الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فراشة المستنقعات

صباح محسن جاسم

2006 / 12 / 20
الادب والفن


تموءُ
فيما تنسابُ
تدْرُجُ داخل حيّنا
تجوبُ
أزقته المنزوية
تتلصّصُ
تتفقدنا :
واحدا واحدْ
اللون البرتقالي الناصعُ
يهمس توّاقا :
ها
نحن هنا !
* * *
يا للحماقة!
حاوياتُ القمامة
خرساء تعاني
عرجا ً !
طافحة ً
تسرّبُ غيثــَها
ما أغربه التغيير
يسوِّغ للتدمير!
ما زال طعمه
تحت ألسنتنا ،
المهذبة ..الملتهبة ،
فجّاً
* * *
فراشة المستنقعات
ما عادت تلك التي ألفناها
تنزِعُ عن بيوتنا المتطامنة
تراكم َ كناستها
كيّسة ً تتهادى
تغادر بتباه دون ترفـّق.
يطفح كسواه
خزينُ خزائننا
يعتلي شوارعَنا
فيما نلهثُ الأخبارَ
نعدّ ُ نقودا بلون الطحلب
نتحسّبُ ثم نعود فنعدّ ُ
* * *
تحت رعاية تجار الموت ِ
يستيقظ فينا الموتُ رصاصا
الرعبُ اليومي
أنسانا الحُبَّ والأعيادَ
جـِلـْباً أضحى القلب! *
نترقّب ُ بعيون دمّاعة
كيف يعاودنا الموتُ
خيبة ُجدل ٍ مخصيّ
نتنابزُ للفرجة بالمجّان
أفراحُنا المنسية ُ
حلوى طفولتنا :
" شَعرُ بنات"!
* * *
كاسحة ُ القمامة ِ تلفّ ُ
منشغلين نتنابذ ُ
واللون البرتقاليّ ُ يتغامز
نتلفـّظ ُ أقذع َ ما فينا
ننبشُ تاريخَ خلافٍ
أفتعلهُ الأعداءُ الأجلاف
نتشاكى:
" أحتبس فينا البولُ !"
ما عادت قطتنا تموءُ
صوتُ الجيران ِ خـَبا
اصفرّت أوراق الليمون
وهديرُ طائراتٍ يمْرَحْنَ
فيما البرتقاليّ ُ ينوءُ
يجوبُ الطرقات
يدوسُ بقايانا
يتهيّب ودّا
وفراشتـُنا تتملّى ُتطمْئِنُ
حال الدنيا يتغيّر
* * *
جامعو القمامة ِِِِ يلوِّحون بأكفـّهم،
يرفلون بواقياتٍ وملابس أنيقة
تضيءُ العتمة َ
تكشفُ دُجانا والفرقة َ
وديعون كما هُم غالبا
يبيحون لنا الابتسامَ
وهجر العزلة ِ
عدا وجوهنا
تخضّبها الدهشة ُ
تضجّ ُ
وأخشى :
علامة َ سؤال ٍ واحد
يخبو ، يذوي يئنّ ُ
يتلوى بين مقابرنا المستحية:
متى يأكلنا النسرُ ؟**

* * *

* الجـِلـْب : لب الخشب القاسي صلابة
** تقول إحدى أساطير سكان هضاب التبت :
لا تأكل النسورُ أجساد َ الآثمين من الموتى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل