الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هوامش على حواف زمن الثرثرة (18) في الحرب أيضا..
رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
2024 / 7 / 27
الارهاب, الحرب والسلام
* قصص الحروب ليست مسلية ، موت و خراب ، دموع و دماء ، رعب و إرهاب .. إنها تسجيل لتأريخ قذر بسخام رماد و غبار مدن مدمرة ، كانت صاخبة تعج بالحياة .
الغريب في الأمر اننا نبحث عنها و نستمتع بقرائتها و يبدع الكثيرون في اعادة صياغة رواياتها و افلامها بمشاهدها الكئيبة المقززة ، و تمجيد شخصياتها كأبطال خارقون يقودون جيوشا لا تقهر، تكتسح بلا رحمة كل ما يعترض طريقها من حي و جماد ..
* الأبطال لا يعودون من الحرب ، و من يعود لا يتحدث عن ما جرى في ميادينها .. يحاولون نسيان زمنها بكل تفاصيلها ، لا يعتبرون انفسهم ابطالا ، فمعظمهم نادمون على قتلهم ابطالا من الجانب الآخر ..
لا أحد يروي قصص الأبطال الذين سقطوا في ميادينها كما هي .. و أغلب الجبناء يخرجون منها سالمين ، و ينسبون مآثر أبطالها لبعضهم البعض ..!
* كبشر نستنكر كل اشكال الهمجية نصٍفها بالنزعات و السلوكيات التي لا تليق بإنسانية الأنسان.. لكن في الحروب و بطريقة ما نجعل من تلك السلوكيات أمرا منطقيا ، فنخترع الكثير من الأسباب لتبريرها ، بل و نؤطرها بهالات و أكاليل المجد وشرف الدفاع عن المقدسات ..
* ( وكأن الحروب فعاليات و أنشطة لابد منها ..! ) وضعنا للحروب العديد من القواعد و الضوابط الأخلاقية الإنسانية و العديد من المحرمات التي يحظر تجاوزها ، هكذا يقال ، لكن لا أحد يهتم بها عندما تبدأ المعركة ، نتخطى كل قواعد اللعبة و قوانينها ، و نبذل كل ما بوسعنا لتحويلها الى مسالخ و مجازر و ارض خراب و تشرد ، لا يتبقى من قوانينها شيء سوى الكراهية و وحشية الرد بالمثل بل و أقسى من المثل ، كمجرد نزعة انتقام و السعي الى إيقاع اكبر عدد من الضحايا في الجانب الآخر و لا يهم ان كانوا ابرياء او لا فالجميع في الطرف الآخر أعداء ..!
* نشجب الحروب ، لكننا نملك دائما الاستعداد لدخولها بحماس ..!
والكل في الحرب يتحول كائنا شريرا ، لا يرى سوى ما يريد ان يرى..
لا أحد يحاول أن يفهم الجنون الذي يجتاح مساحاتها ، لا أحد يحاول أن يفهم كم هي هشّة إنسانية الأنسان ..!
* واحدة من جرائم الحرب البشعة ، احتماء المتحاربين بالمدنيين ، الأطفال و النساء و العجزة و الشيوخ ، و جعلهم دروعا بشرية و رهائنا للإبتزاز ، و أحط المقاتلين هم من يفعلون هذا بحق أهاليهم و مواطنيهم و حجتهم هي انهم يحمونهم و يدافعون عن قضيتهم ..!
* جميعنا نملك القدرة على أن نتحول وحوشا و تبرير ذلك بمبررات أخلاقية أو قيم آيديولوجية أو دينية و عرقية ..! و تعد ميادين الحروب و أزمنتها البيئات الخصبة لنمو هذه النزعات و تغلغل جذورها في الروح الإنسانية ..
* الحياة ثمينة ، و على المرء أن يحقق أقصى فائدة منها لبناء سعادته كحق مشروع .. لكن هذا الأمر فيه تناقض مع زمن الحرب ، ففيه شئنا أم أبينا ننحاز لقوة الموت و التدمير الغاشمة ضد الحياة ، حياتنا و حياة الآخرين ..
فلا تمجدوا الحروب و لا تباركوها ، فما من عاقل يبارك الشر و يبحث عن مبررات لتبنيه الوسيلة الأمثل للتعامل بين البشر . فقدسية الحياة تمنح مبررات أعمق للتفاهم و التعايش و مد جسور السلام بين اجناس البشر، فكل حرب و صراع يخوضه الأنسان ، عدوان غاشم على انسانيته .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشرطة البريطانية تعتقل ناشطتين بعنف خلال مظاهرة أمام مصنع ع
.. نادي بالستينو التشيلي يستذكر غزة بلافتة تدين عاما من الإبادة
.. في الذكرى الأولى لحرب -7 أكتوبر-.. نتنياهو يهدد بتوسيع القتا
.. لهذا السبب قد تختار إسرائيل اجتياح جنوب لبنان من البحر
.. فلسطينيات يودعن أبناءهن الشهداء إثر غارة إسرائيلية على غزة