الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اصطناع الطرش و العمى !
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
2024 / 8 / 7
القضية الفلسطينية
انفجر البركان في قطاع غزة في 7 تشرين أول , أكتوبر . 2023 . لو استرجعنا اليوم بعض ما كتبه الذين زاروه خلال السنوات الماضية لاكتشفنا أن ما كان يجري هو سيرورة هادفة للتخلص من مليوني نسمة و بالتالي كان الانفجار أمرا محتوما ، كرد فعل أخير قبل وقوع الجريمة .
أغلب الظن أن ذلك فاجأ الإسرائيليين ، او بتعبير أدق استبق فعلتهم ، فخلطوا وكذبوا و فضحوا حلفاءهم في الولايات المتحدة الأميركية و أوروبا بالإضافة إلى حكام البلدان العربية ، تظاهر هؤلاء جميعا بالطرش و العمى حتى لا يرون أجساد الناس ، كبارا وصغارا ، أشلاء أو مسحوقة تحت ركام المنازل ، و لا يسمعون وزراء إسرائيل يهذون و قد اخذتهم حمى التوحش بكلام عن " القنبلة الذرية " و " الحيوانات البشرية " و " و غايتهم قتل مليوني نسمة جوعا " . لا جديد ، فقد أصابهم أيضا الطرش و العمى في أوروبا و الولايات المتحدة الأميركية أثناء الحرب العالمية الثانية . لم يتغير إلا المكان و الضحايا !
و ما أظهره انفجار البركان أيضا ، هو أن دولة إسرائيل هي في جوهرها ، أوروبية غربية إلى جانب كونها تابعة للطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة الأميركية ،فلا نجازف بالقول أنه صار واضحا أن جميع هذه الدول منخرطة في حرب التدمير و القتل و الترحيل ، ضد فلسطين و لبنان و اليمن و ايران و العراق و سورية ، بتعبير آخر ، كل من يقاوم الاحتلال و الاستيطان الإسرائيلي ، يواجه في الوقت نفسه هذه الدول مجتمعة ، دليلا على اننا حيال مشروع مشترك فيما بينها. نذكر في هذا الصدد على سبيل المثال لا الحصر ، أن الوكالة الصهيونية تقدمت في سنة 1938 بمذكرة إلى سلطات الانتداب الفرنسي في سورية تدعي فيها أحقية يهود أوروبا الشرقية في استيطان الجزيرة الفراتية ،يا للمصادفة تحتل الولايات المتحدة الأميركية حاليا هذا الجزء من الأراضي السورية.
من البديهي أننا لا نحتاج إلى أدلة و براهين على وقوف الولايات المتحدة و الدول الأوروبية إلى جانب إسرائيل في حربها على قطاع غزة ، إمدادا عسكريا و اقتصاديا ودعما إعلاميا عالميا و دوليا . و بالتالي ، لا يستطيع قادة هذه الدول التذرع بالجهل بما يجري في قطاع غزة و الضفة الغربية لتبرئة أنفسهم من التصفية العرقية ، كما فعلوا أثناء الحرب العالمية الثانية .
و في هذا السياق لا بد أن نذكر بدور قادة إسرائيل في رسم خطة عمل هذه الدول الغربية الحليفة و أعوانها في بلدان العرب في " الثورات الربيعية "التي أعادت بلدان العراق وسورية و ليبيا و لبنان إلى " عصر الحجر" ، مقسمة الجغرافيا، ممزقة النسيج الاجتماعي ، وبإصرار هؤلاء القادة في الراهن على ضرورة تحييد إيران ، كشرط لازم و ضروري لتحقيق المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني الغربي في المشرق العربي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الجزائر - نشرة خاصة: ولاية جديدة للرئيس تبون وسط رفض نتائج ا
.. هل يتجه العالم إلى أزمة؟ | #بزنس_مع_لبنى
.. مناورات صينية روسية في بحر اليابان.. هل تشعل الصراع على المم
.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - لافروف: إسرائيل تفرض شروطا تعجيزية
.. كيف تضغط إسرائيل على أعضاء بالكونغرس لإسقاط دعوى جنوب إفريقي