الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا وحدة دستورية من وراء ظهر الشعوب وفي غياب الديمقراطية

الحزب الشيوعي السوداني
(Sudanese Communist Party)

2003 / 7 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات




ليست هذه هي المرة الأولى التي نطرح فيها رأينا حول الوحدة الدستورية بين الشعوب العربية وأكثر تحديداً بين السودان ومصر وليبيا أو بين كل منهما والسودان لخصوصية العلاقة التي تجمع بين شعوب هذه البلدان الثلاث والعلاقات الأصيلة الراسخة بينها. وناضلنا مع كافة القوى الوطنية الديمقراطية لتمتين وتطوير هذه العلاقات الشعبية وترسيخها على أسس النضال ضد العدو المشترك وإرساء دعائم الديمقراطية والبعد عن الأحلاف والمعاهدات العسكرية، وأعلنا رأينا في التجارب الوحدوية التي فشلت من قبل منذ منتصف خمسينيات القرن المنصرم وأسباب فشلها.
الآن ورغم مرور ما يقرب من نصف قرن على ذلك، تطرح قضية الوحدة الدستورية دون مقدمات أو حجج مقنعة أو دراسة وتقييم لأسباب الفشل الذي صحبها في كل المرات السابقة. ليس ذلك وحسب، بل تطرح بذات الأسلوب القديم رغم التحولات العميقة التي حدثت في العالم ومست الوضع بنسب متفاوتة في البلدان الثلاث، وتباينت المواقف حتى في العالم العربي تجاه كل القضايا العالمية بل وقضايا العالم العربي نفسه مثل حرب العراق والموقف من الهيمنة الأمريكية بل ومن مستقبل الجامعة العربية نفسها.
اننا سنظل نناضل لتمتين العلاقات بين الشعوب العربية والأفريقية وكل شعوب العالم خاصة دول الجوار منها ونسهم بما يتيسر لنا من امكانات في خدمة ذات الأهداف التي أشرنا إليها ونرحب بكل جهد يبذل بين السودان ومصر وليبيا لإقامة المشاريع والمؤسسات الإنتاجية والتعليمية والثقافية والصحية وغيرها والتي تصب في خدمة شعوب بلدانها.
إلا اننا، استمراراً لموقفنا الأصيل في قضية الوحدة نقول:
اولاً: ان الوحدة الفوقية بين الحكومات والتي تتم من وراء ظهر شعوب السودان ومصر وليبيا وتغييبها من المشاركة، هو إعادة لإنتاج ذات الأزمة التي أطاحت بتجارب الوحدة السابقة.
ثانياً: أكدت تجارب الشعوب – رغم خصوصية واقع كل شعب – ان الديمقراطية التعددية وحرية الرأي والتداول الديمقراطي للسلطة هي شرط أساسي لكل شعب خاصة عندما يواجه بطرح رأيه في قضاياه المصيرية مثل الوحدة بين البلدان الثلاث. وبكل أسف فان البلدان الثلاث تهيمن عليها أنظمة شمولية، وهي التي تقرر نيابة عن شعوبها – وكان هذا وسيظل مقتل كل محاولة لفرض الوحدة القسرية.
ثالثاً: كيف يستقيم عقلاً ومنطقاً وواقعاً عملياً ان يشترك السودان في وحدة دستورية مع بلدان أخرى – مهما كانت متانة علاقات حسن الجوار بينها – في الوقت الذي لا زالت وحدته هو نفسه في كف عفريت وتحف بها حروب وانقسامات وصراعات قبلية وجهوية ومناقشات وحوار ممتد للوصول لوقف نهائي للحرب والصراعات واحلال السلام لتستقر قبائله وتوضع الأسس لإعادة بناء ما دمرته الحرب والصراعات والشروع في التنمية كأساس للاستقرار وكل ما يساعد قي قناعة ابنائه بوحدة السودان وليس تمزيقه.
وان كان لمصر وليبيا دوراً تقومان به، وهو مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى، فلتواصلا الجهد السابق بكل ما تملكانه من امكانات تسهم في توحيد السودان أرضاً وشعباً.
الميدان


 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة