الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حرب غزة وانشغال الشعوب العربية بمهرجانات الرياضة والرقص والغناء!
كاظم ناصر
(Kazem Naser)
2024 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية
بعد مرور عشرة شهرا على جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة التي أدت استشهاد 40 ألف وجرح 91 ألف فلسطيني، مازالت الشعوب العربية منشغلة بالمباريات الرياضية ومهرجانات الرقص والغناء، وفشلت فشلا ذريعا في الضغط على دولها لاتخاذ مواقف حازمة ضد حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال ضد أهلنا في غزة بدعم أمريكي أوروبي وتواطؤ عربي؛ أي ان جرائم الصهاينة في قطاع غزة لم تفضح تخاذل الأنظمة العربية وضعف وخنوع حكامها باستثناء النظام اليمني وحزب الله والمقاومة العراقية والسورية، ونفاق وأكاذيب العالم الغربي عن العدالة والمساواة وحقوق الإنسان.
حرب غزة فضحت الأنظمة العربية ليس فقط لكونها وقفت مكتوفة الأيدي، مستسلمة، وعاجزة حتى عن إدانة ما يرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم، بل لأن دولا منها اصطفت مع الصهاينة ووفرت لهم الدعم الغذائي والتقني لمواصلة عدوانهم وجرائمهم بحق الفلسطينيين، وفضحت أيضا الشعوب العربية المستكينة المنهزمة المستسلمة التي رضيت بالذل والهوان، ولم تفعل شيئا للحصول على حريتها وكرامتها، وجاءت ردود فعلها على ما يجري في غزة مخيبة للآمال والتوقعات، ونسيت بأنها ستذبح وتدمر مدنها بنفس السكاكين والأسلحة الفتاكة التي يذبح بها الصهاينة الفلسطينيين اليوم ويدمرون قطاع غزة.
وبالمقارنة مع صمت وخذلان الشعوب العربية، انتفضت شعوب العالم دعما للفلسطينيين وشاركت في عشرات آلاف المظاهرات والفعاليات الداعمة لهم ولقضيتهم، وألزمت بعض حكوماتها على مراجعة علاقاتها مع دولة الاحتلال؛ ففي أوروبا على سبيل المثال، وبحسب ما وثقه وأعلنه المركز الأوروبي الفلسطيني للإعلام فإن أكثر من 22 ألف مظاهرة وفعالية تم تنظيمها في أكثر من 600 مدينة تمتد على نحو 20 دولة أوروبية دعما للفلسطينيين وذلك بعد مرور عشرة أشهر على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال على عزة.
وحتى تفاعل الشعوب العربية في بعض الدول العربية التي تتسامح مع مظاهرات ووقفات شعبية لامتصاص الغضب الشعبي ضمن السقوف التي تحددها تلك الأنظمة لم يكن على مستوى الحدث وضخامته وتداعياته الحالية والمستقبلية، بل كان بمجموعه تفاعلا متواضعا خجولا ولم يشكل ضغطا قويا على الحكومات لإرغامها على دعم الفلسطينيين، أو حتى على التفكير في تغيير مواقفها السياسية وعلاقاتها مع دولة الاحتلال.
ولهذا من المؤسف القول ان الشعوب العربية المضطهدة المهزومة المستسلمة المنشغلة بالمباريات الرياضية التي تحضرها بعشرات الآلاف، وتتخاصم بغباء على نتائجها، والملهيّة بحفلات الرقص والغناء التي تسمح بتنظيمها وتشجعها دول التطبيع والاستسلام التي تحكمها، لا تدرك أن انتصار الصهاينة في قطاع غزة قد يمكنهم من القضاء على المقاومة، ومن اقتحام واسع النطاق للمنطقة العربية والتحكم بقراراتها السياسية، وقدراتها الاقتصادية، ويعمق القطرية والانقسامات والخلافات الجغرافية والسياسية والحروب والمنافسة العدائية بين الدول العربية، ويؤدي لتهويد فلسطين التاريخية، ويعرض الشعوب والمدن العربية لهجمات صهيونية لا تقل قتلا ودمارا عن القتل الذي ألحقه الصهاينة بقطاع غزة، ويؤسس لمرحة جديدة من هيمنتهم على المنطقة، أي يمهد لهم الطريق لتحقيق هدفهم النهائي المعلن وهو إقامة امبراطورية يهودية من الفرات إلى النيل!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حزب الله يصعد هجومه على إسرائيل.. ونتنياهو يأمر الجيش بالاست
.. 57 بين قتيل وجريح في غارات إسرائيلية على ريف حماة وطهران تدي
.. 6 شهداء في مجزرة جديدة إثر قصف بيت عائلة الحناوي في جباليا ا
.. عاجل| مجزرة جديدة في مواصي خان يونس بقطاع غزة
.. قائد الحرس الثوري: كابوس الرد الإيراني يهز إسرائيل ليلاً ونه