الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراجع الاحزاب السياسية فى مصر وازدياد فى حركة الاحتجاج غير المنظم

محمد منير

2006 / 12 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تشهد الساحة السياسية فى مصر شتاءً بارداً محاطاً بالركود والتهديدات بالانهيار لمعظم التشكيلات السياسية .
فى الوقت الذى فيه يدفع الاخوان المسلمين ثمن صعودهم واستعراض القوة الذى قام به شباب الاخوان فى جامعة الازهر ، يعانى حزب التجمع اليسارى الرسمى (المناهض الرئيسى لحركة الاخوان ) من شبح الانقسام خلال لجنته المركزية القادمة والمزمع عقدها 21 ديسمبر الجارى وهو الاجتماع المخصص مسبقاً لمتابعة توصيات اللحنة المركزية الاخيرة والتى انعقدت منذ اكثر من عام وهى التوصيات بمهام لقيادة الحزب للخروج من ازمته والتى انتهت بهزيمة منكرة فى انتخابات مجلس الشعب الاخيرة وابرز هذه المهام اجراء حوار حول القضايا الخلافية فى الحزب وخاصة فيما يتعلق من الموقف من الحكم والموقف من الاخوان المسلمين وقوى اليسار خارج حزب التجمع واعادة النظر فى وضع جريدة الاهالى الناطقة بلسان الحزب ووضع سياسة تضمن التزام الجريدة بالتعبير عن سياسة الحزب ، وإعادة الاتصال بأعضاء الحزب المنسحبين لاستئناف نشاطهم ، والقيام بحملات توعية لأعضاء الحزب .
وبعد أكثر من عام جاء التقرير الممهد للجنة المركزية القادمة ليؤكد عدم انجاز أى من هذه المهمام ، وأن الانجاز الوحيد هو ازدياد دراية قيادة الحزب بأزماته ، ولم يشر التقرير الى تغيير رئيس تحرير جريدة الاهالى وهو التغيير الذى اعتبره البعض صمام الامان الذى ابتكرته قياده الحزب لتمرير اللجنة المركزية المقبلة دون ازمات .
توقع البعض أن استمرار الحال على ما هو عليه يمكن أن يؤدى الى انشقاق داخل حزب التجمع أو انقلاب على قيادته وهو الاحتمال الذى نفاه بشده عبد الغفار شكر القيادى البارز فى حزب التجمع واحد اقطاب المطالبين بالتغيير فيه ،ونفى شكر لاحتمال التغيير لا ينبع من رفضه للفكره وانما من اقراره بواقع مفاده أن تاريخ حزب التجمع شهد ازمات اكثر من هذه الازمة ولم تنتهى أى منها بانقلاب على القيادة وخاصة وأن هذه القيادة منتخبة من المؤتمر العام الذى تستلزم دعوته للأنعقاد موافقة اللجنة المركزية للحزب والبالغ عددها 250 عضواً يسيطر على الغالبية منهم القيادة الحالية للحزب .
ويتوقع شكر أن هذا الوضع لن يؤدى إلا الى مزيد من الضعف والتدهور داخل الحزب ، كما انه فى ذات الوقت ينفى شكر امكانية ظهور تشكيلات يسارية جديدة كبديل للحزب القائم وهنا ايضا لا ينبع نفيه من رفض للفكرة وانما عن قناعة بعمومية الازمة التى ارجعها لتدهور الواقع السياسى فى مصر بحيث اصبح المجتمع المصرى على حد تعبيره مجتمعاً منزوع السياسة ، وفى هذا الاطار يفسر حالة المد فى الحركات السياسية الاسلامية وعلى رأسها الاخوان المسلمين بأن مرجعها خلط العمل السياسى بالمشاعر الدينية ، وحالة الضعف والتراجع الجماهيرى لليسار المصرى ، واشار الى انه حتى هذه الاتجاهات الاسلامية مهددة بالانهيار لتوقعه حملة امنية شديدة عليها واضاف الى ان الحركات الاحتجاجية غير محددة الايديلوجية مثل كفاية رغم اتسامها بالشجاعة إلا انها تعانى من حصاراً امنياً كبيراً يقلص من تأثيرها فى المجتمع ، ويرى شكر أن تجاوز هذه الازمة مرتبط بوجود مناخ ديمقراطى حقيقى وهو أمر غير متوفر حتى الان .
وفى الوقت نفسه اعلن جورج اسحق المنسق العام لحركة كفاية ان العام المقبل سوف يشهد نهوضا وانتشاراً كبيرا للحركة مستنداً الى ازدياد الازمات السياسية والاقتصادية فى مصر بالقدر الذى سيؤدى الى تعاظم الحركات الاحتجاجية ، فى الوقت الذى اعلن فيه الدكتور يحى قزاز احد القيادات البارزة فى كفاية مع مجموعة من الحركة انسحابهم من الحركة وذلك بسبب ما اسماه بحركة الانفصال بين اهداف البيان التأسيسى وسير الحركة فى الشارع الان ، ووصف قزاز الحركة بالانفصال وعدم التواصل مع هموم رجل الشارع بالاضافة الى تهميشها المواجهة مع العدو الصهيونى والامريكى ، كما استنكر اعتبار البعض من كفاية المشكلة اللبنانية شأناً داخلياً لا علاقة لحركة كفاية به واستنكر قزاز ايضاً استمرار المنسق العام بالتحدث وتحديد مواقف بأسم الحركة دون الرجوع الى اعضاءها وهو ما يعد سلوكاً غير ديموقراطياً وكان اخره الموقف من الحجاب .
بينما اشار هانى عنان القيادى فى كفاية واحد ابرز الممولين للحركة بأن الموقف من الحجاب كشف عن وجود اتجاهات فى المجتمع المصرى اكثر تشدداً من الاخوان المسلمين ويجب مواجهته ، بينما رفض فكرة وجود انشقاق فى كفاية مؤكداً أن كفاية مجرد حركة احتجاجية وليست حزباً يمكن أن ينشق .
فى الوقت ذاته مازال اعضاء جماعة الاخوان المسلمين يدفعون ثمن استعراض القوة الذى قام به البعض من شباب الاخوان فى جماعة الازهر عندما قاموا بأستعراض قتالى بملابس تشابه ملابس المقاومة الاسلامية فى الارض المحتلة احتجاجاً على فصل زملاء لهم فى الجامعة ،واصدرت نيابة امن الدوله قرارها بأستمرار حبس اكثر من مائه من الاخوان اعضاء الجماعة التى حملتها الدولة مسئولية هذا لحادث والذى ضخمته اجهزة الاعلام وشارك فى تضخيمه بعض الاتجاهات المختلفة مع الاخوان ، بينما رفضت بعض الاتجاهات السياسية رد الفعل الحكومى العنيف تجاه شباب الاخوان واعتبروا ان ما قام به الاخوان داخل الجامعة انما هو رد فعل طبيعى للاضطهاد الواقع على الطلاب وسد الطريق امامهم للتعبير عن انفسهم من خلال القنوات الشرعية .
وفى ضفة بعيدة تقف بقية الاحزاب السياسية الاخرى مثل الوفد والاحرار وغيرها تدثر برداء الستر بعيدة عن الاختبار والمشاكل .
وفى المقابل فأن المشهد فى المجتمع المصرى يشير الى قدوم صيف ساخن ملئ بالاحداث وخاصة بعد تفجر العديد من الاحداث الدالة على ارتفاع حركة الاحتجاج غير المنظمة والفوضى الناجمة عن التدهور الاقتصادى ومنها ازدياد حوادث القتل والنهب واغتصاب الاطفال وقتلهم وتعاظم اعداد اطفال الشوارع والتحرش بالاضافة الى حركات الاحتجاج المهنية البعيدة عن التأثيرات الايدولوجية السياسية مثل حركة القضاه وحركة عمال المحلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني