الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألكسندر دوغين – قواعد الحرب

زياد الزبيدي

2024 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

ألكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر

9 أغسطس 2024

ينبغي اعتبار كامل حدود روسيا مع أوكرانيا (وبالمناسبة، خاصة مع دول الناتو) بمثابة خط تماس عسكري، كجبهة. الأمر نفسه ينطبق على حدود بيلاروسيا مع أوكرانيا. في ظروف الحرب، تفقد الحدود مكانتها كخط لا يمكن تجاوزه. يتم الغاء القواعد، وكل طرف يفعل ما في وسعه.
بالنسبة لنا، فإن كامل أراضي أوكرانيا السابقة هي ملكنا. وإذا ترددنا في ذلك فسوف ندفع الثمن غاليا. لكن لا توجد محظورات على العدو أيضًا. إنه لا يقتل في أي مكان وفقًا للقواعد، بل في المكان الذي يستطيع فيه أن يقوم بالقتل.

نحن نحاول بكل قوتنا أن نثبت أننا نعترف بالقواعد (المعينة). ولكن يبدو أننا الوحيدون الذين ظلوا يفعلون ذلك. وهذا ليس خطيرا فحسب، بل يؤدي إلى نتائج عكسية. بعد كل شيء، يعتقد الغرب الجماعي أننا مع بداية الحرب في أوكرانيا انتهكنا القواعد. وهذا يكفينا ألا ننتبه مطلقاً في المستقبل هل نلتزم بها أم لا. لقد بدأنا عملية عسكرية خاصة بدخول الأراضي المعترف بها من قبل الغرب، وكييف، وبصراحة، العديد من الدول الأخرى، على أنها ليست أراضينا. ومن المنطقي أنه منذ تلك اللحظة تم إلغاء حرمة حدودنا؛ وقد برز السؤال حول أمنهم وامانهم في مواجهة غزو عسكري محتمل للغاية.

إن الطريقة التي نسعى بها باستمرار للحفاظ على وهم السلام تتحول إلى نكتة قاسية ضدنا. في الحرب، يتم تعليق قوانين وقت السلم. وعلى الفور يتم التركيز على كل شيء - بما في ذلك حماية الحدود، وعلم نفس السكان، وأسلوب حياة مختلف تمامًا واقتصاد عسكري مختلف. سلوك مختلف في الحياة اليومية والشبكات الاجتماعية، والتي يكون من الأفضل أحيانًا إيقافها تمامًا (الآن يستعدون للقيام بذلك في إنجلترا على خلفية الاضطرابات الاجتماعية، لكن هذه لا تزال ليست حربًا).

قوانين الحرب والسلام مختلفة. للحرب أيضًا قوانينها، لكنها تختلف بشكل كبير عن قوانين السلام. دعونا نعلن ونصف قوانين الحرب بصدق. على الأقل بالنسبة لنا.


هل يمكن أن يكون هناك هجوم صاروخي على بعض المدن الروسية؟ نعم. وهذا وحده يغير الوعي ويجبرنا على اتخاذ تدابير خاصة. هل يمكن أن تكون هذه ضربة نووية؟ نعم أيضاً، لا يمكن استبعاد ذلك. وهذا سوف يغير حتى الوعي بدرجة أكبر.

ينطبق هذا، في المقام الأول، على المناطق الحدودية، حيث الهجمات الصاروخية وأعمال الغزو المباشرة ليست فرضية، بل حقيقة. يجب إجلاء السكان المدنيين من المناطق الخطرة بشكل خاص أو تسليحهم على الأقل. وبالطبع يجب تطبيق قوانين وقواعد وشروط أخرى. قواعد الحرب.

قد يكون من المفيد إنشاء لجان للدفاع المدني على أساس إقليمي. يحتاج الناس إلى معرفة ما يجب فعله إذا بدأ القصف أو ظهر العدو. هناك العديد من التدابير التي يتم تطبيقها أثناء الحرب. لذلك نحن بحاجة إلى أخذها بعين الاعتبار.

السلام في روسيا سيأتي بعد النصر. إذا لم يكن هناك نصر، فلا سلام ولن يكون أبدا. قبل النصر لن يكون هناك سوى الحرب التي تؤثر على الجميع. نحن جميعا في حالة حرب. ومن المستحيل حتى نظريًا إنتهاؤها بأي شيء آخر غير النصر.

***

يتساءل البعض عن سبب تفاعلنا العاطفي والغاضب مع الأحداث في منطقة كورسك واختراق العدو لوسط روسيا. وكيف غير ذلك؟ نحن نعيش التاريخ، ونشارك فيه، ونمرره في قلوبنا، ونصنعه. هذه ليست طفولية، بل مشاركة في كنه الزمن. عندما نشعر بألم لا يطاق، نصرخ. عندما نكون سعداء، نبتسم. عندما نفقد أحباءنا، نبكي ولا نتوقف عن المعاناة حتى نموت. عندما يقتحم العدو وطننا ويبدأ في تدمير شعبنا ونفقد أبطالنا، فإننا نغضب ونغضب. وبطبيعة الحال، لدينا أسئلة: كيف حدث ذلك؟ لماذا؟ اشرحوا لنا! عاقبوا المقصرين! والأهم من ذلك - أنقذونا ودعونا نتحرك أخيرًا نحو النصر.
وهنا يكررون القول لنا: لا داعي للذعر، كل شيء تحت السيطرة، لا تكونوا مثل الأطفال، اهدأوا... فقط "الخطة الماكرة" كانت مفقودة... الحمد لله أنهم لا يجرؤون على القيام بذلك بعد الآن.

الحفلات الترفيهية في مثل هذه الظروف هي ببساطة – جريمة. عادة عندما يموت عدة أشخاص، نعلن الحداد. والآن غزا العدو أرضنا، فقتل المدنيين يمينًا ويسارًا، نساء حوامل ورهبانًا وصحفيين، لكن كل شيء لدينا يسير كالمعتاد.

ألا يجب أن يكون للسلطة ضمير؟ ألا يجب أن يكون للدولة قلب؟ إذا كانت السلطة روسية والدولة روسية، فالجواب نعم بالطبع. الضمير والقلب روسيان. رئيسنا وطني روسي. ليس هناك شك في ذلك. ربما يفشل ببساطة في إيقاظ الرحمة والكرامة والذكاء في آلة الدولة الثقيلة والمتهالكة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل| مراسل الجزيرة: تدمير ما لا يقل عن 20 خيمة في مجزرة خيا


.. أخبار الساعة | تقارير عن صواريخ إيرانية لروسيا وإسرائيل تحتج




.. شركة آبل تطلق آيفون 16.. أهم المميزات والأسعار


.. مقتل 59 شخصاً بعد اصطدام صهريج وقود بشاحنة وانفجاره على طريق




.. متظاهرون يشكلون -خريطة- لأوكرانيا باستخدام مظلات زرقاء وصفرا