الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقد حلم مرة ان يكون اول رئيس شيعي لجمهورية لبنانية جديدة

سلطان الرفاعي

2006 / 12 / 19
كتابات ساخرة


وعاد الوضع الامني الى التدهور. واتصل امين الجميل بحافظ الاسد الذي دعاه الى زيارة دمشق في 14 تشرين الثاني بدل الاجتماع في جنيف . وقبل يومين من موعد اللقاء أصيب الرئيس السوري باضطراب في نبضات القلب ، وارتفاع في معدل السكري بسبب الارهاق والجهد المتواصل الذي بذله منذ الغزو الاسرائيبي . واضطر الى ملازمة المستشفى ثم المنزل لمدة شهر كامل ، كاد يهتز خلاله الحكم السوري. ص72

وظف الرئيس اللبناني فترة نقاهة الاسد بأن زار الرياض والمغرب وليبيا وباريس ولندن وروما والفاتيكان وواشنطن--------وفيما كان امين الجميل في واشنطن في 3 كانون اول 1983 ، انفجر الوضع الامني على كل المحاور وسقطت القذائف في محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع في اليرزة . كانت رسالة خدام واضحة : طريق الحل تمر عبر دمشق لا عبر واشنطن . ص72
لم أفهم ابداً لماذا لم يقاتل الجيش اللبناني حفاظا على العاصمة، وانكفأ الى القسم الشرقي منها، ثم راح يمطر الضاحية الجنوبية ، ذات الكثافة الشيعية بوابل من القصف المدفعي المجنون . اخطأ الحكم في ادراة معركة بيروت على غرار ما فعل بالجبل وظهر انسحاب الجيش اللبناني من الشطر الغربي من العاصمة بمثابة بداية خروج القرار من يد رئيس الجمهورية . كما اسفر القصف المدفعي على المناطق الشيعية الى توحيد الطائفة الشيعية حول نبيه بري في مواجهة امين الجميل. ص73

بدأ حياته السياسية مطالباً بالثورة من داخل النظام وانتقل بعد حركة 6 شباط للدعوة الى الثورة على النظام ورضي في مؤتمري جنيف ولوزان باصلاح النظام . يتمسك بمبدأ الغاء الطائفية السياسية كي يفسح المجال امام طائفته الاكبر عدداً لتتبوأ مركز رئاسة الجمهورية . وقد حلم مرة ان يكون اول رئيس شيعي لجمهورية لبنانية جديدة. ص73
عقدة الشيعة هي عقدة المستقبل اللبناني . الحل معهم متعب ، ومن دونهم مستحيل . شهدت الستينات انفجار الطائفة الشيعية سكانياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وعقائدياً وحولها موسى الصدر في السبعينات من كتلة ديمغرافية جامدة ، الى مشروع سياسي ينشد العدالة للمحروين ولو بقوة السلاح . وتبدو الطائفة الشيعية بحج طموحات نبيه بري لكنها اكبر من طاقاته ، فهو مضطر الى أن يستعين بدمشق ليحافظ على زعامته المهددة دوماً. ص74
وتخلت واشنطن عن امين بصورة دراماتيكية . فبالاضافة الى سحب المارينز جمدت تزويد الجيش اللبناني بالدبابات والاسلحة لاعتقادها ان هذا الجيش غير مؤهل كقوة مقاتلة. ص74

ورسم خدام واقع الحكمين اللبناني والسوري عندما نظر الى الرئيسين وهما جالسان جنباً الى جنب ، فهمس في اذن جان عبيد :(( غريب امر هذين الرجلين : واحد يصنع كل يوم معجزة لانقاذ بلده ، وواحد يحتاج الى ان نصنع له كل يوم معجزة لانقاذه)). ص75

والواقع اني حاولت غداة قيام الانتفاضة ان اتصل شخصيا بنائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ، لاشرح له خلفيات حركتنا واؤكد له انها غير معادية لسوريا ، وغير مرتهنة لأي جهة خارجية . وطلبت منه ان ازور دمشق فأجاب: (( دمشق مفتوحة لك كالعادة بصفتك الشخصية . لكن استقبالك كمسؤول في الانتفاضة يتطلب قراراً من القيادة لا يمكنني اتخاذه )). وفي اتصال ثانِ شن ابو جمال هجوماً على الانتفاضة ، وما سماه (الرموز الاسرائيلية) فيها خصوصاً حبيقة وجعجع . وساد لدي انطباع ان دمشق تفضل التعاون مع امين الجميل وليس مع معارضيه ص91
وبعد فترة اخبرني ايلي حبيقة انه ابتدأ يمد خطوطاً مع سوريا عن طريق اتصالات يقوم بها ميشيل سماحة رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان ، مع الدكتور رفعت الاسد شقيق الرئيس السوري . واطلعني على نص رسالة ينوي توجيهها الى الرئيس الاسد ، بغية فتح قنوات مع الحكم السوري. ص92
ووقع ما كنت اخشاه ففي اواخر نيسان 1985 انسحبت اسرائيل من الاقليم وشرق صيدا واجتاحت القوات الدرزية والمليشيات الحليفة لسوريا المنطقة،ص92

في 9 آيار 1965 ، وفيما كنا مجتمعين في الهيئة التفيذية ، قام حبيقة بعملية استعراضية اذ سألني اذا كان امين الجميل تسلم كتاباً من سمير ومني فرددت بالايجاب ، فلامنا وعد هذا العمل بمثابة تفرد وخروج عن القيادة الجماعية . وكان الجو معبأ ضد امين ، فظهر ارسال الكتاب بمثابة انحراف عن خط الانتفاضة وايدت اكثرية الاعضاء موقف حبيقة ، الذي اغتنم الفرصة واقترح امرين: الاول التخلي عن القيادة الجماعية والانتقال الى القيادة الفردية ، ورشح نفسه رئيساً ، والثاني اصدار بيان عن الهيئة التنفيذية يدعو الى الحوار مع دمشق . واخرج حبيقة من جيبه بياناً مكتوباً وعرضه على الحاضرين.
وفاجأني البيان ، ليس فقط لجهة محتواه ، بل خاصة لجهة صياغته ، اذ اكتشفت فوراً صياغة خدامية ؛ وكأن هذا البيان اعد في دمشق وليس في بيروت . وفاجأني المحتوى ، اذ ان ايلي حبيقة يطالب وللمرة الاولى بعلاقات مميزة مع سوريا . عندها فهمت ان تصرف ايلي حبيقة هو اكثر من اعتراض على كتاب مرسل الى امين الجميل، بل انه نتيجة لاتصالات مع خدام ص93
لم يدرك حبيقة ان ثمن المفاوضات المنفردة سيكون باهظاً . وقد اشترطت دمشق لفتح الحوار معه ، ان يتعهد خطياً بمشروع يتضمن نظرته الى الاصلاح السياسي والعلاقات المميزة مع سوريا . ووجه حبيقة في هذا الاطار رسالة اولى ، عدها خدام غير كافية وطالب بتعديلات واضافات مما حمل حبيقة على توجيه رسالة ثانية . وكانت الرسالتان بمثابة النصوصص الأساسية التي تكون منها الاتفاق الثلاثي . طبعا لم يعلمنا حبيقة باتصالاته ولا برسالتيه . وكنا انا وسمير ، نتلقى معلومات جزئية عن اتصالات بين القوات وسوريا من اطراف ثالثة. ص94
وفي تموز 1965 وبلا سبب مقنع ، قصفت المدفعية السورية وحلفاؤها كل الشرقية واستهدفت خصوصاً منطقة كسروان . طلب حبيقة عقد اجتماع مشترك ضمني وسمير ومجموعة صغيرة. وخلال الاجتماع لجأ حبيقة الى عرض الاوضاع بشكل دراماتيكي واختصر كلامه قائلا: (( اما المدفع السوري واما الحوار مع سوريا وعلينا ان نختار)). وسألته على الفور :(( هل تقبل دمشق بحوار مع القوات؟)) فأجاب : (عندي معطيات تسمح لي بالاعتقاد ان سوريا قد تقبل، شرط ان نقدم مشروع حل لانهاء الحرب). لم نمانع في ان يبدأ حبيقة بهه الاتصالت ، -------وفجأة ساد الهدوء المناطق الشرقية وصمتت المدافع . ص95

لعنة وطن
كريم بقرادوني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كوميدي إسرائيلي يتّصل بفندق لبناني للحجز... والموظف: -روحوا


.. الفنانة السودانية مفاز بشرى في ضيافة صباح العربية




.. أخبار الصباح | محاكمة -الصمت- لترمب تتحول إلى -فيلم بتذكرة-


.. ندوة الرواية والفنون: روايات واسيني الأعرج أنموذجا- الجلسة ا




.. ندوة الرواية والفنون: روايات واسيني الأعرج أنموذجا- الجلسة ا