الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
انصار ومهاجرين
ريان علوش
(Rayan Alloush)
2024 / 7 / 27
كتابات ساخرة
بعد أن قال الزعيم مخاطبا شعبه :
هؤلاء ضيوفنا فاحسنوا معاملتهم، ولنكتب معهم ملحمة الأنصار والمهاجرين مرة أخرى.
لم أصدق ما سمعت لولا ظهور بعض الصور للزعيم. فتارة يجلس على الأرض بين اللاجئين، وثانية يأكل وزوجته من صحن واحد في مكان عام، وأخرى يحمل طفلة لاجئة متسخة. هذه الصورة الأخيرة جعلتني افتح فمي مندهشا :يا إلهي من هذا؟ هل هو عمر بن الخطاب، أم عمر بن عبدالعزيز ؟!
لا شك بأن روح أحد العمرين قد تقمصته.
حزمت أشيائي واتجهت إلى المطار واستقليت اول طائرة متجهة نحو يثرب.
ولم لا أهاجر؟!عندما أصل ستتلقفني القبائل، وسيختلفون فيما بينهم حول من سيفوز بثواب ذلك الأنصاري الهارب من بلاد الظلم والتمييز.
عندما وصلت تجولت في الشوارع مرفوع الهامة وصرخت : أنا أحد المهاجرين الذين اوصاكم بهم زعيمكم أيها الأنصار.
لم يلتفت لي أحد، لا بل إن التعامل كان سيئاً لدرجة الكراهية والاحتقار، فشككت بأن الطائرة هبطت في يثرب.
بدأت بالبحث عن الزعيم في المقاهي والشوارع والخمارات وحمامات السوق، و تحت الأشجار لأشكو له بعض الأنصار الذين لم تصل تعليماته لهم.
لم اجده، فكان الحل بأن أقترب من أحد رجال العسس مخاطبا إياه :ايها العس انا مهاجر أريد مقابلة أمير المؤمنين.
كان تجاوبه سريعا و مفاجئا حيث اصطحبني إلى أقرب كركون، موجهين لي أسئلة عدة حول اسمي وعمري ومقاس قدمي كما اتخذوا لي عدة صور تذكارية.
كنت أتجاوب معهم بكل مودة ، معهم حق فمقابلة الزعيم يجب أن يرافقها بعض الإجراءات.
بعد أن أنهوا عملهم اعطوني هوية يابانجي, وقذفوا بي إلى الشارع.
إنني مجرد يابانجي مهروا مؤخرته بختم اليابانجية، لأهيم بعدها في الشوارع مكسورا مخدوعا، فأنا لست مهاجرا إذاً، وإذا لم اكن مهاجرا فمن أكون؟!
بدأت بالبحث عن حلول، فأنا لا أملك رفاهية إتخاذ قرار جديد خصوصاً وإني قد حرقت جميع مراكبي.
ذات يوم أثارتني قصة ذلك الرجل الذي تعرضت زوجته وابنته لحادث سير في تركيا، فتنازل عن حقه كرد للجميل, الأمر الذي جعله بطلا في نظرنا ونظر الأتراك, خصوصا بعد أن شكره الزعيم في خطابه الرسمي.
هذه القصة جعلتني أعتكف في المنزل عدة أيام باحثا عن طريقة تجعل مني بطلا مشهورا على غرار بطلنا السوري، فالحياة قاسية في تركيا ولا بد لي من التصرف.
لم تطل حيرتي، وبحثي عن الطريقة المثلى لطالما كان سيناريو البطل جاهزا.
ظهيرة أمس حزمت أمري متوجها الى أقرب ساحة.
من بعيد لاحت سيارة قادمة بسرعة جنونية، فأختبأت خلف حاوية الزبالة بانتظار وصولها، وما إن إقتربت حتى قذفت بجسدي أمامها.
لم أكن أتوقع أنها رباعية الدفع، الأمر الذي أدى لتهشيمي تماما لدرجة أنني ولأول مرة أرى فيها مؤخرتي وجها لوجه.
إجتمع المارة، ثم حضر بعض المصورين، التقطوا لي عدة صور ،ثم نقلوني إلى المشفى بسيارة اسعاف مجهزة بأحدث التقنيات
حظي السيئ كان بعائدية السيارة لواحد من المسؤولين الأمنيين، الأمر الذي جعل المحققون يتخذون قرارا بأنني داعشي، وقد ساعدهم في اتخاذ قرارهم هذا شعري الطويل ولحيتي المهملة منذ شهور.
الآن أنا ملقى في براد الجثث.
منذ قليل أخبرني أحد الموتى الواصلين حديثا بأن صوري ملأت وسائل الإعلام, مؤكدين بأن الأمن التركي قد أفشل عملية انتحارية لأحد المتطرفين.
لقد ضحكنا كثيرا عندما قال لي:
لقد ذكرك الزعيم بالإسم في خطاب البارحة حيث قال :
إن تركيا عصية على الإرهابيين، ومن يتجرأ على المساس بها سيلقى نفس مصير ذلك الإرهابي.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -ثقافة غربية-.. عبدالوهاب المسيري في فيديو يعترض على -توم وج
.. بحد أدنى 50%.. غدا انطلاق تنسيق المرحلة الثالثة من الثانوية
.. موسيقى إلكترونية وألعاب نارية... باريس تسدل الستار على دورة
.. مهرجان الإسكندرية السينمائي يدعم القضية الفلسطينية في دورته
.. المخرجة الأميركية اليهودية سارة فريدلاند تتضامن مع غزة في مه