الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نخرج من وهم لنقع في آخر
عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
2024 / 7 / 29
الارهاب, الحرب والسلام
عشنا طويلا كعرب في وهم أن العالم كله ضدنا، وهو وهم أسعد أعداءنا الحقيقيون، لانه من جهة، لا يحددهم هم كأعداء، ومن جهة أخرى، يجرنا إلى الأحباط والإستسلام، فكيف لنا أن ننتصر على العالم برمته؟!
وبعد معجزة السابع من أوكتوبر وما تلاها من ملاحم بطولة سطرها شعب البطولة الفلسطيني، وجبهات إسناده في لبنان واليمن، وما نقلته وسائل التواصل الأجتماعي من مظاهر السخط العالمي على جرائم أمريكا والكيان الصهيوني، أقتربنا أو وقعنا بالفعل في وهم آخر، وهو أن الحجب قد أزيحت عن الرأي العام في العالم بما فيه دول الغرب، التي تتخذ من ذلك الكيان قاعدة متقدمة لها في منطقتنا للدفاع عن نظام الهيمنة الأمبريالية وتسعى إلى ترسيخه وتأبيده. وفي هذا السياق سكر بعضنا بخمرة مشاهد الأحتجاج التي سادت جامعات النخبة في أمريكا وبعض دول الغرب، واعتبرها دليلا يثبت اننا لسنا واهمون في حديثنا عن عودة الوعي وانحياز العالم، بما فيه مجتمعات الغرب إلى قضيتنا وقضية الإنسانية، قضية فلسطين.
والحقيقة أن العالم لم يكن يوماً ضدنا أبدا، صحيح أن أوساطا كثيرة من الرأي العام العالمي قد حُجبت عنها حقائق الصراع الذي نخوضه ضد الصهيونية، واغتصابها أرض فلسطين وتحويلها إلى قاعدة لضرب حركة التحرر والاستقلال والتقدم العربي، وصُوّر كفاح العرب ضد الصهيونية كصراع ديني أحياناً، ونزاع حدودي أحيانا أخرى، وحتى كعدوانية عنصرية من جانبهم لتدمير دولة صغيرة ديمقراطية لشعب عانى طويلا من فضاعات العنصرية الأوربية. لكن الصحيح أيضا ان مواقف المجتمع الدولي معبرا عنها في قرارات الأمم المتحدة وجمعيتها العامة والمنظمات التابعة لها كانت في غالبيتها مناصرة للحق العربي، ولعل ابرز تلك القرارات، هو ذلك الذي ادانت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، الصهيونية حركة عنصرية. لكن النفوذ الغربي في المنظمات الدولية جمد القرارات العديدة التي تندد بالكيان الصهيوني وتقر بالحقوق العربية، وحال دون تفعيلها.
إذن العالم لم يكن ضدنا دوماً، وما كان ضدنا دوماً، وعلى نحو ثابت هو الغرب، أوربا وامتداداتها في أمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلاندا. وكانت شعوب أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية دوما إلى جانبنا.
هذا عن الوهم الأول، أما الوهم الثاني، الذي ينتشر بيننا حاليا، فهو الاعتقاد، وربما الاقتناع بحدوث تحول كبير في ميول الرأي العام الغربي، أفرزته القراءة غير المتمعنة في الأحتجاجات المضادة لجرائم أمريكا وقاعدتها الكيان الصهيوني في فلسطين، التي جرت في شوارع الغرب وبعض جامعات النخبة فيه.
إذ يمكن القول أن الأوربي الأبيض في أوربا وامتداداتها التي اسلفنا الحديث عنها، سواء كان مواطنا عاديا أو من أفراد النخب، مازال أبعد ما يكون عن تلك الأحتجاجات، أو مراجعة قناعاته ومواقفه المتوافقة مع تأريخه الأستعماري، ومصالحه الراهنة، التي يشكل الكيان الصهيوني خير حارس لها، كما ان مواصلة تأييد ذلك الكيان تمنحه الفرصة لممارسة النفاق الذاتي ضد نفسه، واكتساب شعور زائف في انه بذلك التأييد يتطهر من جرائم أجداده ضد اليهود.
ما يغيب عن الأذهان عند متابعة الأحتجاجات المناهضة لجرائم الكيان الصهيوني، في أوربا وامتداداتها، هو التغير الديموغرافي الذي شهدته تلك البلدان، وحصول ملايين من البلدان العربية والأسلامية وبلدان أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية على جنسياتها، وحصول المجتهدين من شبيبتها على مقاعد دراسية في جامعات النخبة، وهم بالضبط من يقود وينظم الأحتجاجات سواء في الشوارع أو الجامعات، ويشارك اليهود غير الصهاينة بنشاط في تلك الأحتجاجات، على نحو يستحق الإكبار والتقرير، و وكذلك نسبة بالغة الضآلة من البيض الذين ينتمون إلى اليسار الماركسي. أما الغالبية العظمى من الأوربيين البيض على اختلاف شرائحهم فلم يطرأ أي تغير على مواقفهم وانحيازاتهم. وما زالوا أسرى لنمط التفكير الذي تطرقنا إليه في ما سلف.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -لوف أون ذو ران- حين يورط الحب سجّانة .. • فرانس 24 / FRANCE
.. عاجل | مراسلنا يؤكد نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية مقتل هاشم
.. مراسلة الجزيرة ترصد آثار الدمار والقصف على بلدة نيحا بالبقاع
.. 5 شهداء وعدد من الجرحى في قصف على بيت حانون
.. عاجل| سقوط صاروخ قرب ميناء حيفا