الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الردود والتعليقات الفيسبوكية.. (03) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2024 / 7 / 25
مقابلات و حوارات


في الردود والتعليقات الفيسبوكية.. (03)

(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



لا أدعي أن نصوصي على الفيسبوك، سليمة وكاملة بالمطلق. بل نسبية تتعرض للنقص والخطأ. فرغم قصرها، لها مرجعية في الفكر والدين والتاريخ.

أستفيد دائما من الردود والتعليقات، إن كانت تحمل توجيهات وتصحيحات مفيدة. لكن ما يغيظني شيئا ما، هو نوع من قلة الأدب وسوء الأخلاق.

إن الناس معادن كما يقولون. كذلك رواد المجموعات الفيسبوكية. ففيهم من هو من حديد ونحاس وفضة وذهب وماس. فكل واحد منهم ينفق مما عنده.

من الصعب بمكان، أن تغير معادن الناس. فمعدن الإنسان يُهيأ ويُصنع في البيت والمدرسة والشارع. فإذا غابت الأخلاق، فسُد معدن الإنسان.

عندما نكون أمام منشور، لا نفكر في صاحبه، لأننا لا نعرفه وليس أمامنا. قد نتفق أو نختلف مع النص، لكن يجب أن نعلل موقفنا منه بأخلاق.

إن ممارسة الاستهزاء والاستفزاز، في الردود والتعليقات على المنشورات، لا ينال من صاحبه، بقدر ما ينال من الفاعل ومنصة المجموعة.

الوقوف عند الأخطاء الشكلية في الكتابة، وهي شائعة في كل الكتابات حتى عند اللغويين أنفسهم. ينم غالبا عن جهل المحتوى ومضمونه.

هناك من يصطاد الأخطاء النحوية والإملائية والصرفية في المنشورات، ويعمل بالتشهير بها، دون الاهتمام بالمحتوى والمضمون.

وراء كل سلوك خشن وعنيف، قلة تربية وسوء أخلاق غالبا. فهذه السلوكيات المخلة للأدب والأخلاق، تنتشر عادة في مجتمعات مقهورة ومتخلفة.

أغلب العقلاء انسحبوا من أي نقاش ديني جاد. لم يعد هناك مكان للعقل في مجتمعاتنا. فإن وجد، فهو يتعرض لأبشع مقاومة ومواجهة واضطهاد.

جل من يملك هاتف ذكي، يصبح عارفا وعالما في كل المجالات. من الصعب الدخول مع هؤلاء في نقاش، دون اصطدام وخشونة ورداءة في الكلام.

إن الرد والتعليق على المنشورات، كيف ما كان نوعها، يجب أن تنطلق من مضمون النص وما يحمله من أفكار، لا من الشخص كاتب المنشور.

في الرد والتعليق والنقاش، يتم التعاطي لما جاء في النص لا في خلفياته ونواياه، مع الابتعاد كل البعد عن صاحبه، كشخص ذاتي من لحم ودم.

ما يلاحظ في الدول العربية الإسلامية اليوم، أنهم أشداء على بعضهم البعض، رحماء مع غيرهم. لقد قلبوا الآية عكس ما جاء في الذكر الحكيم.

لقد بقي العرب إلى حدود الساعة، أوفياء لمقولتهم الشهيرة: "اتفق العرب على ألا يتفقوا". فالوحدة عندهم مطلب، والتفرقة واقع معاش.

إن أتباع المشايخ والناطقين باسمهم، يستعملون نفس قاموسهم في الرد أو التعليق. فكل من يخالف رأيهم، فهو خارج الملة؛ زنديق وجاهل..

إن الحديث في الدين والقرآن بحضرة الله ورسوله، يقتضي الخشوع والتقوى، بدل الردود المشينة الفجة، لا تحترم حتى الحد الأدنى من اللياقة.

احترامُ القارئ الذي يتعامل مع النص بأدب وأخلاق أولا، ثم بمنطق ومعرفة ثانيا، وأخيرا باحترافية كبيرة، تجعله يستقرئ النص استقراء.

الكتابة لا تكون لكل الناس، بل لفئة منهم فقط. لأنهم يفهمون ما يقرؤون على الأقل. إذ ذاك لهم الحق في النقد، إن كان لديهم ما يقولونه.

احترامُ القارئ الذي يتعامل مع النص بأدب وأخلاق أولا، ثم بمنطق ومعرفة ثانيا، وأخيرا باحترافية كبيرة، تجعله يستنطق النص استنطاقا.

الكتابة لا تكون لكل الناس، بل لفئة منهم فقط. لأنهم يفهمون ما يقرؤون على الأقل. إذ ذاك لهم الحق في النقد، إن كان لديهم ما يقولونه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن نقل صواريخ إيرانية إلى روسيا...أية عواقب؟


.. الحرب تحرم ا?طفال غزة من أبسط حقوقهم في التعليم وحماس تندد




.. أهم ما يجب معرفته عن دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل وقرارات ال


.. مشاهد متكررة للشرطة وهي تعتدي ضربا على داعمي غزة في ألمانيا




.. بعد 40 يوماً على اغتيال هنية.. إيران تعيد نشر تصريحات خامنئي