الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة الوطنية كامنة فينا وعلينا تفعيلها

بدرخان السندي

2006 / 12 / 20
الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2 : المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا


ليست المصالحة الوطنية في العراق بالامر المستحيل ولا تقع ضمن عجائب الامور لابل من بديهيات وموجبات العيش الهادئ الكريم واستقرار السلام والحب بين ابناء البيت الواحد ان تصفى القلوب وتنقى النفوس من اجل ان تعود الحياة كما يحب ان تكون لا كما هي كائنة اليوم في العراق ومن باب الاتكاء على امثلة التاريخ القريب لابد من ان نذكر انفسنا اولا والجيل الجديد ممن لم يع تاريخ العراق القريب فقد يكون الجهل بماضيات الايام من تاريخنا السياسي يهول على البعض مسألة التصالح او المصالحة وكأنها ضرب من ضروب المستحيل..هي ليست كذلك فالخلافات بيننا نحن العراقيين هي ليست خلافات طائفية او عرقية ولاحتى في كثير من الامثلة (سياسية) ذلك ان مايجمعنا نحن ابناء العراق عربا وكوردا سنة وشيعة وديانات مختلفة اكثر مما يفرقنا من حيث المبادئ والثقة المتبادلة على الانتماء الى العراق .بل لقد جاءنا فايروس التشظي والتفرقة والاختلاف من خارج حدودنا هذه حقيقة لاتقبل الشك وان كل خلافاتنا مع بعض الجهات السياسية كانت موجهة الى شخوص في تلك الاحزاب وليس كل الاعضاء او المنتمين لتلك الاحزاب فخلافنا مع كل من تلطخت يده بدماء العراقيين وليس مع هذا الحزب او ذاك او هذه الفئة او تلك والا كيف نعلل التحالف القوي الذي جرى بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحزب البعث العربي الاشتراكي وانجب اتفاقية الحادي عشر من اذار عام 1970 والتي مازلنا نحن الكورد نعتز بها لا بل كل الشعب العراقي يعتز بها.
ولم تسؤ تلك العلاقة وتتهدم تلك الاتفاقية الا عندما دب السوء في نفس من تنازل عن شط العرب من اجل ضرب الكورد (والنفس امارة بالسوء) وحدث ما حدث نقول هذا من اجل ان نوضح ان المصالحة ممكنة وان الاساءة للمصالحة ممكنة ايضا وعلينا ان لانتجاهل التاريخ.
وكيف دخل الحزب الشيوعي العراقي في جبهة وطنية مع حزب البعث العربي الاشتراكي والى درجة عالية جدا من العمل المشترك حتى شمل النقابات والمؤسسات ومازال الاعلام العراقي شاهدا على ذلك الى ان اختلفت الامور بينهما وساءت ايما سوء ووصلت الى مستوى الاعدامات.
وكيف نبرر عمل السنة والشيعة في احزاب وطنية عراقية معا طوال تاريخ العراق الحديث وماتذكر واحدهم سنته او شيعته..
وكيف جمعت وثبة كانون 1948 العرب الكورد والشيعة والسنة في صوت جريء واحد جاب شوارع بغداد و (ألوية العراق) وعندما قامت ثورة الرابع عشر من تموز فلم تكن ثورة شيعة او سنة او عرب او كورد وعاش العراق (حفلا) ثوريا رائعا لولا ان جاءت الدسائس (الفايروسات) من خارج الحدود العراقية ايضا وبدأت الثورة تأكل رجالاتها كما يقولون.
وما من احتفال بلغ في حشده مابلغه احتفال العرب سنة وشيعة من البصرة الى بغداد في استقبال القائد الكوردي الراحل مصطفى البارزاني عند عودته وهبوط طائرته في مطار بغداد ورسو سفينة رجاله في شط العرب . مازال العراقيون يتحدثون عن ايام لم تنم فيها بغداد اياما من استمرار الاحتفالات بالبارزاني الخالد..
اذن .. لماذا تبتعد المصالحة عنا وهي كامنة فينا؟ ولماذا يعكر البعض صفو المصالحة؟ المصالحة قائمة فينا لا بل درج العراق على التعايش السلمي بين ابنائه واستطاع ان يتبين بعد مكابدة طال امدها الى 35 عاماً ان يكتشف السبيل الامثل لمعايشة عراقية افضل وهي الدستور الدائم والفدرالية التي تمنح حرية الادارة الذاتية في دولة البرلمان والتعددية.. من اجل مصالحة دائمة ستراتيجية وليست تكتيكية ومتمنعة على من يريد لها ان تتعثر او تخفق.العراق يتسع للجميع .. ماعدا من تلطخت يده بدم اخيه .. وماعدا ذلك فالكل عراقيون لهم حق الاسهام الفاعل في بنائه وتفعيل العملية السياسية فيه تحت خيمة القانون ولا فرض شمولي على اسلوب الحياة فقد ذهب ذلك العهد .. ونحن بصدد بناء مجتمعنا المدني .. مجتمع الديمقراطية والحرية .. وقدسية القانون.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية #سوشال_سكاي


.. بايدن: إسرائيل قدمت مقترحا من 3 مراحل للتوصل لوقف إطلاق النا




.. سعيد زياد: لولا صمود المقاومة لما خرج بايدن ليعلن المقترح ال


.. آثار دمار وحرق الجيش الإسرائيلي مسجد الصحابة في رفح




.. استطلاع داخلي في الجيش الإسرائيلي يظهر رفض نصف ضباطه العودة