الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل سيمرّ اغتيال اسماعيل هنية مرور الكرام؟
محمد حمد
2024 / 8 / 1مواضيع وابحاث سياسية
باستثناء وابل كثيف من التصريحات النارية والتهديدات الفارغة وحملة شرسة من التنديد والشجب والادانة باشد العبارات والجمل البلاغية في قاموس لغة الضاد، لا تتوقعوا اي رد فعل ملوس ومؤثر. لا من إيران ولا من حزب الله ولا من اليمن ولا من اية جهة اخرى. وسوف يكتفي "محور المقاومة" باطلاق دفعة من "المسيرات" التي لا تغني ولا تشبع. لان معظمها يتم التصدي له او تسقط في اماكن مفتوحة. وبعد ذلك تعقبها بيانات مشحونة بالبهجة والحماس والتباهي لان تلك المسيرات اصابت اهدافها إصابة مباشرة واوقعت قتلى وجرحى في صفوف العدو الصهيوني". وهكذا دواليك.
ان دويلة اسرائيل تمكنت، في العقود الثلاثة المنصرمة، من اغتيال وتصفية العشرات وربما المئات من القادة والكوادر الفلسطينية، ومن مختلف الفصائل. وكانت عمليات الاغتيال التي تمارسها اسرائيل موزعة على اكثر من دولة ومدينة. من تونس الى دوبي.
يتجاهل البعض ان اسرائيل "دولة" في حالة حرب منذ تاسيسها والى يومنا هذا. وتسمح لنفسها. وخلفها امريكا بكل جبروتها وغطرستها، ان تفعل ما تشاء وفي اي وقت ومكان. اما الانظمة العربية فهي في حالة استرخاء تام وسبات مميت منذ تاسيسها الى يومنا هذا. وردود الافعال، او بالاحرى ردود الاقوال, التي تصدر عن اي نظام عربي يعتبر نفسه في خندق المقاومة وفي حالة حرب مع الكيان الصهيوني، لا تتعدى حدود اللغة العربية او الفارسية. والشكوى والتباكي على ابواب "المجتمع الدولي" المصاب بمرض الزهايمر الاخلاقي والسياسي.
ان اغتيال اسماعيل هنية في طهران هو "هدية" اسرائيلية من نوع خاص للرئيس الايراني الجديد في يوم تنصيبه. كما انها، اي عملية الاعتيال، تندرج ضمن قائمة طويلة من الرسائل ذات المغزى العميق، مفادها ان يد اسرائيل وآلتها العسكرية تستطيع ان تصل الى اي مكان. وفي اي بلد.
فكونوا على يقين أن اغتيال اسماعيل هنية في طهران سوف يمر مرور الكرام، حتى في وسائل الاعلام وسيتم نسيان الموضوع تدريجيا كما حصل في مناسبات واغتيالات سابقة.
وفي افضل الاحوال ستقوم إيران، لحفظ ماء الوجه ولذر الرماد في غيون المغفّلين، بتوجيه ضربة موجعة (كما سيصفها لاحقا نظام طهران) الى اهداف اسرائلية ربما متفق عليها مسبقا مع العدو الصهيوني. فلا تنتظروا حربا اقليمية ولا حربا موسعة ولا حربا عالمية ثالثة. وسوف نعتاد نحن البسطاء على سماع التهديدات اللغوية الفارغة الصادرة عن هذا الطرف او ذلك والتي تحدثنا، بلا طائل ولا نتيجة، عن رد قاسٍ ومؤلم او انتقام مزلزل ومدوّي. او كما صرّح رئيس دولة آيات الله العظمى الجديد "سوف يندم الارهابيون الصهاينة على جريمتهم النكراء". والله وحده يعلم متى وكيف سيندم مجرمو الحرب الصهاينة ؟
.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تنديد دولي بمهاجمة إسرائيل قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل
.. -لقد خذلتنا حكومتنا-.. مظاهرة في تل أبيب تطالب بصفقة تبادل أ
.. بعد عام على الحرب كيف تحولت المخيمات في رفح وخان يونس؟
.. الرئيس الفرنسي: باريس لن تقبل تعمد إسرائيل استهداف جنود اليو
.. طفلة عمرها ساعات أصابها القصف على شمال القطاع في رأسها