الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المقاومة بالانقراض
سالار سليم
2024 / 7 / 28اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
لا يستند السؤال ،هنا، ،وبالطبع، على أرقام ترغمنا على إعادة الانتباه لوضعية المقاومة الفلسطينية قديما وحديثا، إلا أننا منذ 7 اكتوبر، لم تعد بعض الصيغ التعبيرية المتداولة حول القضية الفلسطينية مناسبة لما وقع لنا، لقد غيّرتنا اللغة بعنف الحدث، الذي ورّطنا بالانتماء الى العالم من جديد بوصفنا "مقاومين" من نوع آخر . و لأنّها لم تعد " القضية الفلسطينية " بل (قضيتنا) ولم يعد الضمير "هم " بل (نحن) ولم تعد " المقاومة " بل (نقاوم) ، وبالرغم مما نشعر به من خدش للحياء الآن ومن حرج أخلاقي لا سابق له ، غير أنّنا ومن نقطة لا تبتعد عن قساوة ما نشهد ونشاهد منذ شهور وبشهادة شعبيّة عالميّة عن خروج الحرب من مشروعية القتال بين طرفين متنازعين إلى حالة هستيريا جماعية عبّرت عن وضع نفسي قد وجد حجّة لم ينتظرها من الأساس وإنما هي فرصة لإشباع غريزة لم تُشبع بعد .
من هنا، ومن منطلق الفجع اليومي الذي لن يبسّطه أي عزاء أو مواساة أو تضامن ، قد دفعنا إلى التأمل في إمكانية أو ضرورة التفكير بابتكار أدوات جديدة من خارج نفق المقاومة بالمثل . إذن، ما دام الفلسطيني ومنذ 1948م وهو ينذر نفسه دفاعا عن أرضه، جيلا عقب آخر، ولم يفطن أو يضطر إلى البحث عن شكل آخر لمقاومته، فهو يموت مضطرا وراضيا، في بيته أو في أسره، صغيرا أو كبيرا، إلّا أنّ موت الفلسطيني ليس أي موت، هو شكل كينونته الخاصة ومعنى وجوده وآية مصيره، فماذا لو قاوم بالانقراض، بألّا يوجد من الأساس، أن يلتقي بالموت من وجهة أخرى غير تلك التي داوم فيها على إنفاق أطفاله بوصفهم ذخيرة جاهزة للفقدان ، إذ تصبح مسافة القهر، هنا، بين معنى وجودهم وعدمه واحدة إلى حدّ منظور. ولم يحدث في تاريخ أمة من الأمم أن اتخذت من أشكال الدفاع عن نفسها مثلما فعل الفلسطيني، الذي وجد نفسه ضمن آلة انتاج بشري قد تخلّت نفسيا وأخلاقيا عن ضرورة التساؤل حول مصير أو مستقبل هذه الجماعات الكبيرة من الأطفال، حتى صار ينجبهم عن بعد لمانع الأسر، أو وهو يرسّم زواجه في أعراس معلنة في خيم النزوح ، إلّا أنّ صندوق عرسه مفرغ ،دوما، من رغبة الإنسان العادي، الذي ينجب الأبناء لحراسة خلوده في الزمان ، لم يقع الفلسطيني تحت اسم هذا الوهم، فهو يأتي بما منّت قدرة الله وبما طاب الخاطر دون خوف أو حسبان ، فهو، دوما، أب مؤقت لأبناء مؤقتين ، فما الذي سيتغيّر لو تمرّد الفلسطيني عن إطعام النار بغير دمه ؟ ما الذي سيتغيّر لو توقّف عن إنتاج الأطفال من معنى مقابل لمعنى إنتاجهم في كل مرة، بأن يؤجّلهم عن الحياة ليقطع على عدّوه الطريق إلى الحياة ؟ ماذا لو أسّس لفنائه بوصفه آخر أشكال الجهاد النبيل الذي لم تختبره الإنسانية بعد ؟ .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تقارير عن نقل صواريخ إيرانية إلى روسيا...أية عواقب؟
.. الحرب تحرم ا?طفال غزة من أبسط حقوقهم في التعليم وحماس تندد
.. أهم ما يجب معرفته عن دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل وقرارات ال
.. مشاهد متكررة للشرطة وهي تعتدي ضربا على داعمي غزة في ألمانيا
.. بعد 40 يوماً على اغتيال هنية.. إيران تعيد نشر تصريحات خامنئي