمه وطبقت قانون المناصفة الذي كان مطلب الفلاحين المتمردين" (9) وفي عام 1941 قامت انتفاضة ال عايد المسلحة في الغراف، وكان لها صدى كبير.
يتبع/من ينظّرل"الدولة" المسخ؟/ ملحق1
مع الهوامش
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. خيارات بوتين تضيق.. روسيا أمام الصدام الأصعب.. فهل يسبق الدم
.. المعارضة السورية تعلن بدء عملية عسكرية للسيطرة على منبج بريف
.. تحرير سجناء من السجن المركزي في السويداء
.. هل إسرائيل مستعدة لإنهاء الحرب في غزة؟
.. روسيا تدعي ضرب أهداف أوكرانية بقاذفة صواريخ متعددة في كورسك