الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-8

أمين بن سعيد

2024 / 7 / 30
كتابات ساخرة


في ذلك الوقت، الناظر من بعيد لتلك الجلسة، كان سيراني الأسعد والأوفر حظا، لكني لم أرَ ذلك فقط. كلمتهما عن شعورين شعرتُ بهما: أني محظوظ وأني خائف، لكني لم أكلمهما عن الجديد الذي شعرتُ به أول مرة... قبل ذلك كنتُ الآمر الناهي، ولا راد لرغباتي وقراراتي، ومن تَجرّأتْ أُلقيتْ من النافذة. أما في تلك الجلسة، فلم أكن إلا طرفا في معاهدة-صفقة، والطرف الأضعف! ظهر فيها أن الأطراف الثلاثة متساوون، لكن العكس كان الواقع... ملاك كانت "الـ" ــملكة، إيمان كانت مجرد أميرة، وأنا كنتُ مجرد وزير أو قائد جيشٍ ضمن جيوش: لم أرَ أني ملكتُ قلبَ كل منهما وصرتُ الـ ـملكَ، المعادلة اختلفتْ عن كل ما سبقها! ملاك كانت بعيدة عني، وزاد بُعدَها غيابُ الجنس، ليس بيني وبينها فقط، بل حتى بيني وبين نفسي، لأني لم أكن أرى أي شيء جنسي معها بعكس إيمان، وكأنها مَرّرتْ لي العدوى: الجنس قبلة وضمّة فقط! لكني لم أعد أستطيع التراجع... ولم أكن بذلك السفه، لأتركَ فرصةً مشابهة، ربما لن تتكرّر بقية العمر.
ثم قالت إيمان...
- أين ذهبتَ؟
- منذ متى تقودين؟
منذ سبع سنوات.
- أقسى سرعة وصلتها؟
- 360
- وبماذا شعرتِ؟
- أني أطير... أني لم أعد بشرا... أني غادرتُ العالم الذي كنت أعيش فيه، إلى آخر، لا شيء فيه... يستطيع إيقافي... دامتْ تلك السرعة لحظات، وتمنيتُ لو أنها تواصلتْ إلى الأبد!
- السعة؟
- 500
- وفي الطريق السيارة كم وصلتِ؟
- لم أقد حتى الآن.
- وكم ستصلين؟
- لا أعلم... لكني لن أسرع... السرعة تكون فقط في المضمار...
- من شجّعكِ على ذلك؟
- ماما... منذ أن كنتُ صغيرة، أحببتُ الدراجات، ولُعبي كانت تقريبا كلها دراجات...
- والعرائس؟
- لم يكن عندي عرائس... فقط سيارات ودراجات، لكن الدراجات أكثر...
- يعني عمركِ 12 سنة عندما بدأتِ؟
- أقل قليلا... ماما كانت تأخذني إلى المضمار
- وأبوك؟
- كان ضدّ...
- وأمكِ ستشتري لكِ...؟
- ربما... آخر هذه السنة.
- ولماذا؟
- لماذا ماذا؟
- ستشتري لك البايك؟
- حان الوقت، أردتُ ذلك منذ الصيف وقد تجاوزتُ الـ 18 سنة...
- أعرف شرطيا توفي بعد حادث مطاردة...
- بايكاتهم ضعيفة.
- و... ستشتري لكِ أمكِ... أقوى منهم؟
- لا أدري، لكن سيكون أقوى من أغلب ما عندهم.
- ولن يستطيعوا اللحاق بكِ إذا هربتِ؟
- لن أفعل ذلك، لستُ مستهترة... ثم، رخصتي تُسحب وأدخل السجن... القانون صارم مع السرعة.
- القانون لا يُطبّق على الجميع...
- لن أحتاج لذلك.
- جيد إذن... أعشق الفورمولا وان، لكن لا أحب الدراجات...في الصيف وصلتُ 180 بسيارة ماما، فبدأتْ يداي ترتعشان واضطررتُ للتوقف قليلا حتى هدأتُ... لا أعلم كيف تقولين أنكِ وصلتِ 360؟ وعلى بايك! يعني ذرة هواء أو فقدان توازن وتتحولين إلى أشلاء؟!
- حصل ذلك مرة واحدة ولثواني، والجزء من المضمار كان مستقيما...
- كم كان عمركِ؟
- في الصيف الماضي.
- وكيف سمحوا لكِ بذلك؟
- المشرف صديق ماما، و... قدمتْ له خدمات.
- وكمقابل سمح لكِ؟
- لم يكن الأمر كذلك، لنقل أغمض عينه...
- ولو لم يغمض عينه، ماذا كان عليه أن يفعل؟
- الطرد، والمنع من دخول المضمار، ومن استعمال أي موتورسايكل...
- واضح أنه مديون لأمكِ كثيرا هذا المدرب...
- ليس كذلك... هو صديق الأسرة، ودرس مع خالي، ويعملان معا.
- ماذا يعملان؟
- كوازاكي... مهندسان.
- خالكِ في اليابان وهو هنا؟
- لا، يتنقلان بين اليابان وبين البلد...
- وأكيد، هما من سيشرفان على شراء الـ
- نعم.
- جيد، لكن...360 أو 300 أو حتى 200 كثير! من يضمن أنه لن ينفجر؟ ومهما كان نوعه!
- لو كان مصنوعا هنا يمكن حدوث ذلك...
- ... لذلك نحن نصنع الحلويات، ولا نصنع السيارات والدراجات!
- كل ومجال تخصصه... ولن يستطيعوا صنع البقلاوة التي عندنا...
- أكيد، والقسمة عادلة... هم الطائرات والصواريخ والسيارات، ونحن البقلاوة!
كلامي مع إيمان، كان كذلك الذي يدخن أو يشرب منذ ثلاثين سنة، ويتكلم وكأنه لا يعلم عواقب ذلك، أو على الأقل بوجود المخاطرة. يتكلم وكأن الكلام لا يعنيه ويخص فقط غيره، ولا يخطر بباله أبدا أن ما نراه يقع لغيرنا ربما يخصنا يوما ما ويقع لنا... ذلك لا يقع إلا لغيرنا! لكن، ما قيمة الحياة دون مخاطرة؟ وهل يمكن لمن يريد المختلف والاستثنائي أن يخشى المخاطرة؟ الحياة لا تُعطي كل شيء، وما لم يأتِ منها بمفرده علينا أن نبحث عنه ونجلبه، وما لم نفعل فلن يأتِ، وإذا لم يأتِ عشنا بالنقص... جُعلت الحياة لتُعاش دون حدود ولآخر لحظة منها، ودون مخاطرة أكيد سينقصنا الكثير ولن نعيش الأكثر، وحتى لو عشنا فإن الطعم سيكون ناقصا، ينقصه شيء... وما الرضا بما أعطت الحياة إلا سلوك الضعفاء وسفه عوام البشر!
ثم... رن التلفون، فقامت ملاك قائلة: "أكيد ماما"، لكنها نادتني: "محمد"...
- صباح الخير
- والله لا تستحي... من استحوا ماتوا!
- ...
- بسببك ماما هنا منذ قليل
- هل هي بخير؟
- نعم، وتريد رؤيتكَ، ثم ماذا تفعل عند ملاك؟
- الآن؟
- نعم الآن! ولا تقلي أنكَ لن تأتِ؟!
- لا أعلم...
- حقا لا تستحي! البارحة تركتني وحدي برغم أني بقيتُ من أجلك، والآن ماما هنا ولا تريد أن تأتي؟!
- لم أقل ذلك... أنا قادم... معها أخواتكَ؟
- لا، جاءتْ وحدها... ننتظركَ للغداء، ينقصنا فقط صودا وخبز...
- أنا قادم... محمد...
- نعم؟
- لا شيء... الخبز والصودا ووردة... أنا قادم...
- وردة؟
- نعم... وليست لكَ...
رأيتُ الغضب في وجه ملاك، بعكس إيمان...
- أعرف أمه، وكلما جاءت لزيارته أراها...
- جميل
- ما بكِ إذن؟
- لا شيء
- محمد بقي من أجلي البارحة واليوم... من المفروض أنه كان سيمضي الويكاند مع عائلته... وأمه جاءت...
- أسرع إذن، ماذا تنتظر!
- أن أفهم سبب ما أراه على وجهكِ؟
- ...
- أنتِ غاضبة! ما الذي حصل؟
- لم تستشر أحدا! قرّرتَ وحدكَ!
- ألهذا غضبتِ؟! ظننتُ أن مصيبة حدثتْ...
- لم يتغيّر عندكَ شيء، قبل أن نتكلم وبعده، لم يتغيّر شيء!
- طيب... سأستشير: هل أستطيع دخول الحمام قبل مغادرتي؟
- ...
- تعرفين، أنتِ أجمل عندما تغضبين...
- ...
- ثواني وأعود...
- ...
- سأتصل بعد أن تغادر أم محمد
- لن نكون هنا، سنخرج
- سألتحق بكما إذن...
- لا أحد دعاكَ...
- إيمان ستفعل... أليس كذلك إيمان؟
ثم خرجتُ... أمام الباب لاحظتُ أن إيمان لم تتكلم، ابتسمتُ وقلتُ في نفسي عن ملاك: "هي الملكة إذن..."، ثم... أسرعتُ لألتحق بمحمد وأمه... الخبز، الصودا، والوردة... اخترتُ وردة حمراء، طويلة جميلة ورائحتها لذيذة... كأم محمد؛ طويلة، جميلة، ورائحتها، ورائحة مأكولاتها، دائما لذيذة...
وفُتح الباب...
لم أستطع حتى النطق! كيف حصل ذلك؟ لا أعلم... الذي أذكره، أنها أخذتْ من يدي الأولى الوردة، ومن الأخرى الخبز والصودا، ثم قبّلتني، ومشتْ طالبة مني أن أتبعها وأن أغلق الباب... ففعلتُ. صادف ذلك خروج محمد من الحمام، فكلّمني... فاستيقظتُ!
لكن، هل انتهى ما حصل، لحظتها، واللعنة عليّ من يوم وُلدتُ حتى يوم مماتي؟ لا! لم ينته شيء في تلك اللحظة، بل كانت لحظة البدء، لحظة بدءِ لعنها، بدءِ فتح الباب لما سيُغيّر كل شيء في حياتها...
همس محمد...
- حروب نووية في عائلتكَ... مشاكل تخص الارث، وأنتَ حساس لم تقبل ذلك... متأزم نفسيا...
- ماذا؟
- ولذلك بقيتُ معكَ... فهمتَ؟
- متأزم نفسيا؟!!
- الفكرة الأولى التي خطرتْ ببالي... اسكتْ إنها قادمة...
ثم... أكلنا. كذبة محمد لم تكن كذبة، لأن حالي عندما كنا نأكل صادق قوله، لكن السبب لم يكن ما قاله لأمه...
الأم! عالم آخر، وحساب خاص لا يصله أحد من البشر. الأب لا يُكلّفه الأمر غير طلقة تدوم لحظات، أما هي فأشهر في أحشائها ثم ولادة ثم رضاع ثم ما تيسّر من بقية العمر. الأم رمز القداسة والحياة، الحب دون مقابل، الوفاء حتى لمن لا يستحق. الأم، أعظم مُحرَّم بين كل أفراد العائلة... أخت الصديق يمكن أن تكون شيئا آخر غير أخت، لكن أمه لا يمكن أن تكون شيئا آخر غير أم!
19 سنة وعدة أشهر عندما فتحتْ الباب لصديق ابنها. 45 سنة وعدة أشهر عندما، في لحظة، رأيتُ معها كل شيء! من الألف إلى الياء! نعم... لم أشعر برغبة كتلك مع أحد حتى تلك اللحظة، حتى مع إيمان! كانت جميلة جدا، ولم أر أنه يمكن أن يوجد امرأة على سطح الأرض أجمل منها... في شريحتها العمرية. إيمان وملاك شريحتهما أخرى، ولا مجال للمقارنة... اللعنة على الجمال! واللعنة على الجنس! الجمال يعني الجنس، والجنس ممنوع فقط مع محارمي، وكل من لم تكن منهن، لا مانع فيه معها! لم يكن الأمر مجرد قبلة! لا! بل كان أبعد من ذلك بكثير... من الألف إلى الياء! وكل شيء رأيته في لحظة، حتى انتصبتْ قامة من حقّ على قامته الكسر بل والقطع! اللعنة على هالة، الفنانة، وعلى دروسها: الجمال ليس شفاه وأعين وأثداء تحت اللباس، الجمال جسد كامل، الجمال حرب ضروس مع ذلك الجسد وليس النظر إليه من بعيد!
حَدَثَ! وما حدث دخل التاريخ وصار مستحيل التغيير أو المحو... يبقى بعد ذلك مشكل كيفية فهمه والتعامل معه، أما إنكاره فلا، ولم أكن ممن يُنكرون، بل كنتُ ممن يريدون المختلف والاستثنائي! وقد تحقق لي ما أردتُ، حتى الذي لم يخطر لحظة واحدة ببالي! لكنه حصل... غصبا عني حصل... لحظةَ رأيتها واقفة أمامي، بعد أن فتحتْ الباب مبتسمة، ثم أخذتْ من يدي الوردة والخبز والصودا، وقبّلتني...
عانيتُ كثيرا طوال ذلك الغداء، نعم كنتُ مظلوما! وكنتُ مهاجَما في عقر داري! العدو كان فوق وتحت وأمامي! فوق كانت عيناي، تحت كان شيئا آخر عليه اللعنة، وأمامي كانت هي! اللعنة كنتُ كمهووس جنسي لم ير أمامه أنثى منذ ألف سنة! ما كنتُ أراه في عقلي كان غريبا ومدمرا! لم أر ذلك حتى مع إيمان! كل شيء كان جنسيا في عقلي ولم يكن أي جنس! الجنس يمكن أن يكون لطيفا وراء أضواء خافتة وموسيقى هادئة. لكنه في عقلي، كان أسرع وأعنف من تلك الأفلام الجنسية التي شاهدتُها الصيف الماضي مع رفاق السوء! قمّة الرغبة مع قمّة الخجل والشعور بالذنب: كان ذلك ما شعرتُ به، كان عنيفا ومدمرا، لكنه كان لذيذا و... اللعنة على الجنس... مختلفا وفريدا!
لاحظتْ أني مشوش الذهن، فظنّتْ ما قاله لها محمد عني، فزادتْ من لطفها معي وليتها ما فعلتْ! لم آكل غير القليل، واعتذرتُ بأني تناولتُ فطور الصباح متأخرا. ولم أتكلم إلا القليل ولم أكن في حاجة لاعتذار. لكني، نظرتُ كثيرا برغم كفاحي ضد أعدائي، وتخيلتُ الكثير الكثير برغم نضالي ضد من هاجمني! وعند انسحابي لغَسل يديّ بعد اتمام أكلي، نظرتُ في المرآة: "أنتَ مريض! وفي حاجة إلى مساعدة!"... "تبا لك! أنتَ حقا مقرف!"
بعد وقت قليل، تهيأتْ لتغادر، قبّلتْ محمد قبل خروجها، أما أنا فطلبتْ مني أن أرافقها حتى السيارة. كانت تضع يدها على كتفي وتكلمني... المشهد كان لا غرابة فيه، أم تكلم ابنها وترفع من معنوياته... حسب ما فَهمَته ممّا بَلغها...
- لا تشغل بالكَ بمشاكل الكبار، اهتم بدراستكَ فقط... ليس فقط... وبـ ... نسيتُ اسمها
- ملاك
- محمد قال لي اسما آخر... ليس هذا
- إيمان... إيمان!
- نعم... تذكرتُ الآن... إيمان. وقال أنها جميلة
- نعم
- اذهب إليها الآن ودعكَ منه، لا تُضع معه بقية اليوم، اذهب إليها وانسَ ما يقوله ويفعله الكبار... الكبار أحيانا كثيرة يكونون أغبياء ولا يجب لنا السماح لهم بأن ينغصوا جمال صغرنا... اتفقنا؟
- نعم
- سلّم لي عليها إذن، والمرة القادمة عندما نلتقي أريدكَ أن تكون أحسن من هذه المرة... لو لم أكن أعرف أنكَ شقي لكنت قلتُ أنكَ خجول، لكني أعرف أنكَ ولدٌ شقي...
- أرجو ذلك... ستكون أحسن... قودي بحذر...
ثم غادرتُ مكان الجريمة الشنعاء... جريمتي. ومشيتُ وحيدا حتى جلستُ أمام البحر. كلامها الأخير كان كحكم بالإعدام أصدرته في حقي دون أن تعلم، كل شيء قامتْ به كان حكما بالإعدام عليّ وعلى ما دار ببالي...
ثم حضر وجلس بجانبي...
- ...
- قل خيرا أو اصمت!
- دعنا نضع على الطاولة ما عندنا قبل كل شيء. إيمان وملاك... كل واحدة منهما يتمناهما أي رجل! الاثنتان تحبانك، ومهما كانت تخوفاتك وتخرصاتك، الاثنتان تحبانكَ، أي ملكتَ فاصنع ما شئتَ! وماذا صنعتَ؟ اشتهيتَ أم صديقك الذي تراه الأخ الذي لم تنجبه أمكَ، أي أمه بمثابة أم مباشرة أو زوجة أب وهي أيضا أم... من يفعل ذلك؟ الحيوان بما أنه لا عقل له ويتبع غريزته، أو إنسان لكن ليس بإنسان سوي... إنسان مريض إما يلزمه علاج وإما يلزمه السجن ليسلم من شر نفسه ومن شره الناس!
- مجرد تفكير مريض مرّ ببالي ولا أعلم لِمَ وكيف، أعترف!
- أنتَ مهووس بالجنس، كل شيء لا تراه إلا جنسا، أنتَ عبدٌ للجنس...
- نعم أخطأتُ لكن الأمر لم يتجاوز خيالي، ولستُ عبدا للجنس، ليس كل شيء عندي جنسا... ملاك! نعم، ملاك لا أرى معها أي جنس!
- الآن نعم، لكن غدا ستلتحق بالقائمة!
- ...
- قلي، أمكَ جميلة أيضا كأم محمد، فلماذا...
- لا تكن بهذه السخافة!
- وما الفرق بينهما؟
- ...
- أنتَ لست لا ذكيا ولا شابا ذا طاقة جبارة، استيقظ أنتَ مريض! والمريض يلزمه علاج وإلا هلك...
- لستُ مريضا! مجرد فكرة مريضة مرتْ ببالي لحظات! لا أكثر ولا أقل!
- هل تضمن أنها لن تمر مرة أخرى؟
- لا أدري! ولا أستطيع ضمان أي شيء!
- فكر في البحث عن المساعدة... طبيب نفسي مثلا... لم لا؟
- هل يمكن أن يكون ذلك بسبب أني منذ أشهر لم...
- صحيح، أول مرة تتبتّل هكذا، المسكين! لكن لا أظن أن لما فعلتَه اليوم علاقة بذلك... أنا أراكَ مريضا... وأتصور أن أحسن عمل يصلح لك بورن ستار... لكن، وبصراحة، حتى لو عملت ذلك لا أظنك ستشفى من هوسك!
- هل حقا تراني مهووسا؟
- المرأة جميلة نعم، لكن لا يمكن رؤيتها غير أم، أنتَ رأيتَ أمورا فظيعة لا يراها حتى المنحرفون!
- ...
- تعرف حتى عند المجرمين القتلة والمغتصبين في كل سجون الأرض، هناك أمران محتقران: الأطفال والمحارم!
- ...
- أنتَ نظرتَ للمحارم!
- ليستْ أمي...
- البيولوجية نعم...
- ماذا سنفعل الآن؟
- لا أعلم... أتمنى لو كنتُ أستطيع اخصاءكَ!
- أنا أيضا... أنا أيضا!
"في ذلك الوقت، الناظر من بعيد لتلك الجلسة، كان سيراني الأسعد والأوفر حظا". وفي ذلك الوقت، وفي كل وقت حتى انتهاء الوقت، الناظر من بعيد سيراني منحرفا مريضا مهووسا لا أستحق حتى "صباح الخير"، لكني لا أزال أتعلّم من ذلك "المراهق" ابن الـ 19 سنة، وملاك "الـ" ـملكة أيضا. الجنس محيط شاسع والحب مجرد بحر صغير بجانبه، به كان البدء، ومن دونه ما كان شيء من كل ما كان. في البدء كان الجنس، والجنس كان كل شيء: الآلهة والملائكة والشياطين ثم البشر... أنا، إيمان، ملاك ولايتيسيا.

____________________________________________________________
تنبيه: مفتاح فهم ما يُروى هو عنوان المحور الذي تُنشر فيه القصة. هناك خط أحمر للسخرية تكلمتُ عنه سابقا https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=833340، هناك آخر أؤكد عليه هنا وهو "الدعوة إلى"... أستطيع كتابة حلقات أصف فيها الراحة النفسية التي يشعر بها المتدين وهو يمارس طقوسه، ذلك لا يعني أني أدعو إليها بـ "طريقة غير مباشرة"، وأستطيع كتابة نفس الشيء عن لذة الانتقام والتعذيب أو مرافعة عن قاتل أو بيدوفايل... وذلك أيضا لا يعني أني "أدعو إلى". القارئ يستطيع أن يُخرج كل ما يريد من قصة منشورة، حتى الأشياء المنحرفة التي ذكرتها في هذه الملاحظة، لكنه لن يستطيع أن يقول أن ما فَهمَه هو ما أراد الكاتب إيصاله، خصوصا وأن الكاتب قد سبقه بالتوضيح ولم يترك له المجال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق فعاليات الدورة الـ 32 لمهرجان الموسيقى العربية


.. مش مجرد سجاد دي لوحات فنية ?.. فنانين عائلة ويصا واصف من الح




.. تفاصيل انطلاق مهرجان الموسيقى العربيةفى دروته الـ 32 الحدث


.. مهرجان الموسيقى العربية.. 14 ليلة غنائية وموسيقية على مسارح




.. تذكرتي تتيح حجز تذاكر حفلات وفعاليات مهرجان الموسيقى العربية