الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سنتحدث مع انفسنا؟

جميل محسن

2006 / 12 / 20
ثقافة الحوار والاختلاف - ملف 9-12- 2006 بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن


حول بيان أسبقية النشر.
يصيبني أحيانا الغثيان , وأود لو مزقت ملابسي من الغيض والقهر والاستغراب . ليس لقضية شخصية , او معركة او حتى حوار مضطرب , ولكن حينما اقرأ بعض المقالات لكتاب (اكرههم ) او اشعر ان أرائهم خارج تقييمي الشخصي لما يجب ان يكون او يصبح عليه العالم . وبعد أن اهدأ وامشي واغوص في المجتمع المتنوع من حولي مقلبا مع الآخرين أفكار تلك المقالات ويبدأ حوار ونقاش وجدل يتراوح بين التفاهة والسذاجة والعمق والذكاء تزيح الكثير من الأنانية الشخصية وتجعل تلك الأفكار نفسها عارية تماما أمام العقل المجرد كما هو حال نقدي لها وأحاول إعادة التقييم والتواصل بين ما اعتقده مبدئي كما أراه وما توصل إليه الآخرون من حكم و تصور .
لا أريد الابتعاد كثيرا ولكن الموضوع أصعب من أن يكون عموميا وأكثر تعقيدا خاصة في فترة الانكماش اليساري الحالية في تجربة القدرة على التشخيص وتطابق المسميات مع الواقع , ولنتصور تواجد مقال يساري علماني ديمقراطي وصاحبه كاتب معروف يشهد له المتابعون بسعة المعرفة الاشتراكية العلمية والتقدمية ولكننا نحتاج الى أكثر من 80 فكرة ورأي ومقال في كل يوم وعدد , أي 560 الى 600 فكرة وجهد ومقال أسبوعيا ,لان الحوار المتمدن لايحب العطل ! واحسبوها بالشهور ثم هنئوا الفكر اليساري على كثرة رجاله ونسائه ! أعيد التساؤل هل سنتحدث مع أنفسنا ؟
كل يوم وبعد منتصف الليل وعندما لا تخذلني الشبكة , افتح العدد الجديد , واحد اثنان ثلاثة المهم قبل الأهم ! وفي المقدمة لا بأس فكلنا في الهم شرق , ثم العناوين , الأسماء , التداول للأحداث , ثم اضغط على الماوس , وجدتها , فكرة جيدة , وربما جديدة لايهمني شهرة الكاتب بقدر الاستطاعة على التوصيل , وواقعيتها بدل الحذلقة والتباهي , فهذا سوق وأنا مستهلك ابحث عن السلعة المفيدة , اقلبها واحكم (أنا ) ولن اقبل ان يحدد لي البائع توافقها مع الخط اليساري العلماني الديمقراطي ولا كونها جديدة و خاصة لموقعه ولا وجود لأمثالها في السوق كله وان وجدت فجودتها هي الحكم ! ولكن من يقيم الجودة والأصالة من التقليد؟ ربما سيرد أصحاب الموقع , ولكنك لاتدفع الثمن , أي ثمن للسلعة التي تتفحصها ! وتنتقد شروط تصنيعها . الحق معكم ولكن الانتماء المشترك هو الهدف في أحسن الأحوال , والمقايضة هي الحكم في اسؤها , الاختيار والمتابعة , بالنشر والإيصال .
كم سيخسر الحوار المتمدن من أفكار وحوارات لو أرادها دوما يسارية علمانية ديمقراطية ؟
ما الفرق مثلا بين اليساري والدكتاتور ونحن نرى فيديل الكوبي (لايتركها )وقد عبر الثمانين وسقط أرضا من التعب وكأن لارجل أول غيره يصلح لهافانا ! هل سمعتم مسؤول كوبي طلب او تمنى على كاسترو أن يستريح ؟ ألا يفكر احد من الحلقة الدائرة حول القائد بمصير الأمة التي يمسك زمامها ثمانيني مريض ؟ أم انه حينذاك سيفقد عذريته اليسارية وربما هو عميل أمريكي متربص! ونقول إن هناك مانديلا , يساري آخر , ترك السلطة لغيره , وذهب ليرقص مع الأطفال .
عندما صرح دنغ كسياو بنغ ,ليس المهم لون القط المهم قدرته على اصطياد الفئران , ذهل القادة والأصوليون في الحزب وماو لازال حيا وقتها وقاد قبل سنين قليلة الثورة الثقافية التي أزاحت بنغ وأمثاله لتفسح الطريق لوصول الأجيال الجديدة , ولكن الأمر اختلف يومها وكما تولى الشباب فالمسؤولية هي إطعامهم وإيوائهم والتحدي الرئيسي هوالاقتصاد وكيفية تطوره والتكنولوجيا والوصول إليها , ولترتاح الايديولوجيا قليلا , حتى لانفقد الجماهير ,
.
الكفاءة أو الانتماء ؟ ذلك هو مفترق الطرق الذي عاجلا ام آجلا تصله كل تجربة جديدة تخوض امتحان الوجود او العدم . المظهر أو الجوهر . العلمية والتجاوز ,اوالسطحية والمجاملة , سيكون الاختيار صعبا .
يذهب العلماني إلى المقهى او الحانة ليلتقي بأمثاله لاتزعجه رائحة المشروب فقد تعود عليها حتى وان كان لايشرب ولا يدخن
ويذهب المؤمن الى الجامع او الكنيسة ليلتقي هو أيضا بأمثاله كتعويد اوقناعة لسماع مايرغب في استعادته من أخبار الدنيا والآخرة
ولن يرتاح دائما مؤمن في حانة او مقهى كما لن يدوم المقام لعلماني في مسجد او كنيسة .
ولكن لأبأس أحيانا من التغيير وسماع الناس الآخرين ورؤية طقوسهم . ولا يختلف الأمر مع المواقع وسمعتها وأهلها وكتابها .
ولكن الضعف كما أتصور هو أن نحدد بعد الانتشار ولا نفعل العكس ونقرأ لهم ونتفاعل مع الرأي الآخر لنزداد تجربة وقوة .
ماسطرته هو رد موجز للأخوة الأعزاء في هيئة إدارة الحوار المتمدن ليشطبوا على كل اشتراط للنشر عدا الكفاءة والفكرة المفيدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة