الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-6

أمين بن سعيد

2024 / 7 / 25
كتابات ساخرة


منذ الباب، كنا قنبلتين آن وقت انفجارهما... منذ تلك اللحظة لم أر بشرا، لكن رأيتُ أشياء تتحرك، تعترضنا فتوقف قبلاتنا ولمساتنا... لم نر الطريق ولم يعرف كل منا الوجهة، لكني ظننتُ أنها منزلها وأني أتبعها، وطنت أن الوجهة منزلي وأنها تتبعني، لكننا كنا مخطئين... تواصلت قبلاتنا المسروقة حتى دخلنا باب عمارة، لم تتوقف إيمان، لكني أوقفتُ كل شيء...
- إيمان... نحن... أين؟
- لا أعلم، أليس عندك؟ ... لا...!
- لم أتفطن للطريق... و... كنــ... ـــتُ أتبعكِ...
- نفس الشيء هنا!
- ماذا نفعل الآن؟
- ... لا أعلم... لكن هذا كثير!
- ...
- قلتُ لك منذ قليل أني كل لحظة أكتشف أهميتها في حياتي... لكن هذا كثير!
- ...
- إذا، دون أن نشعر، التحقنا بها!
- ...
- كلمني! لا تبق ساكتا! لم أكن وحدي؟!... كنتَ معي! وتعرف أني لم أقصد الوصول إلى هنا!
- لا أعلم... الغريب أني الآن...
- ماذا؟
- لا تغضبي مني... لكني...
- ماذا؟ ولن أغضب...
- أريد أن أراها! ليس معنى ذلك أني فقدتُ رغبتي لكن
- لنصعد إذن! أنا أيضا أريد رؤيتها...
- لا! ستطردني...
- لن تفعل... اتبعني...
نعم! حصل ذلك وكان جديدا عليّ! أن يمنع شيء ما انفجار قنابلي أمر جلل، لكن أن أقبل به ذلك كان الجديد الغريب! منذ أول لقاء بيننا قلت لها ستكونين المركز الذي سيدور حوله كل شيء، وصدَقتْ نبوءتي! فكانت الشمس! كانت القدر الذي غصبا عنا سرنا إليه ودون علم، وحتى بعد تفطننا لم نستطع ولم نرد شيئا غير مواصلة السير إليه! ومرة أخرى يهزم الحب الجنس وبالضربة القاضية... إذا كانت رغبتي في إيمان لحظتها قد وصلت السماء، فإن من استطاع إيقافها لن يكون إلا من كان أعلى من السماء... لم أفهم شيئا لحظتها، والأغرب من كل شيء كان رغبتي في الصعود إليها ورؤيتها!
إيمان كان شأنها شبيها، لكنه من نوع آخر... عندما قالت لها قبل مغادرتها "لا تنسي أبدا أني اخترتكِ أنتِ" سعدتْ إيمان وتأثرتْ حتى بكتْ، لكنها لم تجبها... فكان جوابها الذي خرج منها تلقائيا ودون أن تتفطن... هي أيضا اختارتها وفضّلتها، فتلاشت رغبتها التي وصلت السماء أمام مجرد رؤيتها وضمها إلى صدرها... الحب يغلب الجنس وبالقاضية...
من كان الأهم عندي؟ الجواب: ملاك، من كان الأهم عند إيمان؟ الجواب: ملاك، لكن من كان الأهم عند ملاك؟ الظاهر مما جرى أنها إيمان، لكن الأمر لم يكن كذلك... لم تكن إيمان ولم أكن أنا... إنما كان: الجنس! قبلتْ ملاك ما وصلتْ إليه بخصوص إيمان، لكن ما لم تقبله في داخلها كان يخصني... لأن ملاك لم تكن تشعر بأي رغبة نحوي، وأقصى ما كان يدور بخاطرها قبلة وضمة، وذلك غريب، ذكّرها بأمر قديم عندها... أنها لم تشعر يوما بلذة بمفردها، عكس إيمان التي سخرتْ منها، عندما علمتْ ذلك منذ سنوات... لم تكن ملاك محافظة، ولم تكن حاملة لأحلام البنات من عمرها، لم تكن في الضفة الأخرى مع إيمان أيضا، لكنها كانت تظن وتقول أنها لن يكون عندها حدود مع من ستحب... الحدود عادة ما تكون الجنس في ذلك المكان وفي تلك الثقافة، لكن ملاك لم تكن ترى كذلك، واكتشفتْ أن الجنس حد مفروض عليها ودون أن تقبل به أو تطلبه... ولم تفهم السبب والأسباب... وعندما فهمتْ بعد سنين طويلة من تلك السنة الأولى، علمتْ أن طريقها كان عكس طريقي؛ الجنس عندها كان يجب أن يَغلب وبالقاضية عكس ما كان عندي وعند إيمان! ولم يكن ذلك بالأمر الهين! كانت الإلاهة وكنت البشر، والقداسة والطهر لا يمكن لهما أن يتدنسا بأوحال البشر! لكنها فعلتْ و... تدنستْ!
صعدنا معا... دون كلام. وعندما فتحت ملاك الباب، ظهر على وجهها شيء من استغراب لحظة، سرعان ما تحول إلى نظرة وابتسامة تدكان الجبال دكا! ولم يكونا لي بل لغيري... أما أنا فحظيت بنظرة لمرافق، ثم بأمر له "ادخل واغلق الباب وراءك" و... فقط!
إيمان لم تفعل شيئا عندما فُتح الباب، لم تنظر، لم تبتسم، ولم تدخل... ما أرادت قوله تكلمنا فيه أسفل، عند باب العمارة... سهّلتْ عليها ملاك كل شيء بنظرتها وابتسامتها لها... ملاك التي كانت على يقين أن إيمان لن تعود إليها تلك الليلة عندما تركتني معها في المقهى، اندهشت لأول وهلة لكنها تجاوزت الموقف وبسرعة إلى ما بعده... والذي بعده من المفروض يقول أني سأكون خارج مسرح الأحداث وربما طُردت منه أصلا، لكن شيئا من ذلك لن يقع... وسيكون العجب الذي سيحملني في الغد إلى يقينٍ... أنني حقا مجرد كرة يتقاذفانها بينهما!
بدء الأحداث...
تجلس ملاك في ناحية البنك، وتطلب من إيمان أن تجلس بجانبها، وتضع يدها مشيرة إلى المكان بجانبها مباشرة. تستلقي إيمان على ظهرها وتضع رأسها على فخذ ملاك، تغمض عينيها وتتكلم. أنا؟ لا أحد يراني... غير موجود!
- لم أكن أتصور أنكِ ستأتين...
- كنا... كنا نمشي معا...فــ... وجدتُ نفسي داخل العمارة...
- ولماذا جئتِ به معكِ؟
- كنا معا... و... صعدنا معا...
- لا يهم... المهم أنكِ جئتِ...
- نعم... أشعر بتعب شديد، كأني لم أنم منذ سنين...
- ستسقطين عليّ السقف إذن!
- أنا لا أشخر! أنتِ تشخرين...
- أمزح معكِ، بالعكس... أحب شخيركِ... كرضيعة صغيرة... تعرفين، كثيرا ما بقيتُ أنظر لكِ وأنتِ نائمة تشخرين...
- أنتِ مفترية... قلت لكِ أني لا أشخر!
- وقلت لكِ أني أحب شخيركِ... لكن لا تسقطي السقف علينا...
- وأنتَ، لماذا لا تدافع عني؟ تستمع إليها وتسكت؟ ولماذا تقف هناك؟ تَعَالَ... اجلس هنا، أريد أن أضع رجليّ على شيء مريح...
- ...
- تستطيع رد الجميل لليمنى... ولا تنس اليسرى أيضا كي لا تغار... دلكهما بلطف... وأنتِ... اعتني بشعري... ولا أحد يفتح فمه حتى أنام!
لم تمض لحظات، ونامت. وكأنها ضغطت على زر... توقفتُ عن تدليك ساقيها، وتوقفتْ ملاك عن تخليل شعرها...
- سأجلب لها غطاء...
- ...
- قم، وحرّك ساقيها بلطف لكي لا توقظها... اجلس على البنك الآخر...
- ...
- هل أستطيع الجلوس؟
- تطلبين الإذن في منزلكِ؟
- لأني مؤدبة...
- الأدب يحضر ويغيب
- ماذا تقصد؟!
- لا شيء...
- لماذا جئتَ؟
- ستطردينني؟
- لماذا جئتَ؟
- لم تكن نيتي المجيء... لكني وجدتُ نفسي في الأسفل...
- لماذا صعدتَ؟
- ...
- لماذا لم تغادر دون الصعود؟
- أردتُ رؤيتكِ...
- ثم؟
- رأيتكِ...
- ثم؟
- تستطيعين طردي الآن لأغادر...
- لست ممن يطردون الناس!
- حاشاكِ...
- لا تستفزني!
- وإلا؟
- لا شيء...
- جيد.
- لماذا صعدتَ؟
- أجبتكِ...
- لم تعتذر!
- ...
- لم تعتذر!
- كأن اعتذاري أو عدمه سيغير عندكِ شيئا...
- لم تعتذر!
- من حقي أن أفهم، وما وصلني حتى الآن لم يدخل عقلي.
- ماذا قالت لكَ؟
- أنكِ اخترتها وأنكِ تحبينها...
- ما الذي لم يدخل عقلكَ؟
- وصلتُ قمة هرم التشويش الليلة...
- انظر إليها...
- ...
- أستطيع أن أمضي كل الليلة أنظر إليها وأكون أسعد الناس...
- ...
- لم تكن لحظة واحدة صديقة ولا أخت... كانت أكثر من ذلك بكثير! هل تفهم؟
- لا
- تعرف أنها كانت تتوق شوقا لتمضي الليلة معكَ؟
- ...
- لكنها ستمضيها معي
- ...
- وأنتَ مثلها... لكنكَ الآن معي... وأنا وأنتَ ننظر إليها... الأمر محيّر أليس كذلك؟
- نعم
- لا ألومكَ على عدم فهمك، لكني لن أغفر لكَ عدم تصديقي! انظر لي الآن... دون تفكير... أول شيء فكرتَ فيه عندما نظرتَ لي؟
- هل هي حصة تعذيب؟
- أجب!
- تقبيلكِ
- وما الذي منعك؟
- منذ قليل طردتني وغادرتِ دون حتى أن تنظري لي، والآن تريدين أن أقبلكِ؟
- قلت ما الذي منعكَ لم أقل أريد تقبيلكَ... أجبني!
- ...
- منذ أن التفتّ إليّ الآن، غابت إيمان عن ذهنك ولم تفكر إلا فيّ، هل كلامي صحيح؟
- نعم
- منذ أن التفتَّ إلي، وأنا أنظر إليكَ، ولا أرى أحدا غيركَ، لكن إيمان لم تغب عن بالي... ماذا يمكن تسمية ذلك؟
- كأنكِ هي تتكلم الآن!
- لأننا نشعر بنفس الشيء...
- ...
- انظر جيدا لي... ما الذي يجعلني أقبل أن تحبها؟ منذ قليل كنت معها، والآن أنت معي، تعرف من تقبل هذا؟
- ...
- عاهرة! عاهرتان صديقتان عندهما نفس الزبائن! فهل تراني عاهرة؟! انظر إليها! لا يوجد امرأة على سطح الأرض مثلها، هل تراها عاهرة هي الأخرى!
- يوجد...
- ماذا؟
- قلتُ يوجد...
ـ لم أفهم...
- أنتِ لا تسمعينني... قلتُ يوجد مثلها!
- لا تغير الموضوع!
- لم أفعل! قلت لا يوجد امرأة على سطح الأرض مثلها... بالنسبة لكِ ربما... بالنسبة لي لا...
- لن تنجح في ذلك...
- طيب، سأسكتُ، لكن أصر على رأيي: يوجد!
- لم أطلب منكَ أن تسكت...
- سؤال وأجيبك... يعني أنا من جعلتكما تفهمان حقيقة الذي بينكما؟
- نعم
- أي أحد آخر كان يستطيع القيام بنفس الدور؟
- لا أعلم، الذي وقع أنك كنتَ أنتَ...
- هل حقا تحبينني؟
- ...
- أجيبي!
- لا أعلم... ذهني ليس كامل الوضوح، ولا تزال أشياء مشوشة عندي...
- المسألة محسومة إذن... سأخرج...
- لن تفعل!
عند الباب...
- لا تغادر!
- ملاك، الأمر بيّن الآن، لماذا تواصلين انكاره؟
- قلت لك لا تخرج!
- قلتها بلسانكِ... أنتِ لا تحبينني!
- لم أقل ذلك...
- آه قلتِ لا تعلمين! وما الفرق؟!
- غير صحيح! وأمنعكَ من أن تتركني مرة أخرى!
- ملاك! أترككِ؟! أنا مجرد وهم لا أعلم لماذا تصرين عليه؟ الحقيقة هناك، انظري إليها!
- غير صحيح! لم تفهم ولا تريد أن تفهم!
- تعرفين، سأعترف أني خسرتُ، وبالضربة القاضية... كان حلما جميلا أن أراكما معا، لكني الليلة استيقظتُ منه. يظهر أنكِ لا تعرفين ماذا تريدين، لكن الحقيقة أنكِ تُنكرين... ربما تحبينني مثلما تظنين، لن أقول أنكِ تمثلين، لكن حتى لو كان ذلك صحيحا، الواقع يقول أني لا شيء أمامها! هي أيضا تقول أنها تحبني وربما أكثر منكِ، لكن الحقيقة أني لا شيء أمامكِ! أردتكما معا، وأحببتكما معا مثلما لم أحب أحدا من قبل... لكني لستُ من تريدين، ولستُ من تريدُ...
- قلتُ لك أمنعك! أمنعك من أن تتركني مرة أخرى!
- هي من تركتني، أنتِ من تركتني، والآن سأترككما، ولا أعرف حتى بماذا سأشعر بعد ذلك... أرجو أن أستطيع اخراجكما من عقلي يوما ما، ولا أظن ذلك سيحصل!
- قلت لكَ أنك لن تستطيع إجباري على تقبيل رجل آخر! ستظل الوحيد!
- أنا على ثقة من ذلك... وليس لأني "أولى أحد" كما لا تزالين تظنين، بل لأني سأظل الخطأ الوحيد الذي لن تعيديه...
- أحبكَ هل تصدق ذلك على الأقل؟!
- نعم، لكن حسب فهمك الآن... ثقي بي، غدا سترين أن ذلك لم يكن صحيحا، من تحبين حقيقة أمامكِ الآن... تصبحين على خير...
- وعدتني ألا تتركني أبدا وها أنت تخلف وعدك مرة ثانية!
- أتمنى أن يأتي عليّ يوم أقول فيه أن ما سأقوله لكِ الآن كان مجرد كلام مسلسلات أو طيش شباب... لا أظن أني سأستطيع ترككِ، أرى نفسي الآن بعد عشرين سنة لا أزال أفكر فيك مثلما الآن وربما أكثر! لم أفلح قبل في تشبيهك بالدم الذي يجري في عروقي، ولا حياة لي دونه. سأعيش غصبا عني، لكن بألمي، ستكونين كمرض مزمن لن أستطيع لا علاجه ولا إنكاره والزعم بعدم وجوده، وغصبا عني سأفكر فيه وسأقاومه لأني إن لم أفعل قتلني، وسيعجبني ذلك وغصبا أني سأعيش مازوشيا أسعد بكل لحظة مع مرضي برغم كل الألم الذي يسببه لي...
- لن أتركك!
- ملاك، الحقيقة اتضحت الآن؛ لن أستطيع الجمع بينكِ وبينها، لن تستطيعين الجمع بيني وبينها، ولن تستطيع الجمع بيني وبينكِ... أنا دخيل على كل المعادلة، كنت مجرد متطفل على عالمكما، وأقصى ما يمكن أن يُقال عني أني ساعدتُ في أن تفهما، أو تسببتُ في بعض البلبلة لا أكثر ولا أقل.
- ضمني إليك!
- أنتِ فعلتِ ذلك ودون إذني... لا حاجة لضمي لكِ...
- ضمني إليك ولا تجبرني على الصراخ!
- فعلتُ
- أقوى!
- ...
- أقوى!
- ...
- انظر إليها...
- نعم
- أستطيع تخيل حبكَ لها، لكنك أبدا لن تستطيع تصور حبي لها... ضمني بقوة قلت لك!
- فعلتُ!
- انظر إليها جيدا لأنك لو غادرتَ الآن وتركتني لن تراها أبدا!
- ماذا تقصدين!
- الذي فهمته... ولن تراني مثلها!
- ملاك...!؟
- اتركني الآن... ابتعد عني!
- اللعنة! هل حقا تستطيعين فعل ما قلتِ؟!
- أنتَ لا تعرف عني الكثير... وعن إيمان أيضا!
- نعم، إذا كان ما تقولينه ليس دعابة سخيفة، أكون لا أعرف ولم أعرف شيئا!
- تريد أن تتركني، اخرج، لن أستجديكَ أكثر، اخرج!
- أخرج؟ وهل تركتِ مجالا للخروج بعد ما قلتِ؟!
- كنتُ أمزح، حقا غباؤك دون حدود لتصدق ما قلتُ...
- أفضّل أن أكون غبيا على أن أسمح بوقوع كارثة... تعالي، ستنامين معي!
- لا، نم أنت في غرفتي، أنا سأنام مع إيمان...
- نكتة لطيفة! تعالي ستنامين معي!
- قلت لكَ أني كنتُ أمزح!
- أستطيع أن أغلق عليك باب الحمام لتنامي فيه وحدكِ إن لن تبتعدي عنها!
- حقا انطلت عليك الخدعة إذن...
- لن تنجحي في ذلك...
- ...
- اتبعيني!
- ...
- وكيف ستنام معي؟ لن تخاف على نفسك مني؟
- سننام معا وسأربط رجلك برجلي...
- لن تفعل ذلك!
- سأفعل عزيزتي! وإن قاومتِ سأربطكِ وحدكِ في الحمام! امشي... أمامي!
عندما استيقظت إيمان في الصباح، كان من المفروض ليلتها أن تستيقظ في حضني، بعد تفجير كل قنابلها وقنابلي طوال الليل... لكنها استيقظت وحيدة، فمشت إلى غرفة نوم ملاك لتراها نائمة في حضني... وقفت تنظر، ولم تفكر إلا في احتمالين إثنين: الأول أن تستلقي بجانب ملاك من خلفها، والثاني أن تحضر فطور ثلاثة أشخاص... وبينما هي كذلك، تململتْ ملاك واستيقظتْ، فاستيقظتُ ودون أن نتفطن لوجود إيمان...
- من أنتَ؟ وماذا تفعل في سريري؟
- كيم جونغ إيل
- أنتَ نائم في سريري...
- نعم
- وتحضنني...
- نعم
- وتربط رجلك برجلي...
- نعم
- هل غسلتَ رجليكَ البارحة؟
- لا
- لم أسمح لكَ بالنوم في فراشي؟
- نعم
- وماذا تفعل في فراشي إذن؟
- أنظر إليكِ...
- وفيما تفكر؟
- أن أبقى هكذا حتى أموت... ودون أن أفكر في شيء... وخصوصا ما قلته البارحة!
- كنتُ أمزح...
- لا أصدق ذلك!
- صدق أو لا تصدق لا يهمني... المهم أني حصلتُ على ما أريد!
- وماذا أردتِ؟
- أن نمضي الليلة معا...
- لم أغسل رجليّ!
- لا يهم...
- وإيمان؟
- لم تغسل رجليها هي أيضا! لكنها نامت هنا...
- وحدها...
- كنا نستطيع أن ننام في الصالة كلنا، أنتَ من أبعدتني عنها!
- لكنكِ أرعبتني! هل حقا كنتِ تمزحين؟
- نعم! وكنتَ لا محدود الغباء لتصدق أني أستطيع فِعل ذلك...
تكلمتْ إيمان: "فِعل ماذا؟"، بعد أم استلقت فوقنا، ووضعت رأسها بيننا...
- إيمان؟ منذ متى أنتِ هنا؟
- من قبل أن تستيقظي... فِعل ماذا؟
- سمعتِ ما قلنا؟
- نعم... ماذا كنتِ ستفعلين؟
- أقتلكِ...
- عندما كنتُ نائمة؟
- نعم...
- كنتِ ستوقظينني قبل قتلي؟ أليس كذلك؟
- لم أفكر في ذلك... لم يترك لي المجال... أجبرني على النوم هنا وربط رجله برجلي...
- صفة جديدة أكتشفها... إذن هو سادي يحب التعذيب؟
- نعم!
- هل تعلمين كم الساعة؟
- لا، كم؟
- تجاوزت منتصف النهار...
- لا أريد غداء، أريد فطور صباح!
- ماذا تريدين؟
- تعرفين ماذا أريد...
- سأتولى الأمر... لكنكِ كنتِ تنوين قتلي البارحة! لن أحضّر لكِ أي شيء! أنتِ شريرة وعقوبتكِ أن تحضّري أنتِ الفطور! أريد قهوة وكرواسون!
- ليس عندي كرواسون!
- تشترينه من المكان الذي أحبذ...
- لكنه بعيد!
- ليست مشكلتي! في أقل من نصف ساعة، أريد قهوتي مع الكرواسون و... بقلاوة! نعم أريد بقلاوة!
- ستسمنين!
- مشكلتكِ وليست مشكلتي!
- حاضر، لكن يلزم...
- ماذا؟
- أن تبتعدي من فوقي أولا! وأن تفكي قيد رجلي من رجله ثانيا...
- تمزحين، لا؟ هل حقا رجلكِ مربوطة برجله؟
- تستطيعين اكتشاف ذلك بنفسكِ...
... نعم... وأنا أنظر وأسمع دون أن أتحرك، و... غير موجود! أظن أني صرت شفافا وقتها، لأن لا أحد تفطن لوجودي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توضيح
أمين بن سعيد ( 2024 / 7 / 25 - 14:10 )
لمن يتابعون، سيكون للأفلام التالية شأن في القصة في حلقاتها القادمة...
- The Matrix الأجزاء الثلاثة الأولى
- The Devils Advocate
- Sweet November
- Meet Joe Black
- City of Angels
- The X-Files Fight the future
- Basic Instinct
- Fight Club
- Mafia Blues 1
والأكثر تأثيرا سيكونان:
1- https://en.wikipedia.org/wiki/Crash_(1996_film)
2- https://en.wikipedia.org/wiki/Eyes_Wide_Shut


2 - أتكهن...
معلقة سابقة ( 2024 / 7 / 25 - 15:46 )
ملاك هي المقصودة هنا... https://www.youtube.com/watch?v=jARp24AJWLk

والذي لا إسم له هنا... https://www.youtube.com/watch?v=f82lv4CCitI

أما إيمان فهي هنا... https://www.youtube.com/watch?v=lmaH_u197CQ ولمحت لذلك في ردك الأخير.

في تعليقي الأخير قلت : (من يعملون بالرقم ثلاثة... يمكنهم التعرف بسهولة عمن يشبهونهم...)

سلامات...


3 - تحية طيبة،
أمين بن سعيد ( 2024 / 7 / 25 - 16:50 )
التأثير قد يكون من بعض الحيثيات مثلما ذكرتِ، لكن قد يكون أيضا من الفكرة العامة. ربما لن يعجبك القادم، لكن في مايتركس مثلا، ربما ستجدين صلة بين شخصية إيمان وترينتي -وتلك حيثية-، لكن ربما يكون القصد أن ذلك العالم كله أكذوبة ووهم، كأشياء كثيرة عند البشر منها الآلهة والأيديولوجيات وكل الأرقام: إثنان، ثلاثة أو غيرها. معلومة أخرى: الحب سينتصر على الجنس في الأخير، وهذا جميل، لكن تبقى مشكلة كبيرة أكدتُ عليها سابقا: المحور اسمه -كتابات ساخرة-.
هذا ما استطعت كتابته الآن، بعد دهشتي الشديدة أمام تعليقكِ: وقته والفهم الذي وراءه! فجزيل الشكر لذلك، لا أستطيع أن أطلب أو أن أتوقع أكثر من كل من قرأ القصة. شكرا.


4 - ممنونة جدا
معلقة سابقة ( 2024 / 7 / 25 - 17:40 )
لردك... ومن خلاله إكتشفت أن أهم شيء فاتني... (كتابات ساخرة) !!

إذن... ملحد يتكلم في الدين ؟ كل شيء يقوله صحيح ، وسيكون عالما بذلك الدين أكثر من أهله... لكنه لا يؤمن به ! وبما أنه يعلم كل كبيرة وصغيرة عن ذلك الدين ، سيسخر من أهله دون حتى أن يتفطنوا لسخريته !


5 - سيدتي المعلقة الفاضلة
أمين بن سعيد ( 2024 / 7 / 25 - 18:39 )
نحن أمام سبكتروم، مثالكِ فيه لونان فقط، وليس الأمر كذلك. الملحد إن سخر فإنه لن يفعل ذلك من أجل السخرية ذاتها. أيضا، ولعلمه بخبايا الدين، فإنه قطعا سيقدم حلولا ومخارج للبسطاء ضد من يحكمونهم من جلاوزته. ليس -إشهارا- للقصة، لكنها طويلة وفيها مواضيع شتى قادمة من ضمنها الدين وغيره، إلى الآن الغالب عليها جدلية الحب-جنس، ولا يمكن أن يعرف أحد موقف الكاتب بالتدقيق في كل المواضيع باستثناء العنوان الكبير العام -هي كتابة ساخرة-، ولا أراه مهما أصلا، لأني مثلما أشرت سابقا، القصة لم تعد ملكه ولا قيمة لرأيه، والقارئ يستطيع أن يُخرج منها ما أراد. أخيرا: الحب جميل ويصنع المعجزات كما يقول أهله، أنا أكتب عنه وعنهم. الدين أيضا جميل عند أهله ويصنع المعجزات، وأنا أكتب عنه وعنهم. سلام.


6 - شكرا...
معلقة سابقة ( 2024 / 7 / 25 - 20:00 )
أحيانا كثيرة نحبذ مشاهدة فيلم رومنسي لننام... ونفضله على آخر معقد يحفز العقل ويذهب النوم... القصة جميلة وسأختار الخيار الأول معها... City of Angels على The Matrix...

شكرا على الحوار المثمر... لي.

اخر الافلام

.. الفنانة الكبيرة نيللي لسة بنفس الانطلاق وخفة الدم .. فاجئتنا


.. شاهد .. حفل توزيع جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي




.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح


.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة




.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ