الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضبط وإحضار قصة قصيرة من ذكرياتى مع الأجهزة الأمنية

محمد يوسف

2006 / 12 / 18
الادب والفن


ـ انت فين ياأيمن
* ايوه ياريس أنا فى البعوث
ـ وامال ماعدتش ليه
* أصل الجو حر قوى النهاردة ولقيت نفسى قريب من المكتب قمت ماقصر
ـ طيب انا هاعدى عليك
وترك الجريدة نهارا وهو لايفعلها ابدا لعدم ثقته فى ترك العمل بوجود موظفين وخوفا من حضور أحدا وهو خارج الجريدة ..... ووجد نفسه داخل السيارة وأدارة المحرك وتحرك سريعا ..... فقد وصل اليه اليوم انذارا بقضية سب وقذف من محامى أحد رجال الاعمال مطالبا الجريدة ب 500 مليون جنيه .... فتعجب من الانذار وقرر الا ينتظر نهاية العمل حتى يتناقش معه فى ذلك الموضوع ..... هذا الى جانب أن حبيته نغصت عليه لحظات الصباح الجميل الذى ينتظر فيها تليفونها الصباحى الذى يشبه لديه بجلسات المسح النفسى او كرسى الاعتراف اللذيذ وبرغم ان بعد كل تليفون تبدأ حالة الصراخ والسباب المتبادل الا انهما لم يملا من حالة حبهما التى تجاوزت فترة زمنية طويلة وكان لايؤمن بالعلاقات الطويلة .... ولكن فى هذا الصباح اتهمته انه مازال على علاقة بصديقتها وانه يحتفظ بأرقام تليفوناتها الخاصة جدا .... وانه اعجب بها من باب الشهرة لانها فنانة على درجة من الشهرة .... ولم يمل فى شرح ان تلك العلاقة جاءت ردا على تصرفها الغريب الذى لايعرف له سببا الى الان فى لحظة التصميم على الطلاق واصرارها على الزواج به تكتشف فجأة انها حامل .... مماأشعره انه يحيا وهم اسمه الحب فقرر الانتقام بوجع فمارس الجنس مع اقرب صديقة لها .... مماجعلها تستشيط غضبا وثورة وتلعن ابو الحب وسنينه وتتهمه بالخيانة والنذالة وانها فقدت الثقة فيه .... وأصبح هذا هو الموشح اليومى التى لاتمل الحوار فيه .... ولكن زادت حالة الغيرة فى انها تهد الدنيا وماعليها اذا سمعت ان هناك محررة جديدة او سكرتيرة فهى لاتستطيع ان تنسى علاقته بالسكرتيرة السابقة .... دارت كل الحوارات داخل رأسه وهو ذاهب الى ايمن المحامى فى مكتبه بالبعوث على مشارف طريق صلاح سالم وعلى الرغم من انه يجب أن يخترق طريق شارع الحسين بحذر شديد لكنه اصر على أن يغوص فى كل الكلمات والعبارات والاتهامات التى القتها فى الصباح على رأسه دون توقف .... واخذ ينذكر طريقتها فى القاء الاتهامات بعصبية مفرطة .... وسيل السباب الغارق بالنطق البرجوازى بعيدا عن سب الام والاب وهى التى تحاول أن تظهر بصورة الارستقراطية وأنها بليدة فى العربى وشاطرة فى الشتيمة .... وصل الى مكتب ايمن وخرج ايمن سريعا ليحضر له زجاجة مياه غازية غارقة فى البرودة فقد ظهرت على ملامح وجهه اثار العرق والحر الشديد ... ايه ياريس دى العربية مولعة ... أنت جى منين ... فأجاب بحالة من السرحان وكأنه مازال يحيا مع شريط الاحداث والحوار الذى دار مع حبيبته والاتهامات .... لا والله انا لسه نازل من الجرنان .... فأردفه ايمن بسؤال اخر فهى طريقته فى الكثير من الاسئلة القليل من الكلام وكأنه يتحرك من طبيعة مهنة المحامى ..... امال مالك هو فى حاجة مضايقاك ... اتخانقت فى الجرنان ... فأجاب بتثاقل معبرا عن حالة الحر التى سيطرت عليه وجعلته غارقا فى ذلك العرق المنهمر من كل أجزاء جسمه ... لا يا أخى ولا متخانق ولا حاجة ... المهم شوف الانذار ده جه النهاردة .... وبعدين هارجع الجرنان ..... فأضاف أيمن طب اقعد شوية وكأنه يريده أن يخرج سريعا من المكتب حتى يستطيع أن يمارس هوايته اليومية الحوار التليفونى الساذج الذى يمارسه يوميا فى النهار والليل .... وخرج صديقنا من مكتب محاميه على وعد باللقاء الليلى المعتاد للتوجه الى مقهى التكعيبة التى اطلقوا عليها مقهى الحاسد تهكما ..... اخذ مرة اخرى طريق الحسين مع انه كان سهل عليه ان يختار طريق النفق ألى أن يصل الى جامع الكخيا ... لكنه احس ان هناك قوى تسييره فقد قرر هو بالفعل الدخول الى النفق لكن سرعة السيارات وحالة التوهان التى زادت مع الحر الشديد جعلته ينساق الى طريق شارع الحسين .... اخذ الطريق يمشى ببطء مع ازدحامه بالسيارات والمارة والباعة الى أن وصل ميدان باب الخلق فأنحرف يمينا الى شارع حسن اكبر حتى يجد اى مخرج يأخذه الى مقر الجريدة ...... وفجأة سمع صوت ارتطام وزجاج تشعر انه اتزنق فجأة فى دفعة قوية من سيارة اعلى من عند الاكصدام ... فارتعش فتلك الخبطة الشديدة جعلته يفيق من حالة المونولوج الداخلى الدائر فى رأسه ..... وترجل من السيارة فوجد سيارة نقل الشرقية محملة ببوتوجازات فشعر انه من الممكن ان كل هذا الحمل سهلا ان يسقط عليه وعلى السيارة ...... فدخل صديقنا فى مشادة عنيفة مع السائق ....مش تفتح ....ياعم انا جيت جنبك ده انت فجأة وقفت ....وقفت ازاى ياحمار .... انا حمار ياأبن الكلب .... تصدق انت سواق سافل وقليل الادب وانا هاأعلمك الادب .... واتجه ناحية مقدمة السيارة فصديقنا ضخم وعنيف ويحاول الايضع نفسه ابدا فى مشاجرة ليس خوفا على وضعه كصحفى او كرئيس التحرير لكن خوفا من تهوره فى الشجاروعنفه الظاهر نتيجة عصبيته الشديدة التهور .....ووقف صديقنا فى حالة تحدى فى منتصف السيارة وسائق السيارة النقل جالس وراء المقود .... وتوقفت عينى صديقنا فى عينى السائق فى تحدى ينم عن كارثة تحضر عن نفسها داخل صديقنا ولم يشعر السائق الا و صديقنا بيديه المجردة تهوى بكل قوة على زجاج البرابريز الامامى للسيارة والسائق يصرخ .... الحقونى هايموتنى ......وخرج من السيارة مهرولا باحثا عن من ينجده وصديقنا تلذذ برودة الزجاج فى هذا الحر وهو يلامس كفيه واخذ يهوى بعنف يتزايد على واجهة السيار ة ..... وانتهى صديقنا من التحطيم وكأنه أنهى حالة الغضب الساكنة داخله .... التف حول السيارتين جمع غفير من المارة وتعالت أصوات الرفض لما قام به صديقنا من تحطيم سيارة النقل وجاء الرد من نفس الاصوات التى لم يستطع أن يتبين اصحابها متضامنين مع تصرفه العنيف معجبين بأنه أستطاع أن يأخذ حقه سريعا ولم يتوان أو يتراجع ولم تلاحقه لحظات الخوف من العاقبة وتمادى صديقنا فى أوهامه مستندا الى كونه صحفيا مشهورا ومازالت أصداء الحملة التى قام بها ضد أحدى شركات وزارة النقل تلاقى ترحيبا بعد أن حققت الحملة أهدافها وأستطاع أن ينجز مابدأه ..... وفجأة حضر امين شرطة المرور وتعالت الاصوات خلاص ياأستاذ الموضوع بسيط وانت خدت حقك من السائق ... ولكنه أصر أن يتضامن معه امين الشرطة .... وحاول أمين الشرطة أن ينهى الحادثة بإرضاء الطرفين الصحفى وسائق السيارة النقل لكن صديقنا الصحفى رفضت رفضا عالى الصوت وهو يصرخ فى وجه أمين الشرطة مطالبا إياه الا يتحدث فى صلح وخلافه ... الراجل ده كان هايموتنى انت ماشوفتش دخل على ازاى وشوف العربية حصل فيها أيه ..... وكان مجرد الذى حدث ان الفانوس الخلفى تحطم تحطيما بسيطا ولانه من الباخ أحدث صوتا وهو يتكسر وتابعته اصواتا عديدة تحت اقدام المارة مما جعله يصاب بحالة من الفزع .... طلب امين الشرطة الرخص ... فلم يكن مع صديقنا الا رخصة القيادة وبعض أوراق تثبت انه قد أشترى هذه السيارة ولم ينهى نقل ملكيتها ... تفحص امين الشرطة الاوراق ورخصة القيادة وكارنيه الجريدة التى يعمل بها وحاول أن يتثاقل فى الحركة لعلهما أن يقررا انهاء تلك المشكلة لكن صديقنا اصر على الذهاب الى القسم القريب وأصطحبهما أمين الشرطة الى القسم .... وكانت الساعة تقترب من الثالثة عصرا ... والجو تخنقه لرطوبة.... دخل صديقنا القسم متعاليا على كل الموجودين من ضباط وأمناء ....قام أمين شرطة المرور بتقديم الأوراق الى أمين أخر جالس خلف مكتب من الطوب تعلوه لوحا من الرخام ...... وأدلى بشهادته عن الحادث ... وعرف الجميع ان صديقنا صحفى فجاء ضابط برتبة رأئد هو فى أيه يا أستاذ أهلا وسهلا أتفضل سيادتك عندى فى المكتب وجلس صديقنا مع الرائد الذى أصر أن يحضر له زجاجة مياه غازية وأخذا يتجاذبان أطراف الحديث وفى تلك اللحظة حضر المحاميان أيمن وحسين وتسألا ( هو فى أيه ....) وحاولا إسترضاء السائق لإنهاء الموقف لكن صديقنا مصر على موقفه وتعنته وأستمر فى حديثه مع الضابط ( إنت تعرف إحنا كنا بندور عليك نك عندك إستدعاء من النيابة ....) بادره الضابط بهذا الحوار فأخبره صديقنا انها تحريات كانت مطلوبة من المباحث وقد قمنا بتوفيقها مع من حضر إلى مقر الجريدة ..... وحضر حسين وأيمن الى حجرة الضابط وسألاه ( ايه الوضع دلوقت .....فأجاب الرائد لازم يروحوا النيابة المسائية ...) وفى تمام الساعة السادسة تحرك الركب بعد حضور أمين الشرطة المسئول عن الترحيل وتوجهنا إلى نيابة عابدين فى تمام الساعة السابعة ..... ودخلنا على وكيل النيابة وبعد السؤال والجواب عن الحادث طلب الصلح وإنهاء الموقف وأصدر قراره يفرج عن السائق من سراى النيابة ويتم القبض على الصحفى نظرا لصدور قرار ضبط وإحضار فى حقه وتم ترحيل الصحفى الى تخشيبة قسم عابدين للعرض باكر على النيابة .
إلى اللقاء مع الجزء الثانى انا والسيد وكيل النيابة وأمن الدولة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في