الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاشية المتنوعة في العراق ومخاطر استلامها للسلطة بالمساومة مع المحتل والموقف المتردد لليسار الاصلاحي

علي العبود

2006 / 12 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقد كان الخطأ التاريخي الذي وقع فيه الحزب الشيوعي الالماني في عشرينات القرن الماضي الذي كان يقوده تيلمان هو تلكئه في تبني مطاليب الجماهير الشعبية ونضالها الاضرابي والاحتجاجي بسبب انصهار سياسة الحزب الشيوعي الالماني مع المشروع السياسي الحكومي السائد انذاك الذي يقوده الاشتراكيون الديمقراطيون وقد استثمرت القيادات الفاشية الالمانية تلك الفرصة واخذت تتبنى بعض الاحتجاجات لبعض شرائح الشارع الالماني وقد ساعد هذا التكتيك في فوز الفاشية في المانيا طبعامع العوامل الاخرى ونحن نستعيد تلك التجربة التاريخية يتجلى لنا في العراق مخاطر الفاشية المتنوعة والمتخادمة مع بعضها البعض والتي اعقبت السلطة الفاشية السابقة, ان هذا الخطر الذي يهدد مستقبل الشعب العراقي يتطلب تأسيس حركة يسار ماركسية فاعلة تعتمد على مشروع وطني عراقي بديل عن المشروع السائد يضع اولى مهامه النضال ضد الفاشية معتمدا على الترابط في النضال ضد الفاشية ومن اجل وحدة الوطن والنضال ضد التبعية لرأس المال الاحتكار العالمي المدعوم من المحتل ,ان الفاشية العراقية تعتبر ذات نمط خاص بتنوعها اولا وباعتمادها على اجندة قومانية واسلاموية اصولية ثانيا واعتمادها على شارع عربي ظل مخدوعا بالمشروع القومي والاسلاموي الاصولي دون ان يميز بين كذب القادة ومصداقية المشروع او عدم جدواه وهناك نمط ا ساسي من الفاشية في العراق يعتمد على بقايا سلطة همجية كانت تقود الدولة العراقية وسقطت بسهولة امام المحتل وتعتمد على نشاط الكتل الفاشية من البعث التي لعبت لعبتها الذكية على الاستقطاب الطائفي واستطاعت تلك الكتل الفاشية ان تحقق نجاحا جزئيا بسبب كون البديل الذي اعقب الدكتاتورية هومشروعا هشا اعتمد على التوافق الطائفي ووصاية المحتل والقومية الضيقة وبالرغم من هذه اللوحة المعقدة والمتحركة وبالرغم من احتماليات عودة الفاشية للسلطة بانواعها عن طريق التقاسم والمساومة مع المحتل الذي لايهتم سوى بمصالحه فان اليسار الماركسي الاصلاحي في العراق لم يضع في برنامجه المقترح اهمية النضال ضد الفاشية ولوحظ في برنامجه غياب التشخيص لتلك المرحلة الشائكة في الوقت الذي يتطلع فيه الشعب العراقي الى تأسيس يسار راديكالي يكون صمام امان لسحب البساط من الفاشية المتنوعة والفاعلة الان من خلال تحالف هذا اليسار مع حركة وطنية عراقية صميمية وان اي مشروع لاعادة تأسيس مشاعر الوحدة بين المحافظات المتباينة المذاهب يجب ان يعتمد على النضال ضد الفاشية والاحتلال ويتداخل النضال ضد الفاشية في العراق مع النضال ضد التبعية لرأس المال الاحتكاري العالمي وان اي استقراء للاقتصاد العراقي الحالي وارتباطه بالنسيج العراقي نرى ان رأس المال الطفيلي المتنامي في العراق في دولة المحاصصة والتوافق الطائفي هذا الرأس المال يغذي الفاشية المتنوعة في العراق ومما يساعد في ذلك التركيبة العشائرية للنسيج العراقي ودورها في القرار السياسي اما عن التنمية الاقتصادية الوهمية فقد وضع اليسار الاصلاحي في برنامجه تصورا مشوشا عن العلاقة بين التنمية الاقتصادية والدور الفاعل للرأس المال الاجنبي هذا الربط المشوش تناغم مع طروحات التيارات الليبرالية غير الوطنية والتي تميزت بالموقف المتردد من الفاشية هي الاخرى بسبب نخبويتها وكونها تعمل تحت خيمة المحتل هذه الطروحات المتناغمة مع امكانية طروحات التخفيف من همجية رأس المال التي يطرحها بعض ممثلي اليسار الاصلاحي ,ان طروحات الليبرالية الغير وطنية تدعي ان سقوط الدكتاتورية جاء ببركات الرأس مالية وعلينا الاقتداء بحاميةالرأسمالية لتمنحنا الديمقراطية متناسين ان الية الرأسمالية في بلدان الاطراف لاتعطي نفس النتائج التي تعطيها رأسمالية المراكز بل ان ما يحصل في الاطراف هومزيدا من التشوه الاقتصادي والاجتماعي ومزيدا من بيروقراطية الدولة , ان النضال ضد الخيار الرأسمالي في العراق الذي تطرحها الاصوات الماركسية الراديكالية لايعني استنطاق كومونة باريس كما يحلو للبعض ان يسميها ولايعني تأييد المفهوم النمطي المبسط عن المراحل الانتقالية من الثورة الوطنية الديمقراطية الى المرحلة الانتقالية للاشتراكية كما صورتها لنا اشكال الماركسية النمطية السوفيتية بل ان هذه المراحل كما اكدت الحياة لابد ان تكون مراحل طويلة ومعقدة تعتمد بالاساس على تحالفات شعبية واسعة تتبادل قيادة ورقابة الدولة اما اليسار الماركسي الاصلاحي في العراق فقد ترك الخيار الاشتراكي سائبا دون ان يختلف مع طروحات الاشتراكية الطوباوية التي عفى عليها الزمن ويصور هذا اليسار الاصلاحي للشارع العراقي ان اي برنامج يساري اخر يعني الوقوع في المفاهيم التقليدية متناسين انهم يتعكزون الان وباصرار على احد المفاهيم التقليدية القديمة وهو ان التاريخ لايقبل في البلد الواحداكثر من تنظيم ماركسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تزايد اهتمام المغرب وإسبانيا بتنفيذ مشروع الربط القاري بينهم


.. انقسام داخل إسرائيل بشأن العملية العسكرية البرية في رفح




.. الجيش الإسرائيلي يصدر مزيدا من أوامر التهجير لسكان رفح


.. تصاعد وتيرة الغارات الإسرائيلية على وسط قطاع غزة




.. مشاهد لعاصفة شمسية -شديدة- ضربت الأرض لأول مرة منذ 21 عاماً