الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تحليل بيان الخارجية الجزائرية حول اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء: شرارة صراع أم مأزق جزائري؟
كرم الدين حسين
صحفي باحث وكاتب
(Karameddine Hcine)
2024 / 7 / 26
السياسة والعلاقات الدولية
أصدرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية اليوم الخميس 25 يوليوز، بيانًا شديد اللهجة استنكرت فيه اعتراف فرنسا بمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء . هذا البيان يمثل أحدث تطورات الصراع الإقليمي حول هذه القضية الشائكة وقائمة منذ سنة 1975، ويثير تساؤلات حول طبيعة هذا الاعتراف وتداعياته على المنطقة.
اعتراف فرنسي أم حرب كلامية جزائرية؟
من اللافت للنظر أن البيان الجزائري هو الذي أعلن عن اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، وليس البيان الفرنسي الرسمي أو أي بيان مغربي. هذا الأمر يثير عدة تساؤلات حول طبيعة هذا "الاعتراف":
* هل هو اعتراف فعلي؟ قد يكون البيان الجزائري يحاول تضخيم أهمية تصريحات فرنسية سابقة، أو تفسير مواقف فرنسية ضمن السياق العام لدعمها للمخطط المغربي.
* هل هو تكتيك سياسي؟ قد يكون البيان الجزائري جزءًا من حملة إعلامية مكثفة تهدف إلى حشد الرأي العام الداخلي والخارجي ضد المغرب وفرنسا، خصوصا مع اقتراب موعد زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى فرنسا في أكتوبر القادم والتي تم تأجيلها اكثر من مرة بسبب وجود خلافات بين باريس و الجزائر العاصمة.
* هل هو رد فعل على ضغوط داخلية؟ قد يكون النظام الجزائري مضطرًا إلى اتخاذ موقف حازم تجاه قضية الصحراء، خاصة بعد اعترافات دولية أخرى بالطرح المغربي.
تداعيات الاعتراف على المنطقة
بغض النظر عن طبيعة الاعتراف الفرنسي، فإن بيان الجزائر يوضح أن الصراع حول الصحراء قد دخل مرحلة جديدة. فبعد اعترافات دولية عديدة بالمقترح المغربي، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول خليجية وأفريقية، تجد الجزائر نفسها في موقف صعب.
* مأزق جزائري: تعيش الجزائر في مأزق حقيقي، فخياراتها محدودة. فإصرارها على موقفها التقليدي لن يغير من واقع القبول الدولي للمقترح الحكم الذاتي المغربي، وقد يعزلها أكثر على الساحة الدولية.
* تصعيد الصراع: قد يؤدي تصعيد الخطاب الجزائري إلى تصعيد التوتر في المنطقة، وزيادة حدة الصراع بين المغرب والجزائر.
* تداعيات إقليمية: قد تمتد تداعيات هذا الصراع إلى دول أخرى في المنطقة، وتؤثر سلبًا على الاستقرار والأمن الإقليميين.
تحليل خطاب البيان الجزائري
يتسم خطاب البيان الجزائري بالتشديد على النقاط التالية:
* رفض قاطع: تعبر الجزائر عن رفضها القاطع للاعتراف الفرنسي، وتصفه بأنه "غير منتظر وغير موفق وغير مجدي".
* مؤامرة دولية: تحاول الجزائر تصوير الاعتراف الفرنسي على أنه جزء من مؤامرة دولية تستهدف الجزائر والمغرب العربي.
* انتهاك الشرعية الدولية: تدعي الجزائر أن الاعتراف الفرنسي ينتهك قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية.
* تضليل الرأي العام: تتهم الجزائر فرنسا بمحاولة تضليل الرأي العام الدولي وتشويه الحقائق.
وفي اخير يبقى السؤال المطروح: هل سيؤدي هذا الاعتراف الفرنسي إلى اشتعال صراع بين المغرب والجزائر؟ الجواب ليس قطعياً، فالأمر يتوقف على العديد من العوامل، بما في ذلك رد فعل المغرب، والموقف الأمريكي والدولي، والتطورات الداخلية في البلدين.
ومع ذلك، فإن هذا البيان الجزائري يوضح أن الصراع حول الصحراء لا يزال قائمًا، وأن المنطقة تشهد توترات متزايدة. ومن الضروري العمل على تهدئة هذه التوترات، والبحث عن حلول سلمية لهذا النزاع المستمر منذ عقود.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حزب الله يكبد الجيش الإسرائيلي أكبر خسائر بشرية في هجوم واحد
.. إسرائيل تحسم قرارها بشأن الرد على إيران.. وطهران تستعد بـ10
.. هجوم مزدوج لحزب الله.. هل أصبحت مسيرات حزب الله تشكل عبئا عل
.. جيش الاحتلال يرتكب العديد من المجازر باستهداف مدارس وخيم تؤو
.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين: على نتنياهو طلب المغفرة بعدما