الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعيد باجي يكشف عن أسباب صدور كتاب-مختطف بدون عنوان- حول بوجمعة هباز

مصطفى عنترة

2006 / 12 / 19
مقابلات و حوارات


ـ لماذا إصدار كتاب حول شخصية بوجمعة هباز؟
يعد بوجمعة هباز من أبرز المفكرين والمثقفين الأمازيغ ومن المبادرين إلى وضع الأسس الأولى للفعل والنضال الأمازيغيين، الذين تعرضوا للإختطاف وأريد للتاريخ أن يبتلعهم، وإصدار كتاب "مختطف بدون عنوان" يتناول الحياة والإنشغالات الفكرية والنضالية لبوجمعة هباز.
جاء هذا الكتاب ليسلط الضوء على ذاكرة الحركة الأمازيغية، والمكانة التي كان يحتلها صاحب نظرية" الثلث الميثي" ، ومكامن خطورة أطروحته التي ناقشها عام1979بجامعة السوربون في موضوع "مقولة الجهة في الأمازيغية" على المرجعية الإيديولوجية للنظام القائم في المغرب. والكتاب آثرت فيه الجمع بين ثلاث مواد باللغات الأمازيغية والفرنسية والعربية، تكمل كل واحدة منها الأخرى.
ويقع الكتاب في 340صفحة، وذلك للتعريف بمنظر كانت للإستعلامات الفرنسية إلى جانب الإستخبارات المغربية، يد في اختطافه. وهذا الإصدار له دلالة وأهمية بالغتين، ويتزامن مع مرور ربع قرن عن هذا الإختطاف مند يوم 19أبريل1981 الذي يصادف طي الأجهزة القائمة لملفات ما يسمى بهيئة الإنصاف والمصالحة وإنهاء عمل هذه الهيئة بعد إصدار تقرير نهائي دون الكشف عن مصير المختطف.

ـ في نظركم لماذا عرف ملف بوجمعه هباز صمتا من طرف القوى السياسية والمنظمات الحقوقية ؟

إن الفضاعات والمؤامرات والتصفيات الجسدية والرمزية والتاريخ المزور الدي تعرضت وما تزال تتعرض له الحركة الأمازيغية، تحدد لها الخط الإيديولوجي للأجهزة القائمة، وهو ما تسرب خلسة إلى مكنونات المجتمع المدني حتى استقر الأمر بهذه الإنتهاكات في موقع "النقطة العمياء" للمشهد السياسي المغربي. فلم تعد كل الشؤون المتعلقة بالأمازيغية محط اهتمام الفاعل الحقوقي المراهن عليه لإثارة مختلف الملفات العالقة بهدا الخصوص. وليس من الغرابة أن يميل هذا الفاعل في الإتجاه الذي تتموقع فيه مصالحه الداتية، دونما اعتبار لأي أسس ومبادئ حقوقية متعارف عليها. متحرر من من العامل الإيديولوجي حتى انساق الحقوقي وراء السياسي الذي بدوره يؤدي أدوار تجديد القائم من الأوضاع من حيث هو لايعترف بأمازيغية المغرب وبكل ما له صلة بالموضوع.
بوجمعة هباز من بين المثقفين الملتزمين، جابه مختلف آليات التكريس والتجدير السلبي لرموز نظام مبني على القومية العربية، وتمكن من إعمال الفكر النقدي وخلخلة الجاهز من الطروح، وهدم اليقينيات ومساءلة الواقع والمراهنة الدائمة على تغييره في الإتجاه الدي سيعيد الإعتبار لأمازيغية شمال أفريقيا، وقد قاده فعله هذا إلى مصير مجهول وتواطؤ كل من الفاعل السياسي والحقوقي.

- كيف تعاملت هيئة الإنصاف والمصالحة مع هدا الموضوع؟
إن خلفية تعامل "هيئة الإنصاف والمصالحة" مع ملف هباز تخضع لنفس الإستراتيجية والتضليل الإيديولوجي اللذين يحكمان تعامل الأجهزة القائمة مع القضية الأمازيغية، في شأن تقوية الشكوك وخلق الإشاعات والأساطير حول هذا الإختطاف، وذلك في محاولة لإسكات الأصوات التي تطالب بالكشف عن حقائق التعذيب والإختطافات وعمليات القمع الممارس في حق الأمازيغ.
وللإشارة فإن عائلة هباز بعثت بتظلم، مشفوعا بتقارير مفصلة عن ظروف اختفاء إبنها، إلى كل من "هيئة الإنصاف والمصالحة" و"المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان"، وتشير تلك التقارير إلى الجهة المتورطة في الإختطاف، والتي من شأنها، إن عرضت للمساءلة، أن تكشف عن المسكوت عنه في هذا الملف، إلا أن هاتين الهيأتين التي أريد لها أن تلعب دور العدالة الإنتقالية، لم تتوفر لديها الإرادة السياسية للكشف عن مثل هذه الجرائم الإنسانية.

ـ تحدثتم عن سنوات الرصاص المرتبطة بالحركة الأمازيغية، نود منكم أن تبرزوا لنا حالات معينة حول معاناة الأمازيغيين في ظل نظام الحسن الثاني؟

إن القرائن والمعطيات التي أتى بها الكتاب، وضعت النظام القائم في المغرب أمام مسؤولية الإختطافات والإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المسجلة في صفوف قوى الوعي الأمازيغي. منذ عهد التصفيات الجسدية التي استهدفت رجالات جيش التحرير من أمثال عباس لمساعدي المغتال سنة1956 ، مرورا بسنوات الجمر التي عاش على إيقاعها مواطنون ورجالات الجيش الأمازيغيين سنوات السبعينات، وما تلاها من مرحلة اختطاف واعتقال المفكرين والمناضلين الأمازيغ، حيث سجلت الأحداث اختطاف بوجمعة هباز عام 1981 واعتقال المؤرخ المرحوم علي صدقي أزايكو سنة 1982 بخلفيات نشره مقالة تحت عنوان "في سبيل مفهوم حقيقي لثقافتنا الأمازيغية"، هذا فضلا عن اغتيال الدكتور القاضي قدور بتعريضه لحادثة سير مدبرة، سنة 1995 بنفس الطريقة التي أغتيل بها المفكر الأمازيغي مولود معمري عام 1989 في منطقة عين الدفلة على الحدود المغربية الجزائرية، وهو عائدا من المغرب بعد انتهائه من أشغال ملتقى جامـعي، كان قد حضره الدكتور قاضي قدور هو الآخر. هذا فضلا عن سجن مناضلي جمعية تيللي بكلميمة إثر رفعهم لشعارات أمازيغية بمناسبة فاتح ماي 1994 .
لقد مورس القمع والتقتيل في حق المناوئين لسياسة الأسرة العلوية، سواء في عهد الحسن الثاني أو في فترة حكم سلاطين آخرين.

-كيف تجاوبت الحركة الأمازيغية مع مبادرتكم؟
الكتاب أثار نقاشا ساخنا في صفوف الحركة الأمازيغية، خصوصا وأنه كشف عن بعض الجوانب المتعلقة بداكرتها. وقد تشرفت بالدعوة من قبل عدة تنظيمات أمازيغية لتقديم "مختطف بدون عنوان" وتمكينها من الحصول على نسخ منه، وأعتقد أنه أزال بعض اللبس والغموض فيما يخص اختطاف المفكر الأمازيغي بوجمعة هباز، وأصبحنا نصادف ملتقيات ودورات تحمل اسم المختطف وبيانات تطالب بالكشف عن مصيره. وأتمنى أن يحقق الكتاب مبتغاه في هدا الشأن، لاسيما وأنه حدد الهوية المجهولة للمختطف، وعلاقة الحدث بظروف تشكل الحركة الأمازيغية بالمغرب وبتداعيات الأزمة السياسية التي عاشتها لقبايل سنة 1980في أحداث الربيع الأمازيغي، التي قاد شرارتها المفكر الأمازيغي مولود معمري والذي كانت تربطه علاقة نضالية بهباز. كما أعطى الكتاب معلومات دقيقة، من حيث المكان والزمن، والحيثيات المتعلقة بظروف اختفاء المفكر الأمازيغي، ورصد الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي استهدفت اللغة ورجالات الفعل الأمازيغيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية