الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رجل ابتلعته الحيتان
كاظم فنجان الحمامي
2024 / 8 / 2الفساد الإداري والمالي
تعود هذه الحكاية الواقعية المؤلمة إلى عام 2018، وهو العام الذي تعرضت فيه مباني ثلاث محافظات (واسط - ذي قار - البصرة) للحرق والتخريب والنهب والتسليب. ففكر رئيس الوزراء وقتذاك في البحث عن المقار البديلة، وابدى موافقته على انتقال محافظة واسط إلى بناية تابعة لوزارة الرياضة والشباب، وانتقال محافظة ذي قار إلى بناية تابعة إلى وزارة النفط، وانتقال محافظة البصرة إلى بناية فارغة من بنايات وزارة النقل في ظل ظروف استثنائية قاهرة. .
وبهذا القرار الحكيم استأنفت المحافظات أعمالها الإدارية والخدمية والمالية على الوجه الأكمل. وكانت اجراءات الدولة صائبة في رأب التصدعات التي عصفت باداراتها المحلية في ثلاث مدن جنوبية. .
ولكن فوجئ العراق كله باندفاع الحيتان السياسية نحو مطاردة الوزير البصراوي بتهمة الموافقة على انتقال المحافظة إلى بناية فارغة وغير مأهولة من بنايات الموانئ، فصدرت ضده حزمة من الأحكام المشددة بالسجن مع الشغل والنفاذ. بينما حظيت اجراءات وزارتي النفط والشباب في واسط وذي قار بالمدح والثناء والتبريكات. .
لقد تفاعلت معظم القوى السياسية والإعلامية والقانونية في البصرة مع رغبات الحيتان بالانتقام من هذا الرجل الذي لم يرتكب خطيئة ولم يقترف فاحشة. .
يتساءل المواطن المتفرج احيانا عن سر هذا العداء الذي تفجر بعد مضي اكثر من ست سنوات ؟. وهل البصرة غير محسوبة على المحافظات العراقية ؟. أم ان الوزير الأسبق منح البناية إلى أهله وابناء عشيرته ؟. والأغرب من ذلك كله ان الجهات الرقابية في البصرة تحث الخطى هذه الايام نحو تحريك دعاوى مدنية جديدة حول نفس الموضوع ضد الوزير نفسه بمشاركة تشكيلات وزارة النقل. وبتوجيه من الاحزاب القيادية الكبرى التي ظلت تحمل شعلة الانتقام ضد وزير اسبق سلك الطريق الذي سلكه وزراء النفط والرياضة في التعامل مع محافظتي واسط وذي قار. .
ويتساءل المواطن المتفرج ايضاً، فيقول لنفسه: اين المخالفة ؟. واين الهدر في المال العام ؟. فاذا كانت الدولة العراقية الرشيدة بهذه الحرص والانتباه فما الذي يمنعها من ارغام محافظة البصرة على إخلاء المبنى ؟. وهل الدولة التي تفكر الآن بترحيل نفط البصرة إلى الأردن لم تتفهم انتقال مؤسسة حكومية إلى بناية تابعة إلى مؤسسة حكومية اخرى بناء على توجيهات رئيس الوزراء الأسبق؟. .
نشعر بالخذلان والإحباط عندما نرى الحيتان تضيق الخناق على هذا الرجل الذي ظل واقفا وحده. ربما لأنه مستقل، وربما لأن الحيتان نفسها وجدت فيه صيدا سهلا في متناول انيابها. .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إثيوبيا تحذر من تحركات مصر العسكرية وتنتقد موقفها بشأن سد ال
.. رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي: إذا تصرفت هاريس في الم
.. هل تسلّمت روسيا صواريخ من إيران؟
.. شاهد | كاميرا مراقبة توثق لحظة انهيار جسر وسقوط شاحنة بنهر ف
.. وسائل إعلام أمريكية: المناظرة الرئاسية ستساهم في صعود كامالا