الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرحلون لانهم فشلوا !

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 8 / 3
القضية الفلسطينية


في الظروف الصعبة ، الحبلى بمخاطر اتساع الحرب على قطاع غزة ، خرج حكام غربيون بمناسبة مرور 300 يوم على اشتعالها ، ببيانات يعلنون فيها ،عن قلقهم على الاسرى الإسرائيليين حصريا ، لدى المقاومة الفلسطينية دون إشارة لعشرات ألاف القتلى من سكان القطاع و للدمار الشامل و لضرورة وقف إطلاق النار منعا لتكرار المجازر والجرائم . فصار المراقب لا يعرف من هي الجهات و الدول التي تقاتل الفلسطينيين والمتضامين معهم في المشرق العربي .
و ما يزيد المسألة التباسا بعد الضربات المتزامنة التي وقعت في إيران و لبنان و العراق واليمن هي الجعجعة المنفرة عن جواز صلاة " الشيعي " على جثمان " السني " ناهيك من ارتجال شروحات عن أساليب اغتيال المقاومين و طرق تحديد أمكنة تواجدهم استنادا إلى " بصماتهم " الصوتية و إلى هواتفهم المحمولة !
فمن حقنا أن نتساءل و سط الظلام المخيّم علينا ، لماذا لا تقيّم الأمور بالقياس إلى نظائرها . فالأرجح على سبيل المثال أنه يستحيل تحقيق المشروع الصهيوني في المشرق العربي ، كما رسمته في بداية القرن الماضي القوتان الاستعماريتان ،إنكلترا و فرنسا ، الذي كان مقررا أن يشمل مصر و بلاد الشام ، بين النيل و الفرات . و من نافلة القول أن مجتمع المستو طنين الذي نشأ ، كخطوة أولى على أجزاء من فلسطين فشل فشلا ذريعا في الاندماج او الانضمام للسكان الفلسطينيين الأصليين الذين تمكنوا من البقاء ، بعد نكبة 1948 ، و لا شك في أن مرد ذلك إلى الذهنية العنصرية التي راودت على التوسع بالقوة و بالتطهير العرقي بواسطة الحرب اعتمادا على تفوق حلف الدول الغريبة الشريكة في المشروع .
مجمل القول أن الدولة الصهيونية تغرق في مأزق خانق ، فهي تحاول من جهة إيجاد جل لأزمة ديمغرافية بأساليب ووسائل ،مثل التمييز و التطهير العنصريين ، و من جهة ثانية تحاول ضم أراض جديدة ، بواسطة حرب ، تشنها كل عشر سنوات تقريبا ، هي ضرورية لضمان استمراريتها .
و في هذا السياق أثبتت الحرب على قطاع غزة ، أن الاحتلال و الاستيطان و الإفراغ ، بواسطة القصف و القتل و التدمير ، ليس سهلا كما كان في السابق ، في أميركا الشمالية و أستراليا مثلا. ينبني عليه ، و بالمقارنة مع الحروب ألتي أشعلها حلف الدول الغربية تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية في أكثر من بقعة ،أننا رأينا أن نتائجها التي تدل على أن الذهنية العنصرية ما تزال ثابتة ، تتمثل بهدم ما تحاول الشعوب الفقيرة بناءه و تخريب نظمها الاجتماعية و إثارة الفتن فيما بين و طوائفها . و لكن دول هذا الحلف العنصري تسحب غالبا قواتها بعد أن تعيد " الشعب المكروه " ، من فيتنام إلى قطاع غزة ، إلى عصر الحجر ! سيرحلون لانهم فشلوا في فلسطين !









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيلينسكي لـCNN: بوتين لن يوقف الحرب لأنه -خائف-


.. نتنياهو: الوضع في الشمال يحتاج إلى تغيير في موازين القوى وسن




.. صباح العربية | تمارين فعالة للحفاظ على صحة الركبة وتعزيز مرو


.. من هو المشتبه به في إطلاق النار على ترمب؟




.. بايدن وهاريس: مرتاحان بعد التأكد من سلامة ترمب