الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المرحلة الانتقالية العالمية ليست تفاهة
مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا
(Magdy Abdel Hamid Elsayed)
2024 / 7 / 29
العولمة وتطورات العالم المعاصر
يمر العالم الآن بمرحلة انتقالية مغلفة بالتفاهة كما يصف بعض الفلاسفة أو مغلفة بقوة الاقتصاد كما يرى رجال الأعمال الصاعدين بقوة غير محدودة حول العالم أو مغلفة بالحرية الاجتماعية والثقافية غير المسبوقة كما يرى بعض السياسيين والليبراليين الجدد أو مغلفة بقوة العولمة والتكنولوجيا كما يرى معظم الشباب الآن والذين يستعدون بالفعل لدخول تلك المرحلة الانتقالية فى معظم دول العالم ، ولكنها فى النهاية تبقى مرحلة انتقالية للإنسانية ككل غير محددة المعالم وربما تضم كل ما سبق ذكره وتستوعب كل الافكار والارهاصات والاحتجاجات وربما الصراعات والحروب التى تظهر من وقت لآخر فى معظم بقاع العالم دون استثناء نتيجة تغير الوعى العالمى فى المرحلة الانتقالية التى يمر بها العالم الان.
لقد فشلت الولايات المتحدة فى جعل التاريخ ينتهى كما كانت تتمنى منذ ثلاثين عاما بحيث تسود القيم الغربية الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية فى العالم ، ومن ثم صعدت للسطح قوى جديدة قادمة من شرق العالم تتسم بفكر جديد تحدد معالمه الآن دول صاعدة مثل الصين والهند وحتى اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وإندونيسيا وتايوان وماليزيا وهونج كونج وفيتنام والسعودية والامارات وباقى دول آسيا بعد أن أصبحوا يسيطرون على أكثر من نصف اقتصاد العالم بالفعل وبهم أكثر من نصف سكان العالم ، ويتجه بعضهم الى استعمار اقتصادى جديد أو على الأقل تفاهم اقتصادى جديد مع دول العالم الثالث ذات الثروات والتى لم تخرج من مستنقع التغييب الاقتصادى والفساد.
السؤال المهم بالنسبة لنا هو ما موقفنا مما يحدث فى العالم بعد أن أصبحنا بالفعل مفعولا به بدلا من الفاعل ؟ ، هل يستطيع سياسيونا ومفكرونا ومثقفونا استيعاب ما يحدث فى العالم ليكونوا النخبة الواعية التى تقودنا للأمام وتحول بيننا وبين الوقوع فى البركة والغوص فى الوحل الاقتصادى والثقافى والاجتماعى؟ .
للأسف غاصت النخبة فى معظم دول العالم الثالث فى فخ الصراعات الدينية والاجتماعية وقضايا تراثية تعتبر الأن هامشية تأخذ معها العامة ناحية التغييب ليكونوا مع أو ضد أشياء غيبية غير محسومة ولن يتم حسمها أبدا برعاية النخبة المسيطرة إعلاميا والتى ظهرت ربما بتوجيهات سياسية عليا لتدور الشعوب المقهورة فى ساقية النفاق والفساد المستشرى الذى يجعل معظم دول العالم الثالث مديونة وفقيرة لأطول فترة ممكنة.
قد يكون من المفيد الآن فى الدول العربية وجود فلاسفة ومفكرين ومثقفين يفسرون لنا ما يحدث فى العالم فى مرحلته الانتقالية الصعبة التى سيطرت فيها الآلة التكنولوجية والاتصالات ووصلت إلى الحروب والصراعات والسياسة والثقافة بصورتها العامة التى تضم الدين والفكر والفن والأدب والرياضة وكل إنتاج بشرى بل وغزت المجتمعات من داخلها لتتحول كل المقاييس إلى مقياس واحد مادى تدعمها آلهة الاقتصاد التى تحاول الوصول لعرش الإله المقدس على الأرض لتحل محله فى صناعة المستقبل والسيطرة على العالم.
تتوقع بعض مقالات دول شرق العالم أن يكون القرن الحادى والعشرين كله فترة انتقالية لصالح شرق العالم بصورة عامة بينما تتوقع الصين أن تستمر تلك الفترة حتى عام ٢٠٤٩ وهو العام الذى تتوقع أن تصل فيه إلى أن تكون أكبر قوة اقتصادية فى العالم بل وقد تصل عام ٢٠٧٠ إلى أن تكون أكبر قوة عسكرية فى العالم ربما تنهى بها خمسة قرون من سيادة الفكر الغربى ليظهر فى العالم الفكر الكنفشيوسى والتاوى المختلط بالفكر الاشتراكى الإجتماعي ليحل محل الفكر الغربى فى ظل تذبذب اسلامى وهندوسى بين الفكر القادم غير المعلوم والفكر الغربى المزمع نهايته على يد دول شرق أسيا.
لقد حاولت معظم دول شرق اسيا الابتعاد عن الانزلاق إلى الصراعات المستنفذة للقدرات والثروات والنى تحدث فى أوكرانيا وغزة وحتى فى العراق وسوريا سابقا مع انغماس الولايات المتحدة والغرب فيها دون حسم واضح حتى يتم استنفاذ قدرات الانظمة القديمة وتعظيم قدرات الانظمة الصاعدة فى شرق العالم.
نحن نمر بالفعل بمرحلة انتقالية عالمية بأذرع الاقتصاد والتكنولوجيا والاتصالات قد تستمر لعدة عقود وربما لنهاية القرن ومن الأفضل دراستها واستيعابها بدلا من دفن الرؤوس فى الرمال المتحركة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تدريبات إسرائيلية على حدود لبنان.. هل تستعد تل أبيب لاجتياح
.. مراسل الجزيرة يرصد تداعيات حادث معبر -الكرامة- على الداخل ال
.. لحظة إطلاق النار على معبر الكرامة -اللنبي- بين الضفة والأردن
.. 3 قتلى إسرائيليين في إطلاق نار بمعبر -اللنبي- بين الأردن وال
.. -هدية ثمينة- للأمير هاري من الملكة إليزابيث الراحلة