الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذاكرة النضالية (حركة أنصار السلام في مدينة الحلة)

فلاح أمين الرهيمي

2024 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


في بداية الخمسينات من القرن الماضي أثمرت جهود الشيخ عبد الكريم الماشطة الذي كان عضواً بارزاً في حركة أنصار السلام في العراق في التفاف وجذب ومساندة الوطنيين والتقدميين في مدينة الحلة وأدت إلى تكوين قاعدة جماهيرية واسعة لحركة أنصار السلم في مدينة الحلة أسهمت في مختلف مراحل النضال الوطني ضد الاستعمار والحكم العميل والتحالفات الاستعمارية الحربية والقواعد الأجنبية الحربية وكان جماهير الحلة الفيحاء عند اندلاع الانتفاضات الجماهيرية في تشرين الثاني / 1952 تردد في المظاهرة شعارات أنصار السلام (لا حرب ولا فاشية ... بل سلم وديمقراطية) وكان الشيوعيون ودورهم النضالي من السلام العالم وضد الحروب يكتبون الشعارات بـ (البوية) على الجدران (نريد مستشفيات ومدارس وليس قواعد حربية) وشعارات ضد مشروع آيزنهاور الاستعماري وتخط اللافتات الكبيرة وعليها نكتب الشعارات الوطنية والمنادية بالسلم والحرية والديمقراطية ونربطها بحبل ونرميها على الأسلاك الكهربائية ذات الضغط العالي في الشوارع حتى يستطيع المئات من المارة قراءتها ومن الصعوبة إزالتها حتى إطفاء خطوط الكهرباء وإنزالها من على الأسلاك الكهربائية وغيرها من الوسائل.
كانت مدينة الحلة الفيحاء بتأثير الشيخ الماشطة سباقة لاحتضان حركة السلم وقد ضمت بالإضافة إلى الرائد الأول الشيخ عبد الكريم الماشطة وجهاء من المجتمع الحلي وشخصيات النخبة المثقفة ومنهم الحاج عبد اللطيف مطلب والشيخ يوسف كركوش وكاظم محمد جواد وحميد الوهيب ومحمد الحربة وناجي والد الأديب أحمد الناجي ومحمد حاج عزيز والحاج رضا والسيد سالم شبر والدكتور عبد الرحيم الماشطة وعبد اللطيف الماشطة وصاحب جاسم حمادي الحسن وحميد سعيد والسيد فخري مطلوب واستطاع الشيوعيون مع بعض القوى الوطنية من تنسيق العمل التنظيمي في الوسط الجماهيري من خلال تشكيل لجان جماهيرية ومنها لجنة الكسبة ومن شخصياتها محمد علي بيعي والشيخ جواد الخياط وعباس مرزوق وجبار أبو عبيس وعبيد أبو غريبة وحسين أبو طبره وشناوه الخطاط وخضير عكيب ورضا صالح شويلية وجودي عبد الحسين وحمد جويد وعباس جويد وصالح كره ومولى جليل ومهدي النجار وشهيد محمد سعيد وتكونت لجنة من الطلبة منهم زهير عبد اللطيف ومفيد الجزائري وجليل مبارك ومحمد مبارك وجاسم العكام وعدنان مبارك وموسى نادي علي وعدنان ويس وسليم تقو ووهاب شهيد وفاضل إبراهيم النجار وراهب الصافي ورضا الليان ووهاب مطلب وسليم مطلب وعباس مرعب وجبار معروف وعباس بقلي كما تشكلت لجنة من المحامين والمدرسين ومنهم أمين الرؤوف ومصطفى النائب ومكي عزيز وعزيز كمونه وغيرهم من الذين لا تسعفني الذاكرة من ذكرهم وعقدت ثلاث مؤتمرات جماهيرية كان الأول في آثار مدينة بابل وقد ترأسه عزيز عبد اللطيف مطلب وألقى فيه محاضرة عن حركة أنصار السلام والنضال الوطني من أجل الحريات الديمقراطية وعقد المؤتمر الثاني في إحدى البساتين في قرية الطهمازية غرب مدينة الحلة برئاسة وإشراف عزيز عبد اللطيف مطلب وعامر الصافي وعقد المؤتمر الثالث بمناسبة ذكرى ثورة العشرين في إحدى البساتين القريبة من مرقد الإمام جعفر الصادق (ع) على نهر الفرات واستمر إلى منتصف الليل وقد استخدمت في إضاءة المكان (الفوانيس) و (اللمبات) التي جلبها أبناء محلة الجامعين الشرفاء القريبين من مكان الاحتفال والذي احتضن جمهوراً كبيراً من أهالي الحلة وألقيت الكلمات والخطب والشعراء.
وقد لعبت الأحزاب الوطنية حيث صادف انتخابات عام / 1954 وقد عقدت الجبهة الوطنية وأسهم أنصار السلام في الحلة بدعم حملة الشيخ عبد الكريم الماشطة مرشح الجبهة الوطنية الموحدة لانتخابات عام/ 1954 وعقد اجتماع جماهيري في بيت الحاج عبد اللطيف مطلب بالقرب من حديقة النساء المحاذية لنهر الفرات وكان الوقت في فصل الصيف والحرارة شديدة وفي ذلك اليوم الصيفي التي مزجت حرارة الجو مع حرارة وحماسة الجماهير وحضر فيها ممثل الجبهة الوطنية الشهيد الدكتور صفاء الحافظ الذي ألقى فيها خطاباً حماسيا قاطعة الجمهور بالتصفيق والهتافات والتي حثهم فيها على مواصلة النضال والعمل وبذل الجهود من أجل الظفر بكرسي البرلمان ثم أعقبه الأستاذ سليم حسن تقو بخطاب حماسي بعنوان لمن تعطي صوتك يا ناخب مؤججاً الروح الوطنية والشعور بالمسؤولية لدعم الشيخ الماشطة كمرشح قريب ومعبر عن شجون الناس وأحوال الكادحين ومعبر عن أماني وآمال الشعب العراقي في الحرية والديمقراطية والحياة الحرة الكريمة.
وفي تلك الأيام احتشدت المئات من جماهير الشعب في المساء وخرجت في مظاهرة من سوق العلاوي القريب من بيت الشيخ عبد الكريم الماشطة وسارت حتى ساحة الحلة واستمرت حتى منتصف الليل وتصدت لها الشرطة واعتقلت بعض المتظاهرين وأحيلوا مع الشيخ عبد الكريم الماشطة إلى محكمة الجزاء وفي يوم المحكمة احتشدنا في قاعة المحكمة وكان القاضي فريد فتبان وقد حضر من بغداد والحلة أكثر من عشرة محامين للدفاع عن الشيخ عبد الكريم الماشطة والآخرين من المتهمين ... وقد قرر الحاكم فريد فتيان تبرئة الشيخ الماشطة ومن معه وقد ارتفعت وتعالت أصواتنا بالهتافات والعدالة وكان رجال الأمن متجمعين في باب المحكمة وعند مغادرتنا ألقت القبض على البعض منا وقد استطعت الإفلات من قبضة الشرطة وأختفي في مقهى منجي القريبة من المحكمة حيث أخفاني في أحد الزوايا ووضع الغطاء عليها وعندما جاء رجال الأمن لإلقاء القبض علي دافع عني صاحب المقهى ونفى وجودي واستطعت الخلاص من الاعتقال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مرحى، مرحى؛ وسلمت الأنامل
حسين علوان حسين ( 2024 / 8 / 2 - 01:51 )
الرفيق الشيوعي البطل والأستاذ الفاضل فلاح أمين الرهيمي المحترم
تحية حارة
والله يا زمان، وحيّاك يا أبا النضال الفذ!
واصلوا تطريز كتب التاريخ بالصفحات المجيدة لنضال أنصار السلام، وعدوانات أعداء السلام من أصحاب الرايات السود.
مرحى لذاكرتك الفذة، ولشعلة روح البطولة الشيوعية الوقادة فيك، رفيقي النبيل، الذي أعطى كل شيء للشيوعية بنكران ذات نموذجي فريد..
تحياتي المتجددة لشخصكم السامي وللعائلة الكريمة.
رفيقكم الصغير: ابو نورس

اخر الافلام

.. هاريس ُتحرج ترامب بنشر تقرير محدث عن قدراتها العقلية والنفسي


.. حدث فلكي نادر.. مذنب يعود بعد 80 ألف عام




.. من يحرّك قوات اليونيفل في لبنان؟


.. لماذا انتفضت دول أوروبية في وجه إسرائيل بعد قصفها اليونيفيل؟




.. مراسل الجزيرة: الطائرات المسيرة الإسرائيلية تطلق النار على