الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الاغتيالات لن تعصم الكيان اللقيط من مصيره المحتوم !
عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
2024 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية
اغتال الكيان الشاذ اللقيط رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، المرحوم اسماعيل هنية في طهران، بعد مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد. الرسائل المُراد إيصالها واضحة، والهدف بائنٌ ولا أظننا بحاجة إلى مزيد بيان بشأنه.
لجأت العصابات الصهيونية إلى سياسة الاغتيالات، قبل زرع كيانها الشاذ اللقيط في فلسطين، لتتحول فيما بعد إلى نهج ثابت وممارسات دائمة. ولعل أول ما يخطر بالبال هنا، اغتيال الكونت فولك برنادوت المبعوث الأممي للقضية الفلسطينية.
تعتقد العقلية الصهيونية بطبيعتها الإجرامية، أن الاغتيالات يمكن أن تحقق الأمن لكيانها وتحميه من مصيره المحتوم، أي الزوال والإندثار في رمال التاريخ عاجلًا أم آجلًا. لكنها تكابر، وتهرب من الحقيقة الفاقعة بأن ما حصل ردًّا على مسلسل الاغتيالات المتواصل، منذ ثمانية عقود، هو العكس تمامًا. اغتالت اسرائيل اللقيطة الصف الأول من قادة حماس، وهم الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي واسماعيل أبو شنب. فهل انتهت حركة حماس، وتوقف الشعب العربي الفلسطيني عن مقاومة العدو المحتل الطارئ في التاريخ والدخيل على الجغرافيا؟!
ما حصل هو العكس تمامًا، فقد تألقت حماس كحركة مقاومة وتمددت شعبيًّا، بدليل فوزها في انتخابات 2006، ثم اختيارها بمباركة شعبية لإدارة قطاع غزة. واغتيل بيد اسرائيلية أبو علي مصطفى، أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وماذا كانت النتيجة؟ ردت الجبهة الشعبية، باغتيال الوزير الصهيوني المتطرف رحبعام زئيفي.
مقصود القول، كان الرد على الاغتيالات ظهور قادة جدد أكثر تصميمًا على مواصلة المقاومة بأساليب أكثر تطورًا وقدرة على مباغتة العدو وإهانته أمنيًّا وعسكريًّا واستخباريًّا، كما حصل في السابع من أكتوبر 2023. لقد أكد طوفان الأقصى هشاشة الكيان، وانهيار قوته الردعية، وثبت بالأدلة الملموسة أنه لم يعد قادرًا على الدفاع عن نفسه. وما أكثر الأدلة الدالة في هذا الاتجاه، وآخرها اعلان وزير دفاع أميركا مساء أمس 30 تموز 2024 بالحرف "أن أميركا ستدافع عن اسرائيل في حال تعرضها لهجوم من حزب الله". ولنا وللقارئ الكريم أن نلحظ تعبير "سندافع عن اسرائيل"، والدفاع عادة ما يكون عن الضعفاء غير الموثوق بقدرتهم على حماية أنفسهم.
زبدة القول، سياسة الاغتيالات لن تضمن الأمن للكيان الصهيوني اللقيط، ولن تعصمه من مصيره المحتوم، كأي احتلال غاصب لن يسمح التاريخ باستمراره مهما فعل. أما غلو الكيان وجنونه فليسا دليل قوة، بل أقرب ما يكونا إلى شعوره بأن التاريخ بدأ يضيق ذرعًا بوجوده الشاذ، وأن تفككه وزواله باتا حقيقة لا شك فيها ولا ريب.
نحن أمة متجذرة في بلادنا الممتدة على مساحة 14 مليون كيلومتر مربع، يستحيل أن ينجح العدو الصهيوني اللقيط بفرض نفسه علينا بالقوة إلى ما شاء الله. نعترف أننا في مرحلة ضعف وتقهقر حضاري، لكن في المقابل، لم تتوقف مقاومة العدو منذ زرعه في فلسطين وحتى اللحظة. وفي العقود الأخيرة، أخذت المقاومة تتصاعد، وتطور قدراتها العسكرية والأمنية.
أما ممارسات الكيان الإجرامية وحماقاته، فإنما تُجَيِّش شعوب المنطقة ضده، وتدفعها إلى مواجهات مفتوحة لن تنتهي في صالحه.
القوة لها حدود لا تتخطاها وليست حكرًا على أحد دون سواه، وأميركا الداعم الرئيس للعدو ليست بلا تحديات وقوى دولية صاعدة تفاقم أزماتها وتهدد هيمنتها المتآكلة. والكيان الصهيوني، كما نقرأ في صفحات وجوده الشاذ في منطقتنا، فقد قام بالسيف، وكُتب عليه أن يعيش به، كما قال المقبور رابين ذات يوم، وبه زائل لا محالة. هكذا يعلمنا التاريخ، ولا يمكن معاندة حركة التاريخ والهروب من استحقاقات نواميسه.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. البشير شو | الشتاء قادم
.. سوري راقص في ألمانيا رغم ساقِ مبتورة ويتعلم مهنة خاصة! |عين
.. أكثر 5 لحظات محرجة على الهواء مع بدر صالح!
.. حزب الله يؤسس قيادة جديدة ويستعد لحرب استنزاف طويلة.. ما الت
.. مراسلة الجزيرة ترصد آخر تطورات الوضع الميداني من ضاحية بيروت